جواد البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 5379 - 2016 / 12 / 22 - 23:01
المحور:
كتابات ساخرة
قبل اشهر من الاقبال على الانتخابات البرلمانية بفرعيها البلدي والبرلماني يبدأ المدمنون على الرخاء السياسي بالاستيقاظ والانتباه من اجل تخطيط جديد فيقومون باستحضارات استباقية لخوض غمار الصراع على السلطة وامتيازاتها ، ويتم تجهيز ما تتطلب من العوامل اللوجستية للصراع كالوعود ، المال ، حب الشعب والفقراء والشحاذين والمتجاوزين على القوانين والمحكومين كما ترفع عاليا شعارات حب الوطن والدفاع عنه بالغالي والنفيس – اموال الشعب وارواح ابنائه – ومن لايثق بهذه العوامل ويريد الربح بلا متاعب او خسائر ، فأما يلجأ الى عملية انشطار عن كتلته البرلمانية ليستقل عنها ويتحالف معها ، كما حدث في معسكر الكتل الشيعية ، او معسكر اخوتهم اللدودين السنة كما حصل مع حنان الفتلاوي او احمد المساري كنماذج لهذا التفقيس. فقد تسلمت مفوضية الانتخابات لحد الان 45 طلبا للاشتراك في الانتخابات منها 13 حزبا بتشكيل جديد فضلا عن 32 طلب لأحزاب او كيانات جديدة للاشتراك في الانتخابات .
هذا يعني ان الاحزاب هي منصة للدخول الى النفق المؤقت المؤدي الى صالة البرلمان ، ومن المؤكد ان مايسمى بقيادات هذه الاحزاب ستأخذ مكانها في الصدارة وما يتبقى للاتباع ، ولم يأت ذلك الاّ بعد ائتلافات وتفاهمات مصلحة ومنفعة مادية او معنوية لا شأن لها بمصلحة الوطن من الناحية المبدئية والحقيقية .
ان عملية التفقيس هذه لا تأتي الاّ بعد صبر جميل من احتواء البيض والتأكد من صلاحيته للعمل السياسي العصري الذي يمر به الوطن .
ان التحالفات العنكبوتية المعقدة بين هؤلاء السياسيين ممكن ان يصنع برلمانا شكليا لكنها لاتستطيع ان تعطي قوانين ناجزة تصنع بلدا او مجتمعا عصريا بعد ثلاثة عشر عاما من الابادة التربوية والاخلاقية للمواطن العراقي .
#جواد_البياتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟