أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - ديمقراطية المجتمعات غير المتحررة اخلاقيا














المزيد.....

ديمقراطية المجتمعات غير المتحررة اخلاقيا


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 21:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اذا كانت الديمقراطية تعني حرية الشعب في الاختيار، فان اغلبية الناس في البلدان التي يكون فيها الاسلام اساسا لثقافتها الشعبية، سوف تختار احزاب الاسلام السياسي كممثل لها، ذلك ان الناس لم تصل بعد الى ادراك جوهر الحرية.
الحرية في التفكير الشعبي الاسلامي هي ان لا يكون الانسان مملوكا، قابل للشراء والبيع في اسواق النخاسة، اما مصادرة اراء الناس دينيا، او اخضاعهم قسريا او تحديد ما يأكلون وما يشربون وما يلبسون ومع من يتعاملون او لا يتعاملون واعتبار نساءهم عورات وتشريع قوانين تجيز زواج الصغيرات حتى وهن في التاسعة من العمر، كل هذا واكثر لا تعتبره الذهنية الفردية للمسلم استعبادا بل شريعة مقدسة ينبغي التقيد بها. ان ذلك يوجب سؤلا مشروعا: هل يصح ان تضع الديمقراطية الاستعباد مكونا في معادلات الاختيار؟
في هذه الحالة، فان الديمقراطية تضع الاستعباد والحرية على كفتي ميزان،. فتصبح مثل سيف ذو حدين، فهو، اي السيف وان تضمن الدفاع، لكنه صفته العامة هي القتل.
في البلدان الملتحفة بالدثار الاسلامي منذ قرون، لن تختار اغلبيتها الشعبية الا الحد الذي يذبح دون وعي منها بالمآل المخيف، هذه هي حصيلة التجربة في اغلب البلدان التي سمح فيها للاحزاب الاسلامية ان تكون جزء من معادلة الاختيار.
في الجزائر فازت الجبهة الاسلامية للانقاذ وفي مصر فاز الاخوان المسلمون بقيادة مرسي وفي العراق فازت الاحزاب الطائفية سنية وشيعية وفي تونس فاز حزب النهضة وفي تركيا اختير اردوغان ذو الطموح الدكتاتوري العاصف الذي يخطو نحو ان يكون الفوهرر Führer، حتى في الكويت وبعد ان مُنحت المرأة حق الانتخاب، سيطر الاسلاميون على البرلمان واصبح مقرا للصراعات الطائفية، ذلك ان الرجال الاسلاميين اجبروا زوجاتهم على انتخاب ما ينتخبون، في حين لم تذهب النساء العاديات الى صناديق الانتخاب.
بعد تحرير حلب من براثن الزمر الارهابية وقفت جماعة المسلمين السلفية بقيادة الارهابي والبرلماني الكويتي وليد الطبطبائي وهي تصرخ بهتافات الارهاب والوعيد والتهديد، وعندما قُتل السفير الروسي في تركيا، وزعت جماعة المسلمين في طرابلس لبنان الحلوى احتفالا وامتلئت صفحات التواصل الاجتماعي الخليجية بسيول من التهاني والتبريكات بمقتل السفير.
ان ذلك يشير الى ان الشعوب الاسلامية لا تفهم المعنى العميق للديمقراطية اذ ان ثقافتها التاريخية او اعرافها الاجتماعية تسمح بتبرير الاستعباد وتعتبره احد الخيارات المطروحة.
هذا الفهم الخاطيء للديمقراطية هو الشائع في البلدان الاسلامية. وقد تسلل هذا الفهم الى لغة اليسارالسياسية والادبية حتى وجدت بعض المكونات اليسارية مشتركات لغوية مع الاحزاب الاسلامية فنادت بالتعاون وحتى بتكوين جبهات انتخابية معها متذرعة بان الاصلاح السياسي يتطلب التعاون من اجل الخير والمصلحة العامة، لكن ماذا عن الاصلاح الاجتماعي والذي يعني تحرر الانسان من القيود الدينية والاجتماعية لا احد يتطرق الى ذلك، ويبدو ان بوصلة اليسار في العراق تتجه الى حيث المصلحة السياسة الضيقة وليس صوب مصلحة المجتمع الذي لا يمكن ان ينتخب اليسار الا اذا تغيرت ثقافة الموروث الديني.
ان تبني المفاهيم الدينية هو نوع من انواع التقية السياسية في محاولة لتجنب التصادم الفكري المباشر مع الاحزاب والتيارات والمرجعيات الدينية المختلفة والتي ادت الى تمزيق الشعب الى جماعات متناحرة متقاتلة متشاتمة مختلفة سياسيا ومتفقة عقائدا او مذهبيا.

الديمقراطية لا يجب ان تفضي الى تشريع الاستعباد وفق قوانين الاغلبية البرلمانية، ذلك انها نقيضة اي شكل من اشكاله ، ولا يجب ان تكون اداة استغفال اوحصان طروادة يختبي فيه من ينوي الشر.
الديمقراطية لا يجب ان تكون اختيارا بين سيئ واسوء، او بين جيد وبين سيء، انما حرية الاختيار بين جيد واجود.
في العراق حيث شاع الفهم الخاطيء للديمقراطية التي وصفت بانها ديمقراطية سياسية تسمح لكل الاحزاب بالاشتراك بالانتخابات بغض النظر عن برامجها السياسية وايديلوجيتها الدينية وطموحاتها المستقبلية، تستمر الاحزاب الاسلامية المهيمنة، الحاكمة او المعارضة، بنشر ثقافة مناقضة كليا للديمقراطية، فهي تعمل بكل حزم وعزم على خلق مجتمع منسجم مع ثقافتها وطريقة تفكيرها وأرائها واحكام شريعتها.
ان الديمقراطية في العراق وان كانت قائمة على تعددية الاحزاب، لكنها تسعى الى فرض احادية او دكتاتورية الثقافة مستندة على حكم الشريعة وعلى تشريع القوانين غير الديمقراطية متذرعة بنص دستوري يقول بعدم مخالفة احكام الاسلام.
هذه الحالة لا تختلف عن الديمقراطية المسخ في الولايات المتحدة الامريكية ايام التفرقة العنصرية، اذ كيف لمجتمع يصف نفسه بالديمقراطي بينما يشرع قوانين عنصرية تصنف الناس وفق الوان بشرتهم؟
ولا تختلف عن المجتمعات النازية والفاشية اذ كيف لمجتمع يصف نفسه بالديمقراطي بينما يشرع قوانين الانتقاص من الانسان؟
لقد انتبه المشرعون الى هذا التناقض بين الروح الديمقراطية وبين نقائضها فشرعوا قوانينا لا تسمح للاحزاب بالاشتراك في الانتخابات تلك التي تستند سياستها على ايديلوجية البغض والكراهية ونشر ثقافة العنصرية او التفرقة الدينية .
اذا كان الشعب لا يدرك جوهر الحرية، فان الديمقراطية لا تعني لمثل هذا الشعب سوى وسيلة لاختيار الاسوء، ذلك الذي يتماهى وموروثها الديني او العشائري او الطائفي. الديمقراطية بمثل هذه المجتمعات غير المتحررة اخلاقيا، لا تختار اخلاق التحرر بل اخلاق الاستعباد.










#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الاسلامي
- الديمقراطية والكهنوت الديني
- هل هناك ما يجذب الشباب الى البشاعة
- المسلم المجرد
- العرب قومية ام أثنية ام مجموعة لغوية؟
- ناهض حتّر شهيد الكلمة الحرة والموقف الشجاع
- الدين والعقيدة والطائفة وهوية الانتماء
- اخوان من اطاع الله اول جيش ارهابي اسسه الملك عبد العزيز آلسع ...
- الديمقراطية الفاسدة
- ليس هذا هو الاسلام!!
- الاحزاب الدينية كبضاعة فاسدة
- ثورة تموز والمتباكون على اطلال البلاط
- الحزب الشيوعي: حزب نظري ام حزب سياسي؟
- التيار الصدري: الرمز والهوية
- السعودية الخاسر الاكبر
- شماعة داعش
- الدولار ومعيار الذهب
- الماركسية وحمالو الاسفار
- قتل بسيف الشريعة
- بوابات الجحيم


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - ديمقراطية المجتمعات غير المتحررة اخلاقيا