أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رمسيس حنا - لماذا تفجير البطرسية؟؟؟















المزيد.....


لماذا تفجير البطرسية؟؟؟


رمسيس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 5377 - 2016 / 12 / 20 - 23:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حادث تفجير كنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط بالعباسية بالقاهرة صباح يوم الأحد الموافق 11 ديسمبر 2016 هو كارت المعايدة الذى يقدمه الإرهابيون الإسلاميون لمسيحى مصر بمناسبة إنتهاء سنة 2016 فى التقويم الذى يؤرخ لميلاد السيد المسيح الذى يدعى المسلمون الإيمان به و برسالته ؛ و قد تم قبله تقديم نفس هذا الكارت فى كنيسة القديسين بالإسكندرية فى اَخر ساعات 2010 و ليلة رأس سنة 2011؛ و من حادث تفجير كنيسة القديسين فى الإسكندرية شمالاً الى حادث تفجير كنيسة البطرسية فى القاهرة جنوباً و ما بينهما يا قلب إحزن و إحزن و إحزن ليس على مسيحى مصر بل على العقل المصرى دائم السقوط فى مستنقع الإرهاب الدينى.

إن أى سلوك أو تصرف إنسانى لابد أن يكون له دافع ... فما هو الدافع أو ما هى الدوافع وراء هذه الأحداث الإرهابية؟؟ هل الدافع هو التخلص من مسيحى مصر كما تم التخلص من مسيحى العراق فى القرن الحالى و قبل ذلك بقرون تم التخلص من مسيحى شبه الجزيرة العربية ... و كما حاولت دولة الخلافة العثمانية التخلص من الأرمن؟؟

فإذا كان الدافع من وراء العمليات الإرهابية التى تحدث فى كنائس مصر ... و لمسيحى مصر هو التخلص منهم و الإبادة العرقية لهم ... فيخطئ الإرهابيون ... و هم بكل المقاييس واهمون ... ففى مكونات كل مسيحى مصرى بعض من مادة حجارة الأهرامات ... و بعض من ديمومة المومياوات ... و بعض من أملاح النطرونات ... و بعض من روح الماعت .... و بعض من حرارة أون ... و بعض من رمال صحارى مصر ... و بعض من طين و طمى النيل ...

إن الدافع الحقيقى الوحيد وراء إرتكاب هذه الإحداث المدمرة للحياة هو شخصية – أو شخصيات – إنتهك الدين إنسانيتها ... و إغتصب اّدميتها ... و الغى عقليتها ... و دمر نفسيتها؛ ... فجعلت المؤمن يكره نفسه، و من يكره نفسه يستحيل أن يحب الاَخر. و عندما يرضع الشخص الكراهية من صغره لا يستطيع ان يتعايش مع نفسه أو مع غيره فى سلام. و عندما يكره الإنسان نفسه لا يمكن أن نتوقع منه أن يحب الاَخرين ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

مثل هكذا أصبح التفكير الجمعى فى المجتمع المصرى يعج بأمراض الضغينة و محمل بالشَنآن و مفعم بالحقد و الغل و يتلفح بالكراهية و البغضاء و الحنق التى يغذيها شيوخ الدين للشباب ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

و السؤال الاَن لماذا يعيش بعض من المسلمين ا في حالة فقر مدقع إلى الحب بمعانيه السامية (فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )( سورة المائدة : 14) لماذا لا يستطيع المُسْلِم المُسَلِّم (المتنازل عن) عقله الى الشيوخ أن يحب الاَخر؟؟ و لماذا يعيش شيوخنا فى حالة توتر و خوف و حرب مع طواحين الهواء فيبثون مخاوفهم فيمن يسلم لهم عقله؟؟ و كأن المسلم ليس من سلم الناس من لسانه و من يده ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

هل نستطيع أن نقول كما يقول الشيخ محمد راتب النابلسى على موقعه أن: "كل تقصير في حق الله، وكل معصية لله، وكل مخالفة لمنهج الله تنعكس فيما بين الناس عداوة وبغضاء لأن المصالح تتضارب، بينما الأخوة في الله تتنامى و تتسامى" http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=8581&id=44&sid=46&ssid=48&sssid=49 و ماذا يقصد الرجل بعبارته الأخيرة " بينما الأخوة في الله تتنامى و تتسامى"

هل يوجد ما يسميه الشيخ "الأخوة فى الله" بمعنى أن الله هو "أبو " المؤمنين فقط و بالتالى فإنه يحرض أبناءه و أولاده – و هم إخوة – المؤمنين "بالإسلام" على قتل "المسيحيين و اليهود" الذين يعيشون بينهم؟؟؟ ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

و طبعاً المؤمنون المسلمون لا يستطيعون أن يقتلوا اليهود و لا أن يقتلوا عبدة البقر و لا يستطعيون قتل بعوضة كافرة بل يكرهون و يقتلون المسيحيين أبناء جِلدتهم و إخوتهم فى الوطن؟؟
لماذا كل هذا الكره و الحقد الذى يملأ قلوب المؤمنين؟ لماذا يكون المؤمن غاضباً دائماً؟ لماذا يكره بشدة؟؟ لماذا يحطم بشهوة؟؟ لماذا يدمر بقسوة؟ لماذا يكره المؤمن الحياة لغيره حتى و لو كلفه هذا حياته شخصياً؟؟ لو عرفنا ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

لماذا أقباط مصر فقط هم الذين يدفعون ثمن كونهم مصريين ...؟؟ و يدفعون ثمن كونهم مسيحيين ...؟؟ هل هى أصالة المصرى المسيحى و جذوره الغائرة فى كل أنواع التربة المصرية هى التى تثير حنق و غيظ المؤمن التابع؟؟ ... لماذا تجمع كل الهيئات و كل المؤسسات الرسمية و الحكومية و الدينية و السلفية و السنية و الشيعية و الحنفية و الحمبلية و الوهابية فى مصر بل فى جميع أنحاء العالم يجمعون على كراهية و إضطهاد المسيحيين؟ لماذا كل هذا الحقد؟؟ ... و ما الداعى لكل هذه الكراهية؟؟ اَه لو عرفنا ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

من الصعب جداً أن نعلم أطفالنا الحب و لكن من السهل أن نعلمهم الكراهية. و من السهل أن تلعب على أوتار الغيرة و الحسد و الحقد و الكراهية لدى الشباب نحو الاَخر المختلف؛ و من الصعب أن تعلمه الإنسانية و قيمة الحياة بصفة عامة من نصوص تنضح بالغل و المكيدة و المكر ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

فــــــ"المتبوع هو خير الماكرين" و بالتالى فهو خير الحاقدين و خير المتكبرين و خير المنتقمين و خير الجبارين و خير الناقمين و خير القتالين و خير الظالمين و خير الإرهابيين ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

لا يمكن أن تجدى محاربة الإرهابيين بدون محاربة الإرهاب ... و محاربة الإرهاب لا يمكن أن تتم بقهر أو بسجن الإرهابى أو بالحكم بإعدامه ... فالإرهابى لا يعبأ بالحياة؛ و كيف يعبأ بالحياة و التخلص منها بعملياته الإتنحارية – عفواً فالقصد هنا عملياته الإستشهادية – هى طريقه الوحيد للجنة و حور العين و الولدان المخلدين ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

لا و لن تُجدى محاربة الإرهابيين و نحن نسجن إسلام البحيرى ... و نحكم بالسجن على فاطمة ناعوت ... و نرفع دعاوى إزدراء الأديان ضد سيد القمنى ... و نقتل و نغتال فرج فودة ... و نحكم بتكفير نصر حامد ابو زيد ... و نهلل لحكم التفريق بينه و بين زوجته ... و نكفِّر طه حسين ... و نكفِّر على عبد الرازق ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

لا يمكن مواجهة الإرهاب و نحن نخاف على الله من كتاب علاء حامد "مسافة في عقل رجل.. محاكمة الإله"... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
من المستحيل الوقوف ضد الإرهاب و نحن نرتعب من كتاب نجيب محفوظ "أولاد حارتنا" لأن "الجبلاوى لم يكن عادلاً مع أولاده ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
من المحال مقاومة الإرهاب و نحن نشعر بالتهديد من كتاب نصر حامد أبو زيد "مفهوم النص"... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
من العسير معارضة الإرهاب و الدكتورة نوال السعداوى تهزنا بكشف كم الزيف و الكذب الذى نعانى منه فى كتابها "ألمرأة و الجنس" أو كتابها "سقوط الإمام"... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
ليس بالإمكان مجابهة الإرهاب و عقولنا تتهرأ من قصيدة حلمى سالم "تحت شرفة ليلى مراد"... و لا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
من العسير مكافحة الأرهاب و نحن نجزع لمجموعة كرم صابر القصصية "أين الله" ... و لا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
من غير المستطاع مناهضة الإرهاب و نحن نرتعد من رواية أحمد ناجى "إستخدام الحياة" ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
لا يمكن محاربة الإرهاب و نحن نزعر من أطفال يسخرون من داعش و نحكم عليهم بالسجن بتهمة إزدراء الدين. و بذلك نحن نعترف صراحة أن داعش هى الدين الحقيقى. و بالتالى لا يمكن محاربة الإرهاب و نحن نعترف صراحة أن ممارسات داعش هى سلوكيات و تصرفات من صميم الإسلام الحنيف ... و لا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

لا يمكن محاربة الإرهاب و نحن نسأل شيوخنا الأجلاء عن كيفية دخول المرحاض و التغوط ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
لا يمكن محاربة الإرهاب و نحن نسأل شيوحنا الأشاوس عن وجوب البسملة عند ممارسة الجنس مع الزوجة ... و لا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
لا يمكن محاربة الإرهاب و نحن نسأل شيوخنا العظماء عن إتجاه مؤخراتنا عندما نتغوط فى الخلاء ... و لا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

لا يمكن محاربة الإرهاب و ما زال شيوخ الفتنة و التحريض يعتلون عقولنا قبل أن يعتلوا منابر المساجد ... و لا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
لا يمكن محاربة الإرهاب و محور خُطب الجمعة هو الدعاء على النصارى و اليهود ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
لا يمكن محاربة الإرهاب و كأن الدين لا يوجد به مايستحق قوله غير كراهية النصارى و اليهود و الدعاء عليهم بتجميد الدم فى عروقهم و تيتم أطفالهم و ترميل نسائهم ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
لا يمكن محاربة الإرهاب و محور صلاة المؤمن نصوص تجسد الحقد و الكره و الغل و تحولها الى فيروسات تصيب المصلين و هم المفروض انهم موجودون فى الحضرة الالهية و بالتالى كان لابد أن يكتسبو ا حصانة ضد الكراهية ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
لا يمكن محاربة الإرهاب و الشيوخ يضعون مقررات التربية الدينية فى التعليم العام ... و لا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
لا يمكن محاربة الإرهاب و ما زال التعليم الأزهرى يُرْضِع أطفالنا و أولادنا و شبابنا كراهية الاَخر و يتفنن فى كيفية تعليمهم أكل لحوم والديهم أو أبنائهم ... فما بالك بلحوم أجساد المسيحيين ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
لا يمكن القضاء على الأرهاب فى ظل وجود نصوص تحض على الكراهية و الحقد نتعبد بها و لها ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
كيف يمكن للمؤمن أن يتخلى عن كراهيته و حنقه و هو يتلو هذه النصوص المريضة فى سورة واحدة فقط هى سورة رقم 9 "التوبة" "لاحظ إسم السورة "التوبة": فإذا كانت توبة المؤمن تتوقف على ما يقوم به من أعمال إرهابية ضد المسيحيين ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

اَية 5 سورة التوبة: "فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
لاحظ وجود فعل الأمر "إقتلوا" و كأن حوادث القتل لم تتم بعد. فالأمر ما زال قائماً و الله يطالب و يطلب من المؤمنين تفعيله. فإذا كان للنص سبب و مناسبة لنزوله فهل ما زال السبب قائماً؟ فإذا زال السبب زال النص. و لكن قد يتغير المفعول به أو المقصود بالقتل، فمن هم المشركين غير النصارى و اليهود. و إلا فللنص و فعل الأمر ديمومة لا تنتهى لتجعل المؤمن مريضاً فيكون فى حالة عداء دائم مع العالم ... حتى يؤدى به هذا المرض الى الموت. أم هل للنص أغراض تكمن فى بطن مصدره أو فى بطن المؤمن؟ فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

اَية 14 سورة التوبة: "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ."
إذا كان فعل الأمر "قاتلوا" قائم بقيام النص الى يوم القيامة فلن تنتهى صلاحيته. و الغرض من الفعل "قاتلوهم" هو "شفاء صدور المؤمنين". شهادة نفسية بعدم إمكانية شفاء صدور المؤمنين المريضة إلا بقتل الاَخر. هذا هو السبب البسيط المباشر للإرهاب ... هل تشعرون بكم الحقد و الغل و الكراهية التى تملأ صدر المؤمن "و ليس قلبه فقط"؟ لقد طفحت الكراهية من قلبه و ملأت صدره ثم طفحت و إنسابت من صدره لتملأ الكنيسة البطرسية دماء و أشلاء الضحايا من الأطفال و النساء. فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

ألا يوجد علاج لهذه الكراهية و الحقد و الغل و الضغينة إلا فى قتل المشركين "و هم الاَن المسيحيين فقط". هل من علاج يا أهل الطب النفسى لأمراض المؤمنين؟؟

اَية 23 سورة التوبة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ."
لو حدث – لا قدر الله – أن يكون أبوك أو/و أمك أو/و أخوك أو/و أختك غير مسلمين فلابد أن تتخذ موقفاً و هو عدم الموالاة لهم ... هنا دين الفطرة يشوه جينات المؤمنين ... فالذى لا يوالى أباه أو أمه أو أخاه أو أخته و هى الموالاة (الإنجذاب/الجاذبية) الجينية لا يُتوقع منه أن يكون عاقلاً أو رحيماً بالاَخرين. فالدين هنا يقوم بتشويه الجينات و إحداث طفرة المرض النفسى المصاحب للنص؛ فيفصم العلاقة الطبيعية و يقطع روابط الرحم ... هل هناك تشويه أكثر من ذلك؟؟ فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

اَية 24 سورة التوبة: "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ."
ما هذه النرجسية التى تمسخ علاقة التابعين لتقتصر علاقتهم بالمتبوع النرجسى و كل شيئ فداء للمتبوع بما فى ذلك الأب و الأم، و إلا فالله لهم بالمرصاد و الويل و العذاب، و بالتالى فلا إحسان بالوالدين و لا إيتاء لذى القربى. و لا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

اَية 29 سورة التوبة: " قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ."
هنا يكشف النص الغطاء تماماً عن الوجه القبيح لنوعية العلاقة بين المؤمن و أهل الكتاب و تحديداً "المسيحيين فقط" فلا يستطيع المؤمن التابع أن يقترب من "اليهود" أو من البوذيين أو الكونفشسيين أو عباد الأصنام أو عبدة الشيطان ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

اَية 30: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ."
الله بجلاله و عظمته يقاتل اليهود لإتهامه لهم بأنهم قالوا أن عُزير إبن الله و يقاتل النصارى لأنهم قالوا أن المسيح إبن الله ... فهل تخلى الله عن مقاتلة اليهود و النصارى و أوكل قتلهم الى المؤمنين التابعين؟؟ فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

اَية 31: "اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ."
هل أحد يعلم أو يعرف عن أى يهودى يتخذ أى من الأحبار رباً أو عن أى مسيحى إتخذ أحد الرهبان رباً؟؟ ... أم هى من الواضح جداً أنها تلكئة "تلكيكة و خلاص" حتى يوجد مبرر لقتل النصارى فقط؛ طبعاً المؤمنون الإرهابيون لا يستطيعوا قتل اليهود لأنهم يعلمون جيداً المثل المصرى: "موش كل طير يتاكل لحمه" ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

اَية 32 سورة التوبة: "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ."
لا يمكن الحصول على "الإضاءة" من نور الله الذى يحاول النصارى أن يطفئوه إلا بقتلهم حتى لا ينفخون فى هذا الضؤ ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

اَية 33 سورة التوبة: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ."
عجيب أمر هذا المتبوع الذى يدعى أنه أرسل موسى و عيسى ثم يرسل محمد ليقضى على تابعى موسى و تابعى عيسى و يبقى تابعى محمد فى النهاية لكى يقضوا على بعضهم ... فالنار تأكل نفسها إن لم تجد شيئاً تأكله ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.

اَية 34 سورة التوبة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ."
سأكتفى بهذا الأتهام للرهبان "بأكل أموال الناس بالباطل" فيبدو أن المتبوع الذى نحن بصدده لا يعلم أن الرهبان لا يملكون و لا يتملكون أى شيئ من متاع الدنيا حتى أنهم لا يرثون حتى والديهم ... و لكن هذا المتبوع المريض يريد أن يشوه كل شيئ و لا يهمه أن يكذب ... فلا عجب أن يزهق المؤمن الإرهابى أرواح مسيحى مصر فى كنيسة البطرسية.
دمتم بخير و لتحميكم الطبيعة من أمراض المؤمن و متبوعه.
رمسيس حنا



#رمسيس_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة عشق
- المغالطات المنطقية 1
- الدستور المصرى: دلالات الفالج فى المادة الثانية و المادة الس ...
- إرفعوا أيديكم عن سيد القمنى الدستور المصرى تحت مجهر إزدراء ا ...
- سيد القمنى وضع المعول على أصل الشجرة
- سيد الكلمة (الى سيد القمنى)
- الله و الإنسان ... هل هناك علاقة؟؟؟ 1
- العقل ... عندما يسقط
- المخ ، العقل ، الميتافيزيقا و الغيب الإسلامى
- مفهوم الغيب الإسلامى و فلسفة الميتافيزيقا
- مقدمة فى الحمل العذراوى
- المنير
- مفهوم العذراوية المريمية
- مفهوم العقل فى معجزات شفاء المرضى
- فاطمة ناعوت: رسالة
- نرجسية الإنسان فى النصوص الدينية
- نرجسية الأنسان فى النصوص الدينية
- النرجسية الموسوية
- مقدمة فى النرجسية الدينية
- تأصيل النرجسية (Narcissism) فى تطور السلوك الإنسانى


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رمسيس حنا - لماذا تفجير البطرسية؟؟؟