أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل كاظم التميمي - المنهج العلمي لادراك الحقيقة ومنطقة المالكي الرمادية














المزيد.....


المنهج العلمي لادراك الحقيقة ومنطقة المالكي الرمادية


جميل كاظم التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 5382 - 2016 / 12 / 25 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المنهج العلمي لادراك الحقيقة
ومنطقة المالكي الرمادية



في بداية مشواري التخصصي في مجال الطب النفسي كان علي ان اتدرب ضمن اختصاص امراض الجملة العصبية كنت يومها ضمن مجموعة اساتذة وطلبة بورد لمناقشة حالة مرضية معقدة اذ كانت اعراض المريض السريرية متباينة فكان تشخيص استاذنا الكبير د.سرمد الفهد يشير الى حالة مرضية تختلف عن تشخيص باقي الاساتذة المتميزين منهم الاستاذ محمد توفيق واخرين لكنهم اتفقوا فيما بعد ان من يحسم الامر هو فحص الرنين المغناطيسي MRI فهو المرجع التشخيصي المتطور والذي يجمع عليه الكل في دقة تشخيصه يومها لم يكن يتوفر هذا الجهاز الا في مستشفى ابن سينا المرتبط بالقصر الجمهوري في تسعينيات القرن الماضي وفعلا بعد اجراء الفحص حسم الخلاف و اقتنع الجميع بالتشخيص .
لكن بعدها وجدت نفسي وفي بداية التدريب على تخصصي انني في حيرة اذ ان الامراض العضوية يمكن حسم جدل التشخيص فيها بعد اخضاعها لفحوصات متنوعة ودقيقة لكن كيف سيكون الحال مع الامراض النفسية بمعنى اخر اذا اختلف اطباء حول حالة مرضية نفسية احدهم يشخص مرض الفصام واخر يشخص مرض الهوس واخر ربما اضطراب الشخصية على سبيل المثال فكيف سيحسم الامر اذا لم يتوفر تحليل معين اسوة بالامراض العضوية كي يحسم الجدل؟
هذا الامر تجاوزته لاحقا بعد ان عرفت ان الاطباء المختصين بالطب النفسي في دول العالم المتطور انتبهوا لهذا الامر واخذوا باخضاع الامراض النفسية هي الاخرى الى معايير ومقاييس قابلة للتشخيص باجماع كل الاطباء لكي لا يخضع التشخيص الى مزاجية الطبيب ، على سبيل المثال انك تحتاج الى تشخيص مرض الاكتئاب كشرط وجود اعراض خمسة مهمة من اصل مجموعة اعراض عديدة محددة يعاني منها المريض المصاب بالاكتئاب على ان تكون هذه الاعراض ملازمة للمريض بفترة زمنية لا تقل عن اسبوعين وان شدة هذه الاعراض قد اثرت على قدرة المريض الوظيفية والاجتماعية اي بمعنى اخر اصبح لدينا عدد وزمن محدد لتشخيص الاكتئاب وهذه قابلة للقياس هذا الامر ينطبق كذلك على جميع الامراض النفسية الاخرى بمعنى اخر ان الطبيب النفسي في العراق بامكانه تشخيص حالة مرضية معينة بنفس الطريقة التي يصل اليها اي طبيب اخر في دول العالم لانه يخضع الى نفس المعيار في التشخيص لذلك هم حققوا انجاز مهم باخضاع الطب النفسي الغير قابل للقياس سابقا الى قياس حاليا كما هو شان الطب العضوي والسبب هو لتوحيد التشخيص وتجاوز الفوضى .
هذه المقدمة الطبية قادتني الى حقيقة الجدل السياسي الذي يعاني منه العراقيون دائما حول اختيار مسؤول معين،
على سبيل المثال رئيس الوزراء السابق المالكي فمنهم من يقول انه كان ناجح واخر يدعي فشله كل منهم ينظر من زاوية محددة بمعزل عن زاوية الخصم هذه الزوايا المختلفة تبرر للمتخاصمين فشل ونجاح المالكي لذلك ليس بمقدور احدهما اقناع الاخر صدق رايه واصبحت لدينا منطقة رمادية يراهن عليها المسؤول لضمان بقاءه في السلطة .
لكن لو تمكنا من اخضاع المسؤول وليكن رئيس الوزراء على سبيل المثال الى مبدا القياس لتقييم نجاحه او فشله لاختفت هذه المنطقة الرمادية فمثلا ليتفق الشعب في ان يضع معايير او انجازات (على اي رئيس وزراء يقود العراق) تحقيقها فان لم يستطع ضمن فترة زمنية محددة فان عليه التخلي عن الترشيح لولاية اخرى او التنازل عن المنصب لاتاحة الفرصة لاخر لتحقيق المعاييير المتفق عليها وهكذا. ولتكن المعايير على سبيل المثال لا الحصر

1-المحافظة على قيمة الدينار العراقي
2-تقليل نسبة البطالة
3-رفع معدل دخل المواطن العراقي
4-تقليل نسبة الوفيات
5-تقليل نسبة الفساد
6- تقليل نسبة الجريمة
7- تقليل عدد مدارس الطين
8-تقليل عدد الايتام والارامل والمطلقات

طبعا هذه النقاط او الانجازات جزء من نقاط كثيرة ممكن ان يضعها مختصون في مجالات واختصاصات متنوعة تتبناها وزارة التخطيط على ان تقدمها للبرلمان كونه ممثلا للشعب لاعتبارها مقياس ممكن المصادقة عليه .
بالطبع ان رئيس الوزراء سوف لن يكون ملزم بتحقيق كل هذه النقاط او الانجازات لاثبات نجاحه لكنه على الاقل ملزم بتحقيق نقاط محددة يتفق عليها الشعب مثلا خمس انجازات من اصل 15 وهكذا .
لو تتبعنا هذه النقاط سنلاحظ ان رئيس الوزراء سيحسب الف حساب قبل ادخال البلاد في حروب وعداوات وصراعات مذهبية وقومية لانه بكل تاكيد سيؤثر على نقاط اقتصادية واجتماعية تجعله يخسر منصبه ويدرج ضمن قائمة الفاشلين.

هذا الامر سيقلل ان لم يوقف الجدل المستمر بين العراقيين حول فيما اذا كان رئيس وزراء معين فاشل ام ناجح بغض النظر عن انتمائه لانه يخضع الى معيار متفق عليه مسبقا وبذلك نتخلص من المنطقة الرمادية التي يراهن عليها ويستثمرها المسؤولون لاقناع الشعب باستحواذهم على السلطة.



#جميل_كاظم_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال السفير الروسي ونظرية المؤامرة
- من ذاكرة صورة قديمة
- دعوة للجنون ...من مذكرات طبيب
- انا وعالم الفضاء الامريكي


المزيد.....




- -لا توجد تفاصيل واضحة-.. رئيس وزراء قطر يعلق على مفاوضات الم ...
- فيديو وصور استقبال محمد بن سلمان لأحمد الشرع في الرياض بأول ...
- الهند تختبر بنجاح نظاما للدفاع الجوي قصير المدى
- الشرع يبدأ زيارة للسعودية هي الأولى للخارج منذ تسلمه الرئاسة ...
- ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الي ...
- توافد اللبنانيين إلى مداخل ميس الجبل وحولا في جنوب لبنان وسط ...
- وكالة الصحة الأفريقية: غوما الكونغو بؤرة انتشار جدري القردة ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: مصابون برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال ...
- لحّن إحدى أغانيه الأيقونية.. محمد عبده يرثي ناصر الصالح بحفل ...
- فرنسا: بايرو يعلن أنه سيلجأ للمادة 49.3 من الدستور لتمرير مش ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل كاظم التميمي - المنهج العلمي لادراك الحقيقة ومنطقة المالكي الرمادية