|
الجذور الوثنية في الديانات الإبراهيمية
كرار عزالدين ثجيل
الحوار المتمدن-العدد: 5376 - 2016 / 12 / 19 - 12:20
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مقدمة في نشأة الأديان
تشترك الأديان الإبراهيمية الثلاثة في دعوتها للإيمان بإلهٍ واحدٍ، وبناءً على هذا تقوم بالإجابة على تساؤلاتٍ عديدةٍ كمن نحن؟ ومن خلقنا؟ وما الغاية من وجودنا؟ وإلى أين سنذهب؟ لكن هذه التساؤلات شغلت تفكير البشر قبل نزول أول ديانةٍ إبراهيميةٍ بسنواتٍ كثيرةٍ، وتمّت الإجابة عليها بفرضياتٍ ميتافيزيقيةٍ وغيبيةٍ مماثلةٍ لا يمكن للإنسان أن يثبتها، ولم يكن بإمكانه حينئذٍ إثبات عدمها. وقد أطفأت هذه الفرضيات لهيب التساؤل حول مصدر الكون، وما علينا فعله كي نكيّف الطبيعة مع حاجاتنا، إذ عُلّلَ كلّ شيءٍ بوجود كائناتٍ خارقةٍ فوق إنسانيةٍ خلقت الكون، وعلى الإنسان أن يخدمها ويقوم على طاعتها واتباع أوامرها، سُميت هذه الكائنات بــ «الآلهة» وتمّ تفسير الكوارث الطبيعية على أنها غضب الآلهة بسبب تقصير الإنسان، فأخذ الإنسان القديم يقدم الأضحيات والقرابين لآلهته اتقاءً لأذاها وطمعًا في خيراتها.
من البداية طرح الإنسان على نفسه تساؤلًا بديهيًا: «لماذا وكيف نموت؟» لم يستطع حينها الإجابة على سؤاله، فأخذ يلاحظ الموتى بجسمهم الكامل لكن دون حركة وأي تفاعل، واعتقد أن داخل هذا الجسم شيءٌ ما يبعث فيه الحياة ويحثّه على الحركة فأطلق على هذا الشيء اسم «الروح». ولكي لا يدخل هذا الإنسان مرحلةً من الاكتئاب لفقدان الشخص الميت إلى الأبد، بدأ يتخيّل أن الميت في مكانٍ معينٍ وأنه سيجتمع به في ذلك المكان فور موته، وسمّى هذا المكان الجنة.
راقت للإنسان هذه الفكرة، فأخذت كلّ ديانة تلمّع وتجمّل هذا المكان – الجنة – حتى وُضِعَ فيه ما كان ينقص المجتمع والبيئة، ولإلغاء عبارة الموت مرّةً أخرى، وُجِدَ قانون «لا موت بعد الموت» والمقصد أن لا موت في الجنة، فقد ورد في وصف الجنة قصيدةٌ سومريةٌ تصف «أرض الخلود»، تتشابه هذه القصيدة كثيرًا مع الوصف التوراتي للجنة.
ثم بدأت هذه المعتقدات بالتبلور على شكل شرائع، منها شريعة أورنمو، وشريعة لبت عشتار، وشريعة ايشنونا، وشريعة أوركاجينا، وقام نظام الحكم في ذلك الوقت على أحكام ومبادئ هذه الشرائع نفسها، حتى جاء حمورابي فوضع تشريعًا موحّدًا كان خلاصة الشرائع التي سبقته.
أخذت الديانات تنتشر نتيجة للاختلاط الحضاري الذي حصل لليهود مع حضارات ما بين النهرين والحضارة المصرية، وقد أدّى ذلك الانتشار إلى وجود بعض نقاط التقاطع بين معتقدات هذه الحضارات وبين ما يقرؤه اليوم المؤمن في الأديان الإبراهيمية في كتابه المقدّس. ومنها على سبيل المثال قصّة موسى الذي قاد اليهود إلى فلسطين وما قضاه المصريون من سنوات القهر والعبودية، إذ تتشابه هذه القصة وتتطابق في بعض تفاصيلها لما دوّنه البابليون عن ولادة سرجون الأكادي وهو يتحدث عن نفسه(1).
قصة الخلق البابلية «انوما ايليش»
نقرأ في آثار حضارة ما بين الرافدين قصة الخلق البابلية التي تعود إلى 3000 سنةٍ قبل الميلاد، وتتلخّص كما يلي:
كان العالم مجرّد فوضى تتمثل بغمرٍ مائي، انبثقت منه الآلهة الأخرى ثم بدأت هذه الآلهة الجديدة بالدعوة إلى تنظيم العالم، فغضبت الفوضى المائية على هذا الاتفاق (الفوضى المائية تتمثل بـ تيامت المياه المالحة وزوجها إبسو المياه العذبة) وبعد مقتل إبسو بدأت الآلهة تيامت بمعركة الانتقام لمقتل زوجها، كان التقدم في هذه المعركة للآلهة تيامت حتى جاء مردوخ حفيد إبسو وتيامت نفسهما وأصبح قائد التمرد بإمكانياته التي لا تشبه أيًّا من الآلهة الأخرى، فشقّ تيامت المياه إلى نصفين، جعل نصفها السفلي الأرض والعلوي السماء. (2)(3)
أما قصة الخلق لدى الديانة التوراتية فتروي أن أول الموجودات كان محيطًا مائيًا مظلمًا اعتبرته وحشًا خرافيًا عظيمًا إسمه «الواياثان» قام الرب العبراني «إلوهيم» بالقضاء على هذا الغمر المائي، بشقّه لنصفين ليصنع منهما السماء والأرض، وقد استمرّت عملية الخلق هذه ستة أيام، استراح بعدها الرب من عناء عمله في اليوم السابع، وجلس على العرش.
في سفر التكوين نقرأ التالي:
«وكانت الأرض خربةٌ وخاليةٌ، وعلى وجه الغمر ظلمةٌ، وروح الله يرفّ على وجه المياه، وقال الله :ليكن جلدٌ في وسط المياه، وليكن فاصلٌ بين مياهٍ ومياهٍ، فعمل الله الجلد، وفصل بين المياه التي تحت الجلد والتي فوق الجلد، وكان كذلك، ودعا الله الجلد سماءً».
أما في القرآن نجد الآيات التالية:
«وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيامٍ، وكان عرشه على الماء» – هود 6
«أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما» – الأنبياء 30
إن أصل هذه القصّة سومريٌّ وليس بابليًا، وعندما اقتبسها البابليون غيّروا اسم الإله من «انليل» إلى «مردوخ» المقدس لديهم، واقتبس الآشوريون القصّة أيضًا، لكن وضع اسم إلههم المقدس «آشور». مما يدّلنا على طابع النقل وسرقة الأفكار ما بين الأديان، حتى وصلت إلينا فكرة الإله باسم «الرب «أو «الله».
فكرة خلق الإنسان من طينٍ
هناك الكثير من أساطير الشعوب تحوي قصصًا متشابهة حول خلق الإنسان، منها أسطورة الخلق البابلية، إذ نقرأ هذا المقطع من الحضارة البابلية حيث يقول الإله إنكي لأمه نمو:
«إن الكائنات التي ارتأيت خلقها ستوجد، وسوف نصنعها على شبه الآلهة، اغرفي حفنةً من طينٍ فوق مياه الأعماق، وأعطها للحرفيين الإلهيين ليعجنوا الطين ويكثّفوه، وبعد ذلك قومي أنت بتشكيل الأعضاء، بمعونة ننماخ الأم الأرض، عندها ستقف جانبك كلّ ربّات الولادة، وتقدّرين للمولود الجديد يا أماه مصيره، وتعلق ننماخ عليه صورة الآلهة، إنه الإنسان».(4)
نلاحظ في المقطع أن الإنسان خُلِقَ من طينٍ، وجُعِل حيًّا من الماء على صورة الآلهة، وإن ما سيحدث له مقدّرٌ مكتوبٌ، تمامًا كما يذكر في النصوص الدينية الحالية في اللوح المحفوظ، وأصل هذا المصطلح سومريٌّ أيضًا، إذ عُرِفَ لديهم ما يدعى بألواح القدر.
أنكيدو وشامات في ملحمة جلجاميش
تروي الأسطورة أن الآلهة خلقت الرجل من طينٍ، وتركته عاريًا يتجول برفقة الحيوانات في حديقة «إدن Edn» وكان الرجل يخدم هذه الآلهة وكان سلوكه أشبه بالحيوانات منه للإنسان، وكان قد خُلِقَ لأداء وظيفةٍ معينةٍ كانت السبب في غضب جلجامش، ثم يقوم جلجامش (والذي كان والده شيطانا بهيئة «للا» بأمر شامات بإغراء انكيدو لممارسة الجنس معه، ثم يغادر انكيدو العاري برفقة شامات حدائق «إدن» لكنه يقوم بتغطية عورته فور خروجهم، فيدخل الرجل انكيدو ضمن قانون الفناء بعد أن كان خالدًا. ويمتنع عن أكل الخبز فهو أشبه بالإنسان البدائي ولا يعرف ماهية الخبز لكن شامات تخبره وتعلّمه، وبهذا ينال المعرفة من خلال الأكل، وبعد الكثير من الفصول في هذه الملحمة الرائعة نجد أن جلجامش يحاول البحث عن الخلود ويخبره «أوتنابشتم» عن نباتٍ معيّنٍ، فيقصد جلجامش هذا النبات وتسرقه منه الأفعى، وهنا نلاحظ كيف كان للأفعى دورٌ رئيسيٌ في خسارة جلجامش خلوده فأصبح فانيًا.(5)
وهناك نظريةٌ أخرى تقول: إن قصّة آدم وحواء مقتبسةُ من أساطيرَ بابليةٍ أخرى، وخصوصًا بعد أن وُجِدَ النقش الموضح في الصورة التالية، إذ نجد رجلًا وامرأةً جالسين لوحدهما، وتظهر الأفعى خلف المرأة.
دلمون أرض الخلود
نجد في أدب الحضارات السومرية وصف «دلمون» أرض الخلود، الذي يشبه إلى درجةٍ كبيرةٍ وصف المسلمين للجنة، في هذا الفردوس الإلهي يهبط الإله «إنكي» ويخصب آلهةً أخرى ثم يأتي النص التالي:
«ننخرساك هي التي جعلت ماء القلب يجري، لقد حصلت على ماء القلب إنكي، يومٌ واحدٌ صار شهرها الأول، يومان مضيا كشهرين، وثلاثة أيامٍ مضت كثلاثة أشهرٍ، وأربعة أيامٍ كانت أربعة أشهرٍ، وخمسة أيامٍ كأنها خمسة أشهرٍ، وستة أيامٍ بمثابة ستة أشهرٍ، وسبعة أيامٍ مضت وكأنها سبعة أشهرٍ، وثمانية أيامٍ…. كانت أشهرها التسعة. أرض الخلود، دلمون حيث لا ينعق الغراب ولا يرفرف طائر الموت ولا تشتكي عجوز من الشيخوخة ولا يشتكي إنسان من المرض، لا توجد في دلمون شيخوخةٌ، لا يوجد في دلمون أي مرض، ولا توجد في دلمون بغضاءٌ»(6)
قصة الطوفان
غمرتِ الفيضانات في الزمن القديم مساحاتٍ شاسعةً من الأراضي في السهل الرسوبي ما بين النهرين، وقد ترجمت ونشرت ملحمة الطوفان كجزءٍ من رحلة جلجامش الذي في رحلة بحثه عن الخلود يلتقي بـ أوتنابشتم، الذي يُعتبر خالدًا لكبر سنّه وعدم موته في ذلك السن (تذكر طول عمر نوح) ويحكي له حكايةً مشابهةً لقصّة نوح المذكورة في التوراة، نجد فيها دلالاتٍ على الفكر الإنساني البسيط في تلك الأيام، وعلى فكرة أن الشرّ يجلب غضب الآلهة.
ويذكر لنا طه باقر في كتابه: «مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة» وصف أوتنابشتم للطوفان الذي نجا منه فيقول:
«كنت أعيش في مدينة شروباك الواقعة على الفرات – وهي منطقةٌ مهدّدةٌ بالفيضانات – وعزمَتِ الآلهة على إحداث الطوفان وكان إلهي إيا في مجلسهم فأمرني أن أخبر بنيَّ أن اصنع لنا سفينةً واترك ما أملك إلا بذرة كل مخلوقٍ حيٍّ، ولما أدركتُ ذلك، جمعتُ الناس حولي وشرعتُ ببناء السفينة وأقمتُ هيكلها وأنشأتُ فيها ست طبقاتٍ سفلى، فقسّمتها بذلك إلى سبعة أقسامٍ، وكلّ قسمٍ إلى تسعة أقسام، وجهزتها بما تحتاج من المؤن وأدخلت فيها أهلي وذويّ وحيوانات البرية ووحوشها، فأرسل الموكّل بالزوابع مطرًا مُهْلكًا من السماء وتطلعتُ إلى الجو، فإذا هو مخيفٌ لا يمكن النظر إليه، فدخلتُ إلى السفينة وأغلقتُ بابها فأرسل الإله أدد الرعد وبلغتْ رعوده عنان السماء، وانقلب النور إلى ظلمة..إلخ (7)
ولادة موسى أم ولادة سرجون؟
تذكر لنا الروايات التوراتية – وكذلك الإنجيلية والقرأنية – ولادة موسى ومعاناة العبرانيين على يد الفراعنة، وكيف أن أمه أخفته بعد ولادته ثم صنعت له سفطًا من القش أو نبات البردى، وطلتْهُ بالطين والقار كي يطفو على المياه، ووضعت السفط، والحزن يملؤها، ووضعته بين الأعشاب على شاطئ النهر ورحلتْ، وصادف أن ابنة فرعون كانت تستحم على النهر فلما رأتِ السفط أرسلت إحدى خادماتها لتحضره فأبصرت موسى الطفل وأشفقت عليه.
لقد أورد لنا التاريخ والمكتشفات الأثرية عن قصّةٍ مشابهةٍ جدًا، قصة سرجون الملك الذي استطاع أن يخلّد اسمه في الأذهان نتيجة لانتصاراته الرائعة وأعماله البنّاءة، لكنه على الرغم من هذا لم يعرف له أبًا فتكلّم في أحد الألواح عن نشأته وحياته، يقول:
«أنا سرجون الملك القوي ملك أكاد، كانت أمي سيّدةً متواضعةً، أما أبي فلا علم لي به، ولكن عمي كان يسكن الجبال ومدينتي هي أزوريبانو – التي تقع على شاطئ الفرات – وقد حملتني والدتي المتواضعة وولدتني سرًا، ثم وضعتني في سلّةٍ من الأسل وأحكمت إغلاقها بالقار وطرحتني في النهر الذي لم تغرقني مياهه، ثم حملني التيار إلى السقّاء أكي فحملني معه, أكي السقّاء انتشلني من المياه, أكي السقّاء كفلني كما يكفل ابنه, أكي السقّاء عينني بستانيًا له، وبينما كنت أعمل بستانيًا أحبّتني الآلهة عشتروت، ولمدة أربع سنواتٍ حكمت المملكة وحكمت الشعوب ذات الرؤوس السوداء وأخضعتها».(8)
في القرن السابع قبل الميلاد غزا نبوخذ نصر أهل مملكة يهوذا سبايا إلى بابل واختلطوا هناك فتداخلت الثقافات وتم تناقل الأساطير، فكتب السبايا الأساطير الجديدة وضموها مع أساطيرهم القديمة، وسُمّي هذا الكتاب بالعهد القديم، ونقلت هذه الأساطير بدورها إلى الديانة المسيحية ثم الإسلامية، في وقتنا الحالي هذا تصدّق أغلبية البشر هذه القصص وتعتبر قصصًا سماويةً منزّلةً من الإله لا خطأ فيها، وهكذا تنتقل الأساطير الوثنية بجسرٍ حضاريٍ يُمثّل بحادثةٍ معيّنةٍ (كالسبي البابلي) من حضارةٍ إلى أخرى.
يذكر لنا طه باقر في كتابه «ملحمة جلجامش» أنه تم اكتشاف نسخةٍ من بعض فصول هذه الملحمة في إحدى مدن فلسطين القديمة وهي «مجدو» – الشهيرة في التوراة – ويرجع زمنها إلى حدود القرن الرابع عشر قبل الميلاد.(9)
ويقول سيد القمني في كتابه قصّة الخلق:
«هناك إشكاليةٌ كبرى في كون اليهود قد جعلوا جماعتهم وأربابهم قطب الدائرة في التوراة، فنسبوا بطولات الملاحم القديمة إلى آبائهم الأوائل أحيانًا، أو نسبوا أبطال أساطير شعوبٍ أخرى إلى أنفسهم، وادعوا النسب السلالي إليهم أحيانًا أخرى، فكانت النتيجة: مزيجًا هجينًا من ثقافاتٍ شتّى، تعود إلى الراسب الثقافي لمجموعةٍ كبرى من شعوب المنطقة، تلاقحت جميعًا على صفحات الكتاب المقدّس، ولعب فيها اليهود دور البطولة المُطلقة.»
ويعلّق على نفس الموضوع أيضًا صمويل نوح كريمر المختصّ بعلم السومريات وبلاد الرافدين في كتابه «الأساطير السومرية» قائلًا:
«إن قصّة الطوفان التي دوّنها كُتّاب التوراة لم تكن أصيلةً، إنما هي من المبتكرات السومرية التي اقتبسها البابليون من سومر، ووضعوها في صيغة الطوفان البابلي.»
الإله «إيل» والرب في الديانات الإبراهيمية
إله السوريين الكنعانيين القدماء، وجد عام 4000 قبل ميلاد المسيح، تصف ألواح أوغاريت المكتشفة في الحضارة الكنعانية الإله إيل بالقدرة العظيمة وإله الأرض الأعلى، أو الإله الأعظم ولديه القدرة على التحكّم بمفاصل الحياة الأرضية كجريان المياه وإحياء الموتى، وكان متحكّمًا بالآلهة الأخرى وكان البشر يخافونه في أيامه تلك، حتى إن بعضًا منهم خافوا أن يدعونه ويصلّون له، فكانوا يصلون ويدعون لآلهة أخرى كواسطةٍ إلهيةٍ تقرّبًا إليه، ومقرّه (عرشه) يذكر أنه محتجبًا في سمائه السابعة، وهو رئيس مجمع الآلهة بمعنى كبيرها، ثم أخذت عقيدة الإيمان بالإله إيل تنتشر شيئًا فشيئًا فأخذت بالانتشار في الحضارة الآرامية وجاء في وصفه ما يشابه وصف الكنعانيين، ثم انتشر لدى الهكسوس الذين حكموا مصر مدّةً معيّنةً من الزمن، وهو الإله نفسه الذي تحول فيما بعد إلى إلوهيم التوراتي والله الإسلامي بكل خصائصه الميثولوجية.
لنقرأ الآية التالية:
«كَيْفَ وإن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاّ وَلاَ ذِمّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىَ قُلُوبُهُمْ وَأكثرهُمْ فَاسِقُونَ»
وفي تفسير البغوي عن كلمة إل:
قال أبو مجلز ومجاهد: الإله والله عز وجلّ، وكان عبيد بن عمير يقرأ: «جبرإل» بالتشديد، يعني: عبد الله, وفي الخبر أن ناسًا قدموا على أبي بكرٍ من قوم مسيلمة الكذاب، فاستقرأهم أبو بكر كتاب مسيلمةٍ فقرؤوا، فقال أبو بكر رضي الله عنه: إن هذا الكلام لم يخرج من إل، أي: من الله .(10)
ولنقرأ أيضًا الآية التالية:
«مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ».
يذكر تفسير القرطبي النص التالي في تفسيرها:
«قال الماوردي: إن جبريل وميكائيل اسمان، أحدهما عبد الله، والآخر عبيد الله، لأن إيل هو الله تعالى، وجبر هوعبد، وميكا هو عبيد، فكأن جبريل عبد الله، وميكائيل عبيد الله، هذا قول ابن عباس، وليس له في المفسّرين مخالفٌ»
أي إنّ جبرائيل : عبد إيل وميكائيل : عبيد إيل. بالإضافة إلى هذين الاسمين المشتقين من اسم الإله إيل، هناك العديد من الأسماء التي تورد الإله «إيل » في مضمونها ومنها:
الإنجيل (إنج – إيل): باللغة الأرامية وتعني بشارة إيل – بشارة الرب أو بشارة الله – باللغة العربية.
عمانوئيل (عمانو – إيل): أي إن الإله إيل معنا.
صموئيل (صامو – إيل): معنى سمع إيل لأنه جاء بعد زمانٍ، بعد أن توسلت أمه حنا إلى الرب كي يرزقها ولدًا حسب الرواية الإنجيلية.
نثانئيل (ناثان – إيل): أي بمعنى أعطى أو منح إيل.
إليصابات (إيل – يصابات): أي عبادة إيل.
روفائيل (روفا – إيل): بمعنى رأفة إيل.
إسماعيل (إسماع – إيل): أي استجابة الإله أيل.
يعقوبيل (يعقوب – إيل) أي قوة الإله إيل.
إسرائيل (إسرا – إيل) نفس الشخص السابق لكن بعد تغلّبه على الإله إيل, بعد أن سرق غنم خاله لابان في أور الكلدان وهرب فأصبح اسمه إسرا – إيل أي صارع إيل.
أما كبير آلهة الجزيرة العربية «هبل» فهو الإله الذي جاء به عمرو بن لحي من بلاد الشام عبدة «إيل» ونصبه في الجبّ الذي كان في بطن الكعبة فيقول اليعقوبي في تاريخه عن ذلك:
خرج عمرو بن لحي إلى أرض الشّام، وبها قومٌ من العمالقة يعبدون الأصنام فقال لهم: ما هذه الأوثان التي أراكم تعبدون؟ قالوا: هذه أصنامٌ نعبدها، نستنصرها، فنُنصر، ونستسقي بها فنُسقى، فقال: ألا تعطونني منها صنمًا، فأسير به إلى أرض العرب، عند بيت الله الذي تفد إليه العرب؟ فأعطوه صنمًا يقال له هبل، فقدم به مكّة، فوضعه عند الكعبة، فكان أول صنم وضع بمكّة.(11)
ومن هنا بدأ العرب بعبادة هبل الذي هو من أحفاد «إيل» تقرّبًا إلى «إيل» نفسه. وهنا يخدش أحشائي سؤالٌ: عندما جاء محمد موحّدًا داعيًا لترك هذه الآلهة والتقرّب إلى الإله الأصلي فهل كان يقصد إيل؟ إذ أن الروايات تذكر مشركي قريش كانوا يعترفون بوجود الله – إيل – إلا أنهم كانوا يعبدون هبل تقرّبًا إليه.
الإسراء والمعراج واسطورة إيتانا
تخبرنا أسطورة ايتانا البابلية عن ملك مدينة «كيش» المدعو «إيتانا» الذي كان عقيمًا، فيدعو الآلهة إنانا لتجد له حلًا معينًا، فيقوم الإله إنانا بإرسال نسرٍ جبّارٍ إلى الملك البابلي فيصعد به إلى السماء السابعة، فيقابله ويعطيه نبتةً معيّنةً سوف تساعده في الشفاء من عقمه، فيصبح بإمكانه الإنجاب وكان الملك قد كبر في السّنّ(12)(13).
نلاحظ في المقطع السابق أن عدد السماوات سبعةٌ، ونلاحظ صعود الملك إلى الآلهة ومقابلته إياها، والأهم طريقة الصعود كانت بكائنٍ أسطوريٍّ، له أجنحةٌ كبيرةٌ.
الزرادشتية والإسلام
سمّيت بالزرادشتية نسبة إلى نبيهم زرادشت وعرفوا لدى العرب بالمجوس، لكن التسمية الأخيرة أطلقت خطأ، فكلمة «مجوس» أصلها مكوس بالفارسية (تعني مفسّر الرؤيا وهي صفةٌ اشتهر بها الزرادشتيون، والزرادشتية ديانةٌ موحّدةٌ للإله «أهورامزدا» وليست وثنيةً ولا تعبد النار كما يتصوّر البعض، لكن النار رمزٌ للإله، لذلك هناك شعلة في المعابد يجب ألا تنطفئ، ارتأيت أن أذكر بعض التشابهات في طرق العبادة والتقرّب إلى الله بينها وبين الإسلام رغم أنها أنشئت قبل ما يقارب الـ3000 سنةٍ، أي أنها بدأت تقريبًا قبل الديانة اليهودية.
يذكر «كتاب دانيال» للمؤلف John Mee Fuller أن الصلاة الزرادشتية عدد خمسٌ، وقسّم اليوم المكوّن من 24 ساعةٍ إلى 5 أقسامٍ، فكانت لديهم صلاة شروق الشمس والظهر وقبل المغرب والمغرب ومنتصف الليل، وهناك ملائكةٌ تترأس جلسات الصلاة لديهم (14) ويقوم الزرادشتيون بغسل أجسادهم قبل الصلاة بغية الطهارة، لأن مصدر الشرّ هي النجاسة حسب اعتقادهم، بالإضافة إلى هذا تتشابه الحركات التعبّدية في الصلاة الزرادشتية كجمع اليدين والاستقامة في بدء الصلاة والجلوس حين الانتهاء، ورفع الإصبع عند الشهادة بإلهٍ واحدٍ «أهورامزدا». كانت الصلاة لديهم تتضمّن التسبيح والدعاء والاستغفار لـ «أهورامزدا»، كما يقدّس الزرادشتيون صلاة الفجر وتعتبر أعلى منزلةً من بقية الصلوات، إذ يحاربها الشيطان «أهرمن» ويحض الإنسان على البقاء نائمًا، في حين أن الصلوات التي تتم في المعابد بشكل جماعي كانت تعقبها تلاواتٌ ومواعظٌ وخطبٌ يلقيها رجال الدين والمتعلّمون، وكانت لديهم صلواتٌ خاصّةٌ بالأعياد الدينية، ومثلها صلاةُ عيد نوروز، بالإضافة إلى بعض الصلوات الخاصة بطلب شيءٍ ما من الإله «أهورامزدا» كصلاة الحاجة والاستسقاء والاستغاثة.(15)
أما الشهرستاني في كتابه الملل والنحل، وهو يصف بعض طرق الزرادشتية التعبّدية، يذكر أن الزرادشتية تؤمن أن الآلهة خلقت الإنسان على صورتها، ويصفون مرحلة تطور الجنين في رحم أمه أنه كان نطفةً ثم مضغةً ثم علقةً، بالإضافة إلى هذا فلدى نبيهم زرادشت المعجزات، كالقدرة على شفاء المرضى مثلًا: مرّ زرادشت على أعمى في الدينور، فقال: خذوا حشيشةً وصفها لهم واعصروها وصبوا ماءها في عينه، فأبصر الرجل الأعمى.
بالإضافة إلى أن الزرادشتية تؤمن بوجود نظيرٍ للمهدي المنتظر وتذكره على أنه رجلٌ يُعرف بـ «أشيزريكا»، وتؤمن أيضًا بنظيرٍ للأعور الدجّال يعرف بـ « بتياره» لكن «أشيزريكا» سينتصر عليه:
«يظهر اشيزريكا على أهل العالم ويحي العدل ويميت الجور ويردّ السنن المغيّرة إلى وضعها الأول وينقاد له الملوك وتتيسّر له الأمور وينصر الدين الحقّ ويحصل في زمانه الأمن والدعة وسكون الفتن وزوال المحن»(16)
ويذكر الشفيع الماحي أحمد في كتابه زرادشت والزرادشتية:
«قبيل خروج زرادشت – من بطن أمه – بلحظاتٍ انبثق نورٌ إلهيٌ شديدُ اللمعان من بيت «بوراشاسب»، فرحت له الطبيعة ومن حولها السماء وسمع صوت يُبشّر بميلاده، وفي هذا الوقت وفي داخل غرفة الولادة المضاءة بالنور الإلهي خرج الطفل زرادشت للحياة وهو يضحك بملء فِيْه» (17)
وصفت الزرادشتية إلههم «أهورامزدا» بالنور والضياء، وأصل كل نورٍ، وكل ضياءٍ لا يراه أحدٌ ولا ينافسه أحدٌ. ويصف زرادشت إلهه «أهورامزدا» أنه لم يلد ولم يولد ولا ينام ووصفه بالساهر، وكذلك وصفه بأسماءٍ عديدةٍ: كالواحد الأحد القدوس النور الكريم الأزلي رب الأرباب مالك الملوك الجميل المنعم النصير غافر الذنوب القوي القهار الغني الكامل الشريف الشافي المعافي المانع الجامع الطيب المنتقم العطوف السيد الحسيب شديد العقاب. وأيضًا لديه هيئةٌ من المعاونين صفاتهم كصفات الملائكة، وكلّ ملكٍ مختصٌ بأمرٍ ما.(18)
وتتشابه أحكام ومبادئ الزرادشتية مع الأحكام والمبادئ الإسلامية تشابهًا لا بدّ من ذكره، فعقوبة الزاني والزانية هي الجَلِد، وعقوبة السارق قطع اليد، ولديهم بالإضافة إلى تشابه الصلاة مبدأٌ مشابهٌ جدًا لمبدأ الزكاة، وعُرف لدى رجالهم تعدّد الزوجات وحرّموا الإجهاض.(19)
وفي وصف الجسد حين الخروج من القبر تقول الزرادشتية:
إن الإنسان إذا كانت أعماله حسنةً قابلته فتاةٌ ذات وجهٍ حسنٍ ساحرة المنظر فيسألها من أنت؟ وتردّ عليه أنا أعمالك الطيّبة، وعلى النقيض منه تقابل ذو السيئات عجوزٌ شمطاء بشعةٌ ويسألها أيضًا من أنت؟ فتردّ عليه أنا أعمالك الشريرة (20).
وهناك حديثٌ مذكورٌ في تفسير القرطبي لمحمّدٍ يروى قبل ما يقارب الـ 1400 سنةٍ، مشابهٌ (حتى في أسلوب الحوار) لما ذكره زرادشت قبل 3000 سنةٍ (21).
وذكرت الديانة الزرادشتية معاناة الروح في يوم القيامة فتُردّ للجسد الذي غادرته، ويحمل هذا الجسد كتاب الحياة والذي سجّلت فيه الملائكة كلّ ما قال وكلّ ما فعل، ويتألّف هذا الكتاب من شقّين، سُجّلت في الشقّ الأول الأعمال الخيرة وفي الشقّ الثاني الأعمال السيئة، فيوزن بميزان الإله «أهورامزدا» فإذا ثقلت موازينه فهو من السعداء، وإذا خفّت موازينه فهو من الأشقياء، أما من تساوت لديه الأعمال الحسنة والسيئة، فينزل منزلةً وسطى بينهما. وفي يوم القيامة أيضًا تذكر المصادر أن الجميع يمرّون فوق الصراط الممدود فوق جهنم والموصل إلى الجنة، فيرى السعداء الصراط الممدود على أنه جسرٌ عريضٌ، ويرى الأشقياء هذا الصراط بدقّة الشعرة وحدّة السيف، وتزل إقدامهم فيهوون في نار جهنم (22). وكل هذا ذُكِرَ قبل 3000 سنةٍ، أي قبل الديانة المسيحية واليهودية حتى.
الحج في الإسلام
للحجّ جذورٌ متأصلةٌ في الوثنية البابلية، فعلى الرغم من ادعاء المسلم عدم عبادة الأصنام لكن عليه أن يدور حول حجرٍ معيّنٍ سبع مرّاتٍ مناديا بتلبيةٍ ما – وحتى هذه التلبية ذات أصولٍ وثنيةٍ كما سنرى لاحقًا – وهو يغطي جسده برداءٍ أبيض فقط.
في نصٍّ مذكورٍ في كتاب Twilight in the Kingdom للمؤلف Mark Caudill يقول:
«كان يتمّ تمثيل إله القمر بحجرٍ أسود والتي لا تزال في زوايا كعبة المسلمين، والكاهنات كنّ يطفنَ حول الكعبة عارياتٍ سبع مرّاتٍ، وكلّ مرّةٍ تمثل أحد الكواكب المعروفة في ذلك العصر. ثم أصبح الحجّ يقوم به الرجال والنساء كهنةً وبسطاءً، وأضافوا إليه بعض «المناسك» وأضيفت للتلبية بعض المقاطع وأضيف الإحرام وأضيف السعي بين الصنمين «أساف» و«نائلة» وأضيف رمي الجمرات وتقديم القربان (النحر) وتقبيل الحجر، وكلها كانت نتاج تطوّر ديانةٍ وثنيةٍ قبل مجيء الإسلام، أما عن التلبية فكانت على الشكل التالي: «لبيك، اللهم، لبيك. لبيك لا شريك لك، تملكه وما ملك» (23)
يقول الشهرستاني في الملل والنحل:
«إن العرب قبل الإسلام كانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويحرمون ويطوفون بالبيت سبعًا، ويمسحون بالحجر ويسعون بين الصفا والمروة سبعة أشواطٍ وعليهما صنمان يمسحونهما، وكانوا يلبّون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، تملكه وما ملك، ويرمون الجمار ويحرّمون الأشهر الحرم، وإن الرجم كان معروفًا عند العرب قبل الإسلام، وهو معروفٌ عند العبريين، وقد أشير إلى ذلك في التوراة، وهو معروف عند بني آرام وكلمة «رجم» من الكلمات السامية القديمة، كما كانوا يقيمون الأضاحي بعد الرجم ويقصّون شعورهم، وإن الحجر الأسود كان مقدّسًا وإن قدسية البيت عند الجاهليين لم تكن بسبب الأصنام، بل كانت بسبب هذا الحجر الذي قُدّسَ لذاته وجلب القدسية للبيت، وإنه ربما كان نيزكًا أو جزءًا من معبودٍ مقدّسٍ قديمٍ، وإن البيت كان إطارًا للحجر الأسود أهم معبودات قريش، لكنه لم يكن معبودها الوحيد». (24)
ونلاحظ هنا كيف أن محمدًا أخذ تعاليم دينه الذي اختلف عن باقي الأديان بأركانٍ معيّنةٍ، أحدها كان الحج الذي كان مبنيًا على تقاليد ما يدعى «جاهلية العرب» إذ قام بإلغاء الشعائر الوثنية وأدخل شعاراتٍ توحيديةً بدلًا عنها، وما زالت حتى الآن الكعبة وشعائر الحج الرئة الاقتصادية للمملكة العربية السعودية، فعائداتها من الحجّ تفوق عائدات النفط في بعض السنوات، فلم يكن بمقدور محمد إلغاؤها، تمامًا كما لا تستطيع المملكة اليوم الاستغناء عنها لعائداتها الاقتصادية.
لقد جمع محمّدٌ أحكام ومبادئ ديانته من دياناتٍ أخرى كالزرادشتية وديانة العرب الوثنية قبل الإسلام، وأكّد في بعض الأحيان على الاقتباسات الوثنية في الديانتين الإبراهيميتين اليهودية والمسيحية. في الختام أطرح تذكيرًا ليس بالبريء، وهو أن هنري فورد لم يخترع السيارة، لكنه أعاد صياغة عملية التجميع، فاستخدم الناس طريقته بشكلٍ واسعٍ، فانتشرت صناعة السيارات أكثر من السنوات التي سبقتها.
المراجع:
(1) أثر الكتابات البابلية في المدونات التوراتية – الأب سهيل قاشا ص208.
(2) From Distant Days – Tales and Poetry of Ancient Mesopotamia, By Benjamin Foster, Pages 9 – 51
(3) مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة – طه باقر ص 453 – 457
(4) The Babylonian Genesis By Alexander Heidel
(5) ملحمة جلجامش – طه باقر
(6) من ألواح سومر – كريمر – ترجمة: طه باقر ص258
(7) مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة – طه باقر ص 467 – 470
(8) أثر الكتابات البابلية في المدونات التوراتية – الأب سهيل قاشا ص279
(9) ملحمة جلجامش – طه باقر ص10
(10) تفسير البغوي – البغوي – ج4 – سورة التوبة – الآية 8
(11) تاريخ اليعقوبي – اليعقوبي – أديان العرب ص99 ص100
(12) Britannica : Etana Epic – الموسوعة البريطانية بريتانكيا – ملحمة إيتانا
(13) مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة – طه باقر ص 473 – 475
(14) Book of Daniel by John Mee Fuller
(15) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص57 – 59
(16) أبي الفتح الشهرستاني – الملل والنحل ص264-268
(17) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص17 – 18
(18) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص33 – ص36
(19) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص55 – 71
(20) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص44 – ص45
(21) تفسير القرطبي ج7 ص74، وإنظر أيضًا كتاب يوم الفزع الاكبر للقرطبي ص52
(22) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص47 – 48
(23) تاريخ اليعقوبي ص100
(24) أبي الفتح الشهرستاني – الملل والنحل ص696 – 700.
#كرار_عزالدين_ثجيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الابستمولوجيا
-
متلازمة ستوكهولم
-
وهم الطموح في دوامة الصراع
-
البقاء لمن ؟!
المزيد.....
-
-كان بمقدوري وضع سلاح نووي عليه ولكن اخترت عدم ذلك-.. لسان ح
...
-
زيلينسكي يثور غضبا على البرلمان بعد إلغاء اجتماعه إثر ضربة -
...
-
قتلى وجرحى في قصف ببيروت وعمليات الإنقاذ مستمرة
-
مودي سيستقبل بوتين بغضّ النظر عن امتعاض واشنطن
-
كمسومولسكايا برافدا: روسيا حذّرت كييف والغرب.. ماذا يعني تصر
...
-
ألمانيا تكشف عن دورها في الخطة العملياتية لحرب -الناتو- مع ر
...
-
ترامب يعتزم إقالة مكتب المدعي الخاص جاك سميث بأكمله انتقاما
...
-
كوريا الشمالية تتهم واشنطن بمفاقمة الوضع في المنطقة
-
إسرائيل تفكر بتزويد أوكرانيا بالسلاح
-
هل تعاني من الأرق؟.. طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|