أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليمان عباسي - كاد يما – إلى الوراء دّ ر














المزيد.....

كاد يما – إلى الوراء دّ ر


سليمان عباسي

الحوار المتمدن-العدد: 1423 - 2006 / 1 / 7 - 09:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن حالة الذهول والقلق والترقب السائدة حالياّ في الشارع الإسرائيلي أثر إصابة شارون بالجلطة الدماغية وإجماع الطاقم الطبي
بأنه وفي حال نجاته فمن غير المتوقع له أن يتمكن من العودة إلى ممارسة مهامه السياسية لها ما يبررها فشارون هو حالة
فريدة من القادة الإسرائيليين ويعكس المزاج العام للشارع الإسرائيلي المرتبط به بحكم تاريخه العسكري الحافل .
لقد أستحوذ شارون على ثقة الشارع الإسرائيلي من خلال محطات عديدة ارتبطت باسمه , لقد أرتبط اسمه بثغرة الدفرسوار
الشهيرة أثناء الحرب الاسرائلية - العربية عام 1973 وأرتبط اسمه بمذابح صبرا وشاتيلا التي أدت إلى استقالته من الحكومة
آنذاك وأرتبط أسمه بكل المذابح الاسرائيليه خلال السنوات الخمس الماضية والمستمرة إلى وقتنا الراهن وأرتبط أسمه بالاستيطان
عندما كان وزيراّ للبنى التحتية والتي استحدثت خصيصاّ له , والغريب والمستغرب إن تلك الثقة الشعبية لم تهتز رغم خضوعه
للتحقيق نتيجة سلسلة طويلة من الفضائح المالية والرشاوى المرتبطة به وأخرها فضيحة الثلاثة ملايين دولار من الملياردير
النمساوي مارتن شلاف والتي نسمع فصولها من المحاكم الاسرائلية.
لعل الأوضح تفسيراّ لذاك التقاطع الشار وني الغريب مع المزاج الشعبي الإسرائيلي يتمحور في عدد من النقاط !!!
1- قدرة شارون الفائقة على وضع الحلول وفق المعايير التي يتبناها معظم الإسرائيليين دائماّ ويجعلها أمراّ واقعاّ مما جعله حجر
الأساس لكل التجمعات الاسرائلية الشعبية والحزبية رغم معرفة الجميع بعدم تمتعه بالشفافية والطهارة وعدم قدرته على
القراءة التاريخية حسب المعايير السياسية .
2-قدرة شارون الفائقة على تطويق حلم الشعب الفلسطيني عبر فرضه الحلول الجزئية والتي لا يمكن أن تحقق شيئاّ من الطموح
الفلسطيني بحكم أن باطن سياسته لم تخرج عن المفهوم الإسرائيلي التوراتي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
3-إن شارون هو الوحيد الذي استطاع تمرير سياسته المتطرفة والعدوانية ضد الشعب الفلسطيني وترسيخها في عقل الإدارة
الأمريكية على إنها خطوات لا بد منها من اجل عملية السلام واستقرار منطقة الشرق الأوسط حسب المنطق الأمريكي .
4-لقد استطاع شارون إقناع المجتمع الدولي الأوروبي والعربي بخدعته الكبرى المتمثلة بانسحابه الأحادي من داخل قطاع غزة
وتفكيكه للمستوطنات الغير مجدية لصالح المستوطنات المجدية في الضفة الغربية مما جعل الجميع لتقديم الهدايا المجانية
وإطلاق الألقاب عليه وأقلها بأنه بطلّ للسلام .
5-إن شارون هو الوحيد الذي استطاع إقناع الرئيس الأمريكي جورج بوش والقادة الأوروبيين وبعض القادة العرب بعدم وجود
شريك فلسطيني يمكن التفاوض معه ولذا لا بد من القبول بخطواته الاحاديه المستقبلية والتي يرسمها ويحددها الجدار الحدودي .
وللحقيقة وللتاريخ وبلا أي مبالغة فمهما يكن الذي سيأتي بعده فلن يكون أكثر سوءاّ أو خطراّ على مستقبل القضية الفلسطينية من
شارون ولا اعرف على ماذا أستند المحللين السياسيين الغافلين عمداّ عن قراءة التاريخ الدموي لشارون بقولهم (( إن الفلسطينيين
سيندمون أشد الندم في حال غياب شارون عن الساحة السياسية )) ؟؟؟؟
من المؤكد أن الخاسر الأكبر من غياب شارون القسري هو حزبه الوليد المسمى ( كاد يما ) أي إلى الأمام والمتمحور حول شخصية
شارون فقط بحكم إمتلاكة لكل مفاتيحه وعدم وجود البديل المؤهل والقادر على استقطاب هذه التركيبة المعقدة من أقطاب اليمين
ومن أقطاب اليسار وفي حال نجاحهم المشكوك به في رص صفوفهم فالمقاعد الذي سيحصلون عليها في حال دخولهم الانتخابات
المزمع إجراؤها في 28 آذار القادم ستكون أقل بكثير من المتوقع .
إن المستفيد الأكبر والأول من غياب شارون فهو اليمين الإسرائيلي المتمثل في حزب الليكود بقيادته الجديدة لآن الانشقاق اصلاّ
وقع داخل الحزب , أما المستفيد الثاني فهو حزب العمل بحكم أن غياب شارون سيعيد صوت الناخب الإسرائيلي إلى الأطر السياسية
التقليدية مع استفادة جزئية لبعض أحزاب الوسط .
إن النقطة الأخيرة الواجب التنويه عنها بأن غياب شارون عن الساحة السياسية الإسرائيلية أعاد خلط الأوراق من جديد وبالتأكيد
أن خريطة سياسية حزبية جديدة ستتشكل في إسرائيل وأن الشعب الفلسطيني مقبلّ على مرحلة جديدة من القتل وهضم الحقوق
الشرعية وإقامة كانتونات عزل جديدة من قبل الزعيم المقبل للدولة العنصرية المسماة إسرائيل .

سليمان عباسي --- دمشق




#سليمان_عباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن من الرمال
- فوز حماس نعمة أو ....؟؟؟
- الرهان الخاسر- شارون
- الأستاذ عبد الباري عطوان-كفى
- استهداف مع سبق الإصرار - ميليس
- حماس بديل او شريك
- الابن الشرعي - الفساد
- غزة دولة الطوائف
- الخدعة الاسرائيلية الكبرى


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليمان عباسي - كاد يما – إلى الوراء دّ ر