منال شوقي
الحوار المتمدن-العدد: 5381 - 2016 / 12 / 24 - 00:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما تُفلِس السعودية سينصلح حال الشرق الأوسط ، سيعود الميزان لوضع التوازن و سيختفي الشر .
فمملكة الشيطان و عقر داره هي منبع الشر و الفتنة و الضغينة في العالم بأسره و كلما أُبتليت دولة ما بالإقتراب جغرافياً من صحراء البدو و معقل المرض ، كلما كانت الفاجعة أشد و العواقب أكثر وخامة .
إن نزع سلاح البدو الوحيد ، البترودولار ، كفيل بعودة الحية لجحرها و اتقاء سمها .
و مقارنة سريعة بين حال مصر في الخمسينات و ما قبلها ، قبل هجر البدو للخيام علي إثر اكتشاف الكنز و حالها بعد أن سكن البدو القصور لهو أوضح مثال علي تمكُن اللئيم و شبع الجائع إلي حد التخمة .
أن يكد شعب و يبني مجداً فيتحول من الفقر إلي الرفاهية يضمن رقي هذا الشعب ، أما أن يصحو ساكن الخيمة و ممتطي الناقة يوماً ما ليجد نفسه يسكن بيتاً فخماً و يقود أحدث السيارات فيقلب موازين عقل بدائي إعتاد حياة بسيطة لا ضرورة فيها لكثير إعمال عقل و بالتالي لذكاء مُكتسب بالضرورة و ناتج عن خبرات حياتية ذات وزن .
و لا أعلم هل منهج السعودية التأمري علي جيرانها نابع عن عقدة نقص و صدمة الإنتقال من حال إلي حال أم أن التأمر بدوافع سياسية بحتة و لعل السببين معاً يفسران السلوك المرضي لمهلكة الشر .
.
لم يتواني آل سعود منذ أن ذاقوا طعم المال عن التأمر ضد مصر ، بداية من تصدير الفكر الوهابي القميئ و المنحدر من إسلام إبن تيمية أخبث و أشرس و أحط أنواع الإسلام و عدم التواني في أدلجة الأزهر و صبغه بالصبغة الوهابية عن طريق تزويده بالمطبوعات المجانية الفاخرة التي تزخر بشتي أنواع هلوسات العقل الصحراوي البدوي .
ففي الأزهر يدرس المصريون و المبتعثون من دول أخري موضوعات بالعناوين التالية :
1- أكْلُ لحم «الكافر» .. وقتل «المرتد» وأكله حلال.. للجائع!
إقتباس ( « وإذا كان الميت مسلماً والمضطر كافراً، فإنه لا يجوز الأكل منه لشرف الإسلام، وحيث جوزنا أكل ميتة الآدمي لا يجوز طبخها ولا شيها، لما في ذلك من هتك حرمته، ويتخير بين أكله نيئاً وغيره )
فأي قريحة مريضة تستطيع أن تنتج كل هذا الكم من كراهية الأخر و تحريض علي العنف و تحقير لقيمة الحياة بالتشجيع الضمني علي القتل و انتهاء الجسد البشري و التمثيل به !!! و لهم في خالد بن الوليد و تمثيله بجثة مالك بن نويره و العرانيين و تمثيل محمد بهم و هم أحياء خير مثال .
2- لو ناكك قرد واولج ذكره في مؤخرتك فهل يجب عليك الغسل .. ام لا ( و لن أعتذر عن سفالة العبارة فلست صاحبتها و ناقل السفالة ليس بسافل ! )
يدرس هذا العته البدوي طلاب الصف الأول الثانوي أي أطفال في الرابعة عشر أو الخامسة عشر يتم تشويه عقولهم و الاعتداء علي فطرتهم السوية و سلامهم النفسي في جريمة ترتكبها الدولة التي كانت يوماً عملاقاً دفن نفسه بنفسه في رمال الصحراء البدوية فبدا قزماً .
أي عنف نفسي يتعرض له هؤلاء الضحايا و أي إخصاء عمدي لعقولهم بعد هذا الهراء المثير للغثيان !
فعوضاً عن أن يحضر الطالب درساً في التشريح و يستثمر وقته في تعلُم تركيب الجهاز الهضمي فييدرس أن مجموعة من العضلات تتحكم بتقلص وانبساط فتحة الشرج وهي عضلات دائرية الشكل تنتهى بالعضلة العاصرة للمستقيم يتحكم في انقباضها وانبساطها الياف عصبية ارادية ، ينفق المسكين وقته في تشويه معالم شخصيته و فكره و في التدني السافر و تشرُب العنف و النتيجة خيال مريض و ميول عدوانية لا محالة بعد أن يقرأ في كتابه المدرسي : ولو أولج حيوان قردا أو غيره في آدمي ولا حشفة له فهل يعتبر إيلاج كل ذكره ؟ أو إيلاج قدر حشفة معتدلة ؟ قال الامام: فيه نظر موكول إلى رأي الفقيه .
.
إن هذا التخلف و التقهقر و الرجعية و المرض هو إنتاج الصحراء و نتيجة جيرتها و ليس لنا في ذلك حيلة ، أما كيف إنتقل الفيروس من بيئته التي نشأ فيها إلينا في مصر فالوسيلة كانت دولار بترولي أوجد ذو طباعة فاخرة و مجاني ، و ليس ذلك فحسب بل و فوقه منح و عطايا و تبرعات للأزهر و القائمين عليه من معممي الغبرة .
.
هل كانت المرأة المصرية تعرف العباية و النقاب ؟
الهوية المصرية تم طمسها علي مدار أربعون عاماً فاختفي الجلباب المصري ذو الألوان المبهجة زي الفلاحة المصرية و حل محله عباية السعودية السوداء و أصبح جلباب الفلاح المصري مقتصراً علي قري الصعيد و ما أكثرهم المتشبهون بالسعوديين من مقصري الثوب و فاتلي اللحية و لولا الملامة لارتدوا الشماغ و العقال !
و عديمي الهوية هؤلاء متأثرون نفسياً برفاهية البدوي السعودي ، فهم أو أبائهم سافروا للعمل في المملكة كما يحلو للمصريين البسطاء أن يطلقوا عليها ، و هؤلاء وقعوا ضحية لمطرقة البترودولار و سندان شظف العيش في مصر فانقلبت قيمهم و مبادئهم رأساً علي عقب ( إنهبلوا ) و اعتقدوا أن كل ما تجلبه رياح السعودية الصحراوية خير و بركة فلولا أنها أرض مباركة و طاهرة ما أنعم الله عليهم بهذه الكنوز البترودولارية فتمسكنوا و تذللوا و هان عليهم تاريخهم و حضارتهم و مجد الأجداد فسبوا فرعون - كل فرعون - و وجدوا في مقولة عمر بن العاص ( أرضها ذهب ونساؤها لعب ورجالها من غلب وأهلها تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا ) شرفاً و فخراً و حكمة ، و للحق بعضهم مازال لديه نخوة فيتأثر حين يعيره سعودي بدوي بمقولة عمرو بن نكاح الرهط ( أنظر رابط الفيديو بالأسفل ) .
.
السعودية تريد زعامة ، حلم أثير كان نتيجة حتمية لقرون من حياة الخيمة و الحفاء و التهليل لرؤية حاج مصري لأن في رؤيته رزق وفير سيحصل عليه في مقابل حمل متاع المصري من الباخرة إلي ظهر الركوبة التي سيستقلها إلي مكة ، و الحاكم السعودي أياً كان - فهم نسخ كربونية - يدرك جيداً إستحالة أن يصل للقمة بشرف و بعد اجتهاد و كد لأنه يعلم تماماً أن شعبه يفتقر للموهبة و الهمة و هذا ما يضمن له العرش و إلا فسيركله السعوديون إن هم فهموا أو فكروا أو أظهروا بوادر استخدام عقل و بالتالي فالوصول للقمة لن يكون بالصعود باتجاهها و إنما بجر من يقفون عليها و إنزالهم إلي الهاوية و هو ما حدث في مصر و سوريا تحديداً و إن كان التأمر علي مصر أقدم و من خلف قناع و ليس ببجاحة التأمر علي سوريا و تدميرها عياناً بياناً .
.
حين تتعاقد دولة ما - في العالم المحترم - مع طبيب أو مهندس أو مدرس أو عامل بناء لحاجتها لعلمه و خبرته و مجهوده فإنها تبجله لأنه يعوض عدم كفاءة مواطنيها و السلوك المنطقي يكون بالإسراع في التعلم من هؤلاء لسد النقص و لا يخلو الشعور العام عند استيراد الكفاءات البشرية من إحساس بالنقص لتفوق شعب أخر يقدم علمه و معارفه و تخلف الشعب الذي يدفع ليرأب عجزه و هنا لا مَن و إحسان بل الشكر واجب لمن لو رحلوا لتوقفت الحياة تقريباً و هو ما يحدث دون شك في بلد كالسعودية لو رحل منها الوافدون من كل الجنسيات و هو ما سيحدث قريباً حين تبدأ بشاير جاسكا في الظهور .
.
https://www.youtube.com/watch?v=9w2-98LwIh4
#منال_شوقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟