أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - نحن والميلاد:














المزيد.....


نحن والميلاد:


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 5380 - 2016 / 12 / 23 - 02:24
المحور: الادب والفن
    


لماذا نحن دون العالمين ؟ ، لماذا نحن دون البشر؟ مُحَزَّمون بالخوف منذ ولادتنا ، نشرب السُم قطرة قطرة ، ونتجرع آلاماً لم يذقها سوى المسيح فوق صليبه......المسيح ، آب وابن ...قام من موته ، ونحن من يقيمنا من هذا الموت المتسلسل والمتناسل في أرحام نساء ينجبن وحوشاَ يفتكون بأطفالنا ونساءنا ...بالخريطة والوطن ، ويرفعون رايات غريبة ...يفرغون المدن المستسلمة لأبواق الغرباء .
لماذا نحن؟ وفي ميلادك الذي يعني يوماً جديداً ، الذي يعني أفقاً أكثر نوراً ، الذي يعني انتصار الحقيقة على الوهم.
ألسنا جديرون ببشارة منك؟ بإشارة ترسمها على الأرض لينبت السلام ....تلجم أفواه الطغاة ، وتكبح جماح الغزاة .
ألا تسمع يانبي السلام نحيب جبالنا ، زفير أنهارنا ، وغضب سمائك ينهال فوقنا؟ ...ألست من يعرف بسرائر الناس ، ويرى الطعنات تسدد لصدور البؤساء منا؟ ، وعلى وخز آلامنا يتبادل الزاحفون الأنخاب بعد كل هزيمة انتصروها بدمنا.
على أبواب المدن المنشطرة نتمرغ في وحل أرواحنا المكسورة ، نحتضر فوق تراب الأرض، شفاهنا متيبسة، وعيوننا زائغة ، لأن الذعر يحيط بنا ، والخجل والهوان يزيد من نشيجنا اشتعالاً.
نوشك على التلاشي ياسيدي المسيح....
تطاردنا أشباح أعوام حبلى بالحزن والجوع والألم والموت ، ونرنو إلى غدٍ ضبابي يحمل في بَرقِهِ الصقيع والبرد ، وينذر باحتمالات جُل مواعيدها يتأبط شراً مدججاً بكلام السُعاة وبطش الرُعاة.
تأتِ في موعدك ، ونحن البشر الذين سمعنا عنك ولم نرك ، لانعرف لك هيئة ولا شكلاُ ، نحن الذين رُبِطنا بحبلك ، بحبل الدهشة أمام قدراتك ، جئت يتقدمك الغيم ، ونحن نرتعش خوفاً منك وخوفاً عليك،
أن تطالك الشبهة لو انحنيت ورأيتنا، أن تُصاب بالخجل حين تشاهد مواكب أطفالنا تتدافع أيديهم نحوك ...لا للتبرك بك أو التقرب إليك، وإنما لاعتقادهم أنك تحمل لهم خبزاً وأملاً....وأن سلال الأزهار وألوان الأشجار التي تحتفي بك تحتوي على مايسد رمقهم ، وأن موسيقى ميلادك ستتدفق عليهم بسيل من دفءٍ
يُعيد لهم لذة النعاس بعد أن تفلت عضلات أجسادهم المتيبسة من ضراوة البرد وقساوة الحياة.
طوابيرهم تتقدم ياسيدي المسيح، يحلمون بإزاحة الموت المتربص بهم ...أيمكنك أن تزورها تلك المدينة، التي صمتت أجراسها ، مع أن صلاة أخرى أُعلنت من مآذنها ...منعت عليهم الحزن وطالبتهم بالخشوع!.
سنحتفل بك على طريقتنا ....سنطلق كل المكبوت في صبرنا ، ونرسل بالصور التي لايحتملها خيال البشر لتفتك بمن يفهم عشق الوطن....لتصرخ في وجوههم : أهكذا علَّمَكم مُخَلِص العالم ؟، أن "أحبوا حتى أعداءكم".
سنحتفل بك في هجرتنا القسرية ، وعليك أن تفضح بحضورك معنا هذه الجنازة الأخيرة ، التي خرجت من حلب....حلب الشغوفة بفك طلاسم قدوسك وفهم نبوءتك في خلاصها من حزنها....مدينة تفخر بأنها
دون المدن استقبلت ميلادك في يوم نالت منها يد طغاة الأرض الذين ستشفع لهم بغفرانك!
أنت يارسول الكلمة لم يبق لنا سوى أن نذبح خلايا الصبر فينا ، فقد أوشك حبك أن ينضب أمام نحيب الراحلين.....فليأتِ الحداد ، وليجف المدى والمداد...في يوم الميلاد...يوم لم يولد منه وفيه إلا الموت، فهل يليق بك ياسيدي المسيح أن نحتفل بميلادك ونحن على شفيرخيطٍ بالٍ؟ نتوشح بالحزن ونهرب من المفاجآت....أيليق بك ألا تمد يدك إلى انتشال مولود جديد من رحم الموت ، وأن تختصر عذاب سنين طويلة بولادة طفل السلام؟.
22/12/2016باريس ــ



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ، الإسلام والعنف :
- انحسار الوطنية وبروز المذهبية والقومية-
- دور الأنتلجنسيا السورية :
- حروب ودعدشات:
- إليكم يا أولاد الستين ...(........)!
- كلاهما يخشى الآخر ويوجه له أصابع الاتهام:
- الكراهية والحقد لاتقاوم التقسيم:
- خمسةعجاف والحلم باقٍ :
- خذوا سوريا ودعوا أوكرانيا:
- دواعشهم ودواعشنا:
- لماذا ستفشل حربكم على - الدولة الإسلامية- إن لم ....
- ربي مختلف عن ربكم، لكم دينكم ولي ديني
- ماذنب اللغة حين تُستَعبَد؟
- أرفع قبعتي لك يابوتين، فماذا يخفي هذا الوضوح؟
- سوريا مسرحاً لصراع قديم جديد روسي أمريكي
- إن لم تستحِ ، افعل ماشئت
- في السياسة:
- لمن الحق، وأين هو الحق في عالمٍ مات فيه الحق؟!
- كاميرا ترصدالواقع باختصار :
- اتفاق - محور الشر- مع - الشيطان الأكبر-!


المزيد.....




- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...
- الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا ...
- روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم ...
- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...
- مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م ...
- “نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma ...
- مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - نحن والميلاد: