|
حوار صامت 25
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 5379 - 2016 / 12 / 22 - 22:05
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
سؤال _ هل ما زال الأقتصاد الكلاسيكي القائم على نظرية الحاجة مقابل السلعة والمنفعة هو المسيطر على نظام المؤسسة الأقتصادية في المجتمع، أم أن هناك تبدلات جوهرية تبرز أتجاه أخر للمعادلة؟ أنا _ يبقى المعادل الجوهري في حركة الأقتصاد هو السلع والخدمات وما يمكن أن بجعل الفرد الأجتماعي مستعد للمبادلة وفقا لمبدأ المال العمل الحاجة، هذه النظرية الأقتصادية الأولى والأخيرة والتي أثبتت قدرتها على أن تكون المحك الأساسي لحقيقة الأقتصاد كوظيفة وعلم، المتغير الأساسي يندرج في عدة أمور منها تبدل الحاجات والسلع والخدمات حسب تطور الذوق الحسي الفردي والأتجاه نحو لسلع والخدمات المكثفة التي تقدم أنواع متعددة من الوظائف وفي حجم وتكلفة ومساحة إشغال أقل، وأيضا تبدل الأتجاه الصناعي والأنتاجي بدل أستخدام ما يسمى بالسلع المعمرة وذات التقنيات التي تعتمد الجودة عالية التكلفة إلى نمط تقنيات ذات جودة عالية في الأداء الوظيفي. وأخيرا هناك تحول مهم في أساسيات التفكير الصناعي نحو الصناعات والمنتوجات التي تحتاج إلى التطور المستمر المبني على المنافسة في التصميم والأداء دون أن ترتبط بسياسات إحمائية أو تحتاج إلى تدخل النظام السياسي أو السلطوي، يقود هذه المنظومة الجديدة رجال التخطيط والتصميم والتطوير وليس إداريو الأستثمار والتخطيط المالي، المبرمجون هم اليوم سادة الأقتصاد والقادرون أكثر من غيرهم على تحريك أقتصاديات المجتمعات بالمنافسة المتسارعة. سؤال _ هل بإمكاننا أن نطلع عليه أقتصاد التقنية وليس أقتصاد الأنتاج؟ أنا _ تقريبا مفهوم أقتصاد التقنيات الحديثة هو عنوان مرحلي سيولد لنا أنواع متعددة من الأتجاهات الفنية والعملية التي ستقود عالم التحولات القادم، إنها المنافسة حتى داخل المنتوج الواحد في محاولة لأختراق المادية كما أسميتها في جواب سابق. سؤال _ ونحن أين من كل هذه التطورات العامية في الأفكار الموضوعية وفي الشكلية العامة؟ أنا _ المسألة ليست بنحن أين، ولكن جوهر الجواب يكون بسؤال أهم هو كيف لنا أن نتكيف مع التبدلات الكونية في المفاهيم والمعرفة العلمية وخطوط العمل المستقبلي ونحن لا نملك إرادة حتى في فهم لماذا تأخرنا ولدينا كل ما يمكن أن يساهم في هذه الثورة الصناعية الجديدة، الهند والباكستان تقريبا وهما من الرؤوس في المجتمعات التي ساهمت في أحداث الثورة الصناعية لهما عوامل مشتركة مع مجتمعاتنا العربية وبالرغم من المشاكل التي تعصف بالمجتمعين الجارين العدوين اللدودين، لكنهما مضى قدما في تطوير الموضوع التقني البرمجي الجديد، ما ينقصنا كمجتمع عربي هو التخلص من فكرة أننا مجتمعات تتمتع بثروة بترولية وموقع أستراتيجي وأن الغرب زرع إسرائيل في الجسد العربي لإشغالنا، التاريخ كله قبل وجود إسرائيل لم يسجل للعرب غير النقل والغزو وإنشاد الشعر والمؤامرات حول العرش، لا بد أن نعترف أننا أمة ينقصها ضمير وينقصها هدف وتحتاج إلى زلزال يعيدها لوعيها لعل في ذلك أمل في أن تصحو من سبات أهل الكهف وأحلامهم التي لا تنتهي. سؤال _ ولكن المجتمعات العربية ساهمت ببعض علمائها ومفكريها في بلورة الثورة الصناعية الجديدة وهناك كوادر في غاية العبقرية والتخصص شاركوا ووضعوا برامج التطوير في الغرب والشرق؟ أنا _ نعم ساهموا وشاركوا في بيئة تحترم العلم والزمن والإنسان أما بيئتنا الأجتماعية والمعرفية والسياسية فهي بيئة قاتلة لهذه المفردات وطاردة لأبسط مقومات التطور، هذا ليس جلدا للذات وإنما تأشير لحقيقة مؤلمة أن العلماء العرب يهربون للغرب والشرق لأنهم مشاريع قتل سهلة في مجتمعات متطرفة ما زال فيها بعض رجال الدين لليوم يسعى لتفنيد كروية الأرض ودورانها حول نفسها وحول الشمس هذا في في عام 2016 بعد الميلاد، هذا الذي يصر على نظريته هو من هيئة كبار العلماء في مجتمعنا، تصور كبير العلماء ويصر على تفنيد كل البديعيات التي لا نقاش ممكن عليها، فكيف تريد لمجتمع هذا كبير علمائهم أن يتعامل مع قوانين ونظريات ومحاولات لخرق احجبة علمية سميكة تعد من المحال التقريبي ليتحول الإنسان فيها إلى عقل خارق، الحل أن على العلماء العرب أن يفتشوا عمن يشتري منهم ويطور لهم ما يملكون من علم وفكر ومعرفة بعد أن تخلت مجتمعاتهم عن أبسط الحقائق العلمية. سؤال _ هل أنت متشائم حول المستقبل العربي ككيان إنساني وجزء من المنظومة الكونية التي تنتقل رويدا إلى جيل جديد من العلم والفكر والتقنية؟ أنا _ سواء كنت متفائل أو متشائم لا يجدي ذلك نفعا ما لم يمارس المثقف والمفكر والمتعلم دوره في التصدي لسياسة التجهيل والتغريب والتغيب التي تمارس بمنهجية سلطوية الهدف منها قمع أي محاولة للحاق بالركب العالمي، المسألة هنا تحتاج إلى فضيحة من نوع خاص فضيحة للسلطة الزائفة والتخلص من الأيديولوجيات الحزبية والفكرية والدينية التي تأسر الإرادة العربية، علينا أن نناضل من جديد ضد كل الأحتلالات والأستعمار العقلي وكسر قيود الخوف من الغد والمستقبل، نحن نحتاج أولا كعقل كلي جماعي وليس جمعي إلى مصارحة مؤلمة مع الذات أننا لو بقينا على هذا الحال والسكون سنكون في يوم من الأيام مجرد فئران مخبرية للعالم كله، ولا ينفع بعد ذلك المطالبة بحقوق الإنسان وخاصة بعد نفاذ النفط وفقدان الموقع الاستراتيجي ومن هذا الكلام الإنشائي، على العرب أن ينتبهوا لمرحلة ما بعد نفاذ البترول سيطالبون لأنفسهم حتى بحقوق الحيوان ولن يحصلوا عليها، لأن ما أرتكبه الإسلام السياسي وتحت رعاية الريع النفطي العربي أفقدنا كل أحترام وأخرجنا من دائرة الإنسانية وحولنا في نظر البعض من العالم لمجرد حيوانات مسعورة، لا أتفاجأ يوما ما أن يصدر قرار من الأمم المتحدة أو من غيرها من المنظمات الدولية تعتبر العرب شكلا من أشكال الأمم الهمجية التي لا تنطبق عليها محددات وصفات الإنسانية. سؤال _ كلام خطير قد تتحمل مسئوليته الأخلاقية وأنت تصف العرب بهذه الأوصاف المفجعة؟ أنا _ الحقيقة جدا مؤلمة وجدا ثقيلة وخاصة مع مجتمعات تعودت على المجاملة والنفاق ولحس الأقدام ومسح الأكتاف والطبطبة على الظهر، اليوم نحتاج الحقيقة كما هي أولا لنثق بأنفسنا وثانيا لأن الحقيقة لا تخدعنا وتعمي البصر والبصيرة.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار صامت 26
-
حوار صامت 24
-
حوار صامت 23
-
نستنسخ خيبتنا لنموت
-
حوار صامت22
-
حوار صامت21
-
حوار صامت 20
-
حوار صامت 19
-
حوار صامت 18
-
حوار صامت 17
-
حوار صامت 16
-
حوار صامت 15
-
حوار صامت 14
-
حوار صامت 13
-
حوار صامت 12
-
حوار صامت 11
-
تلة القرابين اللعينة
-
حوار صامت 10
-
نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح3
-
نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح2
المزيد.....
-
بعد تصريحاته عن -التهجير-.. الملك عبدالله سيلتقي ترامب بواشن
...
-
جورجيا: احتجاجات في تبليسي بعد تشديد العقوبات على عرقلة الطر
...
-
بدل نقل الأسماك.. تحقيق يفضح تهريب بقايا النمور المهددة بالا
...
-
الكبد الدهني.. خضار وفاكهة تساعد في العلاج والوقاية من الإصا
...
-
تحديد هوية المسؤول عن جريمة سودجا
-
غزة.. إسرائيل تخلف معدات عسكرية مدمرة
-
بيان من الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه ولي العهد السعود
...
-
أسير إسرائيلي أمريكي محرر يوجه رسالة شكر إلى مقاتلين في -الق
...
-
النيابة الإسرائيلية تفتح تحقيقا جنائيا ضد سارة نتنياهو في أع
...
-
خامنئي: الشعب الإيراني لديه الشجاعة ليقول -الموت لأمريكا-
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|