|
لا لمقاطعة الانتخابات
رفيق جبارين
الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 11:06
المحور:
القضية الفلسطينية
"لا لمقاطعة الانتخابات" * لا نختلف بان الكنيست والتصويت ليسا بحد ذاتهما هدفا لنا كأقلية عربية، وانما الكنيست هي منبر لايصال كلمتنا والمحاولة لدفع المآسي عنا كالترانسفير الذي تنادي به اوساط يمينية متطرفة امثال النائب ليبرمان وافرايم سنيه وغيرهما. الكنيست ايضا ليست رمزا من رموزنا لنتباهى بها وليست برلمانا عربيا فلسطينيا، ولكن مع هذا فمصلحتنا تتطلب حاليا وفي ظروفنا الموضوعية الحياتية اليومية ان لا نقاطع الانتخابات للكنيست القادمة. هناك بعض الحركات والفئات السياسية والشخصيات الهامة تطالب بالمقاطعة كل من منطلقه، فالحركة الاسلامية (شمال) برئاسة الشيخ الجليل رائد صلاح وهي الاهم والاكبر لرصيدها الشعبي والديني وتليها حركة ابناء البلد القومية. بالنسبة للاسلامية فخطابها مبدئي ولكنها مع هذا تدرك اهمية وجود نواب عرب في الكنيست والدليل تواصلها معهم وجلوسها في لجنة المتابعة العربية العليا، كما وانها تحترمهم وتدعوهم لمساعدتها والوقوف الى جانبها وقت الشدة، كما حصل لرهائن الاقصى وخصوصا وقت اضراب الرهائن عن الطعام، حيث وجدت مساندة مثمرة من قبل نواب الجبهة والقوائم العربية. كما ان هذه الحركة تعطي لجميع النواب العرب المجال للتحدث امام مئات الالوف من ابناء شعبنا في مهرجانات الاقصى في خطر، لذا فالاسلامية رغم مقاطعتها الانتخابات فهي تعطي الحق لاعضائها ومنتسبيها ويسير على خطاها بحرية التصويت ولا تتدخل. والافضل لو اشتركت في الانتخابات ولكن فهي حرة ولها رأيها بذلك ولنا رأينا، ومع هذا نسأل سؤالا ما الفرق بين انتخابات البلديات والمجالس المحلية وبين انتخابات الكنيست؟ اليست كلتاهما خاضعة ومحكومة لقوانين اسرائيلية؟ او ليس نحن خاضعين ايضا لقوانين اسرائيلية ونلتزم بها؟ الحركة الثانية هي حركة ابناء البلد التي كان لي الشرف ان اكون من مؤسسيها في نهاية الستينيات ولكني انفصلت لاسباب ليس هنا المجال لبحثها. هذه الحركة هي قومية ومخلصة لابناء شعبنا ولكنها خاطئة بمقاطعة الانتخابات ونشك ان المقاطعة هي مبدئية كما تفعل الاسلامية، ذلك لانها في الماضي القريب اشتركت في الانتخابات وصوتت مع ائتلاف الجبهة والتجمع في حينه ما الذي تغير؟ كما اسلفنا هناك شخصيات وطنية مرموقة تدعو للمقاطعة ومن بين هذه د. أسعد غانم المحاضر في جامعة حيفا. كتب هذا المحاضر المحترم ثلاثة مقالات متتالية اسبوعية في "كل العرب" عن موضوع "انتخاب الهيئة الوطنية" والانتخابات للكنيست يدعو لاقامة سلطة وطنية منتخبة مباشرة من المواطنين العرب بدلا عن لجنة المتابعة العربية العليا. ويتطرق لموضوع مقاطعة الانتخابات، ردنا القصير بالنسبة لاقامة السلطة الوطنية ما كتبه عودة بشارات في مقال له بتاريخ 28/10/2005 في "الاتحاد" تحت عنوان “لماذا هذا التعقيد” لجنة اتلاف “الكباب” مقاله طويل نقتبس الرد المباشر بكلماته، توجد لدينا لجنة متابعة يتم الاعتراف بها عمليا من قبل السلطة، لماذا نريد ان نعبث بذلك من خلال اقتراحات براقة ولكن مضمونها اشكالي جدا ومن الممكن ان يكون جذب لتحريض لا ينتهي. د. أسعد غانم بخصوص الانتخابات للكنيست يطالبنا بشكل غير مباشر لمقاطعة الانتخابات للكنيست حيث يكتب "انه على القوى التي تدعو الى المقاطعة ان تقترح على الاحزاب العربية بعدم المقاطعة هذه المرة بشرط التزام هذه الاحزاب باخراج فكرة انتخاب هيئة وطنية بعد انتخابات الكنيست" "في حالة عدم السماح لنا بانتخاب الهيئة الوطنية من قبل السلطة علينا عندها المقاطعة". لذا فمقاطعة الانتخابات ضارة جدا وليست لصالح شعبنا الذي هو بأمس الحاجة لمن يمثله ويستعمل الكنيست مشرعة القوانين للدفاع عن حقوقه والعمل على نيلها بقدر المستطاع. نوابنا كانوا نشيطين جدا ولكنهم قلة فمقاطعة الانتخابات تضعفهم وربما تنهيهم وهذا لا يصب في خدمة الصالح العام. للتذكير نواب الجبهة اقترحوا ونجحوا في ابطال ضريبة الاملاك، ونجحوا في ابطال الفائدة القانونية الباهظة على الديون التي سددت حتى اكتوبر الماضي وهذا انجاز ضخم بحد ذاته، والنائب الطيبي نجح في الحصول على ملايين الدولارات لاقامة استاد رياضي في سخنين. النائب عصام مخول فرض على الكنيست بحث ومناقشة ترسانة اسرائيل الذرية، وهذا انجاز سياسي عالمي ضخم جدا. المقاطعة هي زيادة النواب الصهيونيين الذين لا يتمنون لنا خيرا وانما بنظر الاكثرية منهم باننا طابور خامس يجب ازالته وثقله لتبقى اسرائيل نقية من اقوام اثنية، يهودية مئة بالمئة وهذه نظرة عنصرية فاشية. لا انكر وجود الاحباط لدى شعبنا ولكن لا ذنب لنوابنا بذلك وانما هي السياسة العامة الاسرائيلية تجاهنا كعرب، القوانين تُسن بالكنيست برفع الايدي وبالاغلبية عادة فكيف ستكون اوضاعنا ان اضعفنا وقللنا من النواب العرب وخصوصا نواب الجبهة؟ لذلك نقولها لا لمقاطعة الانتخابات لان ذلك يجلب علينا المآسي ويزيد من الهجوم على حقوقنا وسلب اراضينا كتمام 6 وتهويد الجليل والنقب. المرحلة حاسمة سياسيا واقتصاديا لذا لا مكان للتنظير وانما مطلب الساعة العمل الجاد والدؤوب لنصرة الجبهة الذي هو القوة المتزنة والمسؤولة والتي ثبتت مصداقيتها على مدى اكثر من نصف قرن وبالنهاية نقول مرة وتكرارا لا والف لا للمقاطعة ولا للتصويت للاحزاب الصهيونية.
(ام الفحم)
#رفيق_جبارين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا على أراضينا بالذات؟
المزيد.....
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|