إشبيليا الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 5376 - 2016 / 12 / 19 - 02:00
المحور:
الادب والفن
أيتُها العصفورة، يا شمسَ الغناء الغائبة! الكلمات، دفنتْ زقزقتها في عينيكِ العسليتين، يومذاك، وَظبتُ الحقائب فوقَ رصيف كرزة، حاملة ظلك بالحقول!!
....................................
ذاتَ مساء طوكيو البارد، حزينة حين تبللت الشوارع فوق الكلمات، منهكة، تترنح وتغني الذاكرة، ثملة عند أطراف المقهى الاخير تتسابق، وعيناي ترتعد هناك... بزوايا النافذة حين انتظرتك، كجناح نورس واهن، فتتغيبني بمفردي!!
............................................
مثل ساقية ماء عنيد بمروري، ذات صباح عاشق ، بحثت عن نهيرات اغنيتي الملساء ومجرى كلماتي، كنتُ على ضفة ضفائرها، مثل خيوط شمس أتقدم من نافذة لا نهاية لها، وكان الضبابُ في انتظاري كنبع يرتفع بهمي عن نعساها، كعصفور يحلق عند الشباك لجفاف صوته. يحي صوت غطاءه كلَ شيء في الغرفة، رأيتُ اوراق فارغة فوق مكتبي، وكلمات لحن النارُ تشتعلُ فيها كالدانوب، وتميل كإنها تنحدرُ باتجاه الذاكرة البعيدة بانفلات، تمست زوارق تختفي بلون حميم في الضباب، صبية كنا، بنعاس حقائب المداس تراقصنا، بحطبت الدف والنار سهرت حكاياتنا، و للوم الضباب فزع، وحيال ظلال نهيرات مياه الشتاء المعتمة، تمم البرد عيناي، والشبابيك تظفر تنويمة تدوخ! فجأة، هفهف مركب الليل، يلوح، كان لمرجه قلب، يزف صمت ضوءٌ ازرق، يقفُ يسرق سماء وجوهنا، يلملم ضوء الاغاني على النسيان الصباح! ولفتنة خوف ذاكرتي من زرقة البحر، هرب كلص بنا من دلال السهر والنوم العظيمان، فتبارك الحنين اليك دوما.. أيتها الفاتنة الواخزة لقلبي "شعوب"..!
....................
مثل كرزة ارتفعت قانية عن الصبح، مثل شغف يتقدمها في ممرات الحقول، لا نهاية لها من الاعشاب، مثل شباك وجد شجرة امامه، وطاولة أندهشت بورق واقلام ملونة، هكذا أغلقت عيني في الشتاء، الاقلام ملونة...وانا مفتونة بحلم فات، والريح بعثت ببقاياها أوراق بلا لون، وما زال في الكرز بقية للونها القاني، ثمة جمر قادم، ولبقية الشتاء والمطر.. موقد، ينفخ الشذرات الماضية، وهكذا..، أضيف خشب الموقد سهرات جديدة لحصيلة حسراتي..وأمضي!.
طوكيو 18.12.2016
#إشبيليا_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟