رئيس شاعر

سليمان غانم

الحوار المتمدن-العدد: 1423 - 2006 / 1 / 7 - 09:18
المحور: كتابات ساخرة

حلم يراود الكثيرين هنا و هو أقرب من أي وقت مضى للتحقق، شاعر في منصب رئيس الجموهورية الفرنسية، دومينيك دوفيلبان، رئيس الوزراء و المنافس الأبرز لرئيس الحزب الحاكم و وزير الداخلية الأشهر نيكولا ساركوزي، ليكون مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية لسنة 2007. بخطوات ثابتة يسير شاعرنا نحو كسب ثقة اعضاء التجمع الحاكم اليميني رغم الهجوم الشرس الذي يقوده ضده ساركوزي و مناصريه. فالأمر ليس سهلا، و أهم عائق أمام دوفيلبان هو أنه لم يخض أية انتخابات عامة في حياته، و أن قربه من جاك شيراك و عمله المدهش أيام حرب العراق حين كان وزيرا لخارجية فرنسا و وقوفه المشرف في مجلس الأمن، امام كولن باول، هو ما جلب له شعبية يحسده عليها الكثيرون، و عداء شيراك لساركوزي هو ما فتح امامه ابواب ماتينيون مقر رئيس الوزراء الفرنسي.

و لكن هل يكفي هذا ؟ و فرنسا تمر بمرحلة صعبة و آثار اعمال شغب الاحياء الفقيرة و الاقل فقرا لازالت ترى لليوم ؟ لم يسئ دوفيلبان التصرف خلال الازمة بشهادة الكثيرين، لكن الحكومة ككل لم تحسن التصرف. في الفترة القصيرة التي قضاها شاعرنا في رئاسة الوزارة كسب الكثير من الاحترام و ثقة الناس، و غياب منافس جاد من اليسار، الى الآن، فهناك دائما مفاجآت آخر لحظة كعودة جوسبان مثلا، غياب منافس جدي منى اليسار يجعل الرهان ينحصر بين شاعر يمثل اجمل ما في التيار الديغولي و شاب ناشط و ذكي لكنه يمثل اسوأ ما في اليمين الغير المعقد، فحتما اصوات اقصى اليمين ستذهب لساركوزي لو لم يوجد جان ماري لوبان زعيم الجبهة الوطنية (العنصرية) في الدور الثاني، و لكن هل يضمن دوفيلبان اصوات اليسار ؟ أم أن الامتناع و التقاعس عن التصويت سيكون كما في 2002 العامل الحاسم ؟

لا يريد أحد أن يغرق في الأحلام، لكن نفسية الناخب هنا غريبة و ميالة اكثر للاحتجاج او الفانتازيا، و ليس أدل على ذلك من تفضيل أغلب الفرنسيين لسيغولان روايال كمرشحة عن اليسار، لا لشيئ الا لكوهنها امرأة و جميلة، رغم ان خبرتها في ادارة جهة بواتوشارونت لا يمكن ان تكون زادا لرئاسة جمهورية كالجمهورية الفرنسية. و مع ذلك فامكانية وجودها في الدور الثاني يجعهلها المرشح الابرز عن اليسار اليوم.

شاعر في منصب رئيس جمهورية، ، ، أترككم تتخيلون النتيجة...

#سليمان_غانم (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات