|
حوار صامت 24
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 23:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
سؤال _ السياسة بشكلها المقنن اليوم تمارس على أساس المصالح أم على أساس الفرص، بمعنى أن المصلحة الوطنية هي التي تصنع الفرصة للمجتمع دون أن تحاول البحث عن الفرص الجاهزة لأستثمارها في تحقيق تطلعات المجتمع وأهدافه؟ أنا _ السياسة فن وليس قانون بمعنى أن الممارسة السياسية ممارسة مهارية تعتمد على القدرة في أستخدام المهارات المتكونة من خلال نظم وقوانين تنمي القدرة على الحدس والأستجابة وسرعة الفهم وكيفية التعامل مع الأزمات وكيفية تسخير الفرص واللحظات التاريخية، والكثير من الأبجديات التي يمرن ويتمرن عليها الفرد ليتحول مع التجربة وسعة الأطلاع والتطوير في وسائل أستخدام التفكير المنطقي ليكون مهيأ لمشروع سياسي، أما تبسيط الفكرة السياسية وأنها تخضع لقوانين ما عليك سوى حفظها وتطبيقها هذه فكرة سيئة وغير حقيقية للدين، مثلها مثل فكرة بعض المتدينين الذين يفهمون السلطة مجرد كرسي وأوامر تصدر لتنفذ فقط ، دون أن يفهم أن السلطة أساسا منظومة أفكار وتصورات وأساليب ومناهج علمية محكومة بقوانين ودستور، لذا هان عليه أن يمارسها متدرعا بلباسه الديني ومستندا لفكرة أن الله أختاره لينفذ مشيئة ولو جبرا على الناس، الإشكالية ليس فيه فقط بل أيضا بالمثقف الذي لا يمارس دور الحارس على القيم والمدافع عن حق المجتمع والإنسان أن يتمتع بنظرية حاكمة واضحة وجلية وعلمية تستند لخيارات المجتمع في تحقيق الرفاه والسلام والحرية. سؤال _ الحدود الفاصلة بين الواقعية الطبيعية وبين الواقعية بوصفها تجسيد طبيعي للراهنية الزمكانية؟ أنا _ الواقعة الطبيعية بتعريف مختصر ومبسط هي العودة للصورة الحقيقية لقوانين الواقع دون أو قبل تدخل الإنسان في تشويه أو العبث أو التغير في العلائق التي تحكم العالم الطبيعي الفطري، العالم الذي عمل وفقا للنظام الأصلي له خاليا من أي زيادة طارئة أو شرخ في رابطة أو أنتهاك لقانون، بمعنى لحظة النقاء والصفاء الأولي، أما الواقعية بصفتها تجسيد لحدي الزمان والمكان فهي الصورة الحقيقية للواقع بعد التعديلات والتغيرات والتحولات التي أظن مهما تراكمت وتبدلت بفعل الإنسان ووجوده سوف تبقى طارئة لحقيقة واحدة أن الطبيعة من حيث هي الأصل لن تقبل أي تغير وبإمكانها في كل مرة أن تعود لتسير وفق نظامها العملي الأصلي، إذن الحد الفاصل بينهما هو وجود الإنسان الجاهل والعالم السيء والجيد معا. سؤال _ ما الحدود بين العقلانية والمقبول العقلي؟ أنا _ العقلانية كما هو شائع مشترك دلالي بين مجموعة من الفلسفات والأفكار النظرية التي تقدم العقل على أنه وقوانينه هو الحد الفاصل بين بين المعرفة الحقيقية وبين شبيهاتها من صور المعرفة التخيلية أو التأملية أو حتى اللا واقعية، بمعنى عام هي (اي فكر يحتكم الي الاستنتاج أو المنطق الأستنتاجي كمصدر أول للمعرفة أو للتفسير، وبمعني ادق هي المنهج (أو النظرية) الذي يتخذ من العقل والاستنباط معيارا للحقيقة بدلا من المعايير الحسية العملية، وهنالك مواقف مختلفة من العقلانية أهمها أنها نظير الضد للتجريبية ، وأيضا منها المعتدل الذي بري ان الاستنتاج له الأفضلية علي الطرق الأخرى لاكتساب المعرفة، ومنها الأكثر تشددا الذي يتخذ من الاستنتاج المصدر الوحيد للمعرفة. أذن العقلية أو العقلانية واحد من أهم مدارس الفلسفة في نظرتها للواقع دون أن تمنح ما هو خارج العقل الحق في خلق المعرفة أو على الأقل اليقينية منها، فهي بالتالي موقف علمي من الحكم على الأشياء من خلال الدليل والأستدلال، أما المقبول العقلي فهي حالية أقرب لتصورات الممكن العقلي حينما لا يرفض العقل الفكرة ولا يستطيع أن ينقضها أو يثبت عكسها وهي لا تشكل منهج بل هي واحدة من النتائج التي تبقى تحت فرضيات البرهان العقلي لحين حسم عقلانيتها أم لا. سؤال _ لو أستثنينا من تفكيرنا التفصيلي قاعدة القبول بالواقع مع محاولة تحسينه بالوسائل الطبيعية هل يعني ذلك أننا نتحرك في الأتجاه السليم نحو الهدف؟ أنا _ قبل الأجابة لا بد أن نخضع الواقع للنقد ونبحث عن أسباب محاولتنا لتجاوز الواقع وتحسينه في محاولة لكشف أساس عدم القبول، إن كان الواقع هو نتاج تطور طبيعي وفكرة تجاوزه أيضا من نفس النتاج ومنهجيته فالأمر في حدود الطبيعي والمقبول وهذه سنن المجتمع في البحث عن غد أفضل، ولكن لو كان الواقع معتل ومتخلف وأيل للسقوط نحو الهاوية فالأمر الطبيعي هنا ليس أعطاء المسكنات والمضادات الحيوية على أمل الشفاء وفقا لمعطيات الدواء، هنا يصبح التدخل الثوري بمعناه الجذري وليس العنفي هو الطريق الأمثل، طبيعة الواقع بكل ما فيه من مصادر ضعف ومصادر قوة هي القادرة على الأجابة، وكما قلت سابقا أن مجرد التفكير بالبحث بداية طريق وليس هو النهاية التي نريدها كحل. سؤال _ أقرب لمن أنت للتجربة الصينية أم للتجربة اليابانية في التحديث الأجتماعي؟ أنا _ أظن ليس هناك فرق بين التجربتين من حيث جوهر الفكرة ولكن الطبيعة الأجتماعية والديموغرافية والمنهج التفكيري هما اللذان يوحيان بفرق التجربة، الصين بمساحة رهيبة وعدد نفوس كبير وثقافة تأريخية متأصلة وفكر يعتمد المزاوجة بين المركزية الأدارية والحرية الصناعية لتعزيز السلطة الحاكمة وتنمية المجتمع، أبرز صورة خارجية تختلف عن النهضة اليابانية التي تختلف في الكثير من تفاصيل العوامل الظاهرة عن التجربة الصينية، أعتقد أن الأدارة اليابانية في الصين لن تنجح وكما لا تنجح الإدارة الصينية في اليابان لهذه الأسباب، أما أصل النهضة وعواملها المحركة تعود إلى جذر واحد هو البحث الدؤوب المستمر عن أي فرصة للتفوق وليس للتطور، هذا السر الذي جعل من أقتصاد اليابان ثاني أقوى أقتصاد في العالم إنه سر المنافسة والتفوق حتى على الذات، وهذا هو منهاج اليابان الذي أعتقد في النهاية سيكون الخيار الياباني هو المتفوق الأول عالميا والصين المتفوق الأول على الواقع الذاتي عالميا.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار صامت 23
-
نستنسخ خيبتنا لنموت
-
حوار صامت22
-
حوار صامت21
-
حوار صامت 20
-
حوار صامت 19
-
حوار صامت 18
-
حوار صامت 17
-
حوار صامت 16
-
حوار صامت 15
-
حوار صامت 14
-
حوار صامت 13
-
حوار صامت 12
-
حوار صامت 11
-
تلة القرابين اللعينة
-
حوار صامت 10
-
نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح3
-
نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح2
-
الصراعات التأريخية المذهبية والفكرية هي نتاج تحولات تأريخية
...
-
إلى الذوات أصحاب المعاول
المزيد.....
-
الكونغو الديمقراطية: غوما تحت سيطرة المسلحين … دمار ونهب وال
...
-
قولوا وداعًا لأمريكا.. ترامب يُعيد تهديد مجموعة -بريكس- إذا
...
-
الخارجية الروسية: إجراءات شطب -طالبان- من قائمة الإرهاب مستم
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على أهداف لـ-حزب الله- في الب
...
-
بريدنيستروفيه ومولدوفا تتفقان على خطة أولية لتوريد الغاز
-
أبرز مواصفات الهاتف الجديد من -Nothing-
-
اكتشاف بكتيريا خطيرة في بعض منتجات الدجاج التي تورد إلى روسي
...
-
-فينشينزو.. رجل المافيا-.. عدالة العصابات وتهجير السكان لاست
...
-
العبور من الثورة إلى الدولة في سوريا
-
سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية العام
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|