أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 16














المزيد.....

حوار صامت 16


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5373 - 2016 / 12 / 16 - 16:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سؤال _ عرفنا أن النفس هي القوة المنفعلة التلقائية والعقل هو القوة الفاعلة المرادة والمختارة، السؤال هنا هل يمكن أن تحل القوة المنفعلة محل القوة الفاعلة وتنعكس العملية التوصيفية هنا؟ ولماذا؟ وكيف؟
أنا _ في حالة إهمال القوة العقلية لقدرة الفعل لظرف أو لمجموعة ظروف تحت وطأة الواقع الذي أسميناه العقل الأجتماعي، أو تحت مسببات إرادية فردية أو لأضطراب في الوظيفة الفسيولوجية أو أختلال في الواقع والنظام الكيميائي في الجسيم الإنساني مؤثر ومضعف للقوة القانونية، تتحول النفس إلى أداة تحكم وتيسير لأن الجسم الإنساني بحاجة إلى أداة قيادة بالضرورة ولو على مستوى أداء الوظائف الضرورية جدا، بهذه الكيفية يكون العقل أما غير قادر بالقوة أن يفعل أو لكون نظامه العملي غير كامل أو لإحساس طبيعي في النظام العقلي بعدم التدخل لعقدة ما أو نظرا لتجربة ما عززت اليقين لديه ذاتيا بالبقاء في زاوية رد الفعل فقط دن أن يفعل الواجب الضروري، أما لماذا وكيف فالجواب يمكن أن يفسر كل الأسئلة.
سؤال _ إذن كل النتاج السلوكي البشري الذي قدمه الإنسان مسئول عنه العقل أما مباشرة حينما لا يقاوم ملكة الشر ويقبل بشروطها في خيار النفس، أو حينما يتكاسل وظيفيا تحت وطأة ما يسمى العوامل القاهرة؟
أنا _ من الطبيعي والمنطقي أن أي عنصر في الكون له وظيفة محددة تساهم في تثبيت وديمومة هذا النظام وتساهم في أنتظام الحركة لكل الأجزاء الأخرى، لأن الوجود المنتظم موزون ومقنن ومقيس وفقا لمبدأ توازن الضرورة، فأي خلل ومهما كان جزئيا وبسيطا لا بد أن ينعكس بدرجة ما على كل الوجود، هنا في الإنسان الذي هو الجزء المعني بفهم هذه الحقيقية والمفترض أن يراع ما فهم وما وعي منها أن يكون أكثر المكونات الكونية حرصا على سلامة هذا النظام، وحين يتخلى لظرف ما عن أداء الواجب فإنه يساهم بشكل أو أخر في أختلال التوازن، ومن حيث أن العقل البشري هو المكلف لدى هذا الكائن بإدراك ومعايرة هذا التوازن وحمايته، فيكون المسئول المباشر عن أي أضطراب يحصل وأي مخالفة تون ولا عذر له إلا أن يكون فاقدا كليا لهذا العقل، فما جناه الإنسان عبر تأريخه لا تحاسب النفس عليه على أنها مذنبة بالفعل ولكن العقل هو الذي يجب مسائلته وإدانته بصفته المفردة أو بصفته عقل إنساني مجرد، أما النفس فتعاقب وتدان على أنها متمردة فقط كتمرد إبليس على حكم الله وإن كان هو مثلا في الفهم الديني مسئول عن تغرير البشر ودفعهم لإكتساب الخطيئة والأثم.
سؤال _ هنا يفهم أن الجريمة الوجودية نوعان، نوع جريمة التمرد الأساسية وجريمة المشاركة أو المساهمة أو الخوض في نتائج وتداعيات هذا التمرد؟ أليس هذا تقسيم عبثي حينما لا نعلم بالضبط وبالتحديد درجة الفرق بين التمرد وبين ما يتبعه؟
أنا _ لا المسألة سهلة جدا وواضحة ولا تحتاج لفن أو علم خارق، لو عدنا مثلا للدين وللنص الديني عندما يقول الرب مخاطبا إبليس (إذهب أنت ومن تبعك منهم) هنا لا يمكن أن نفهم من قصدية النص أن الله يبرئ من تبعه منهم ولا يعني أن إبليس مسئول عن جريمة الكل لأن منطق الدين يقول لعلهم يعقلون ولعلهم يتفكرون ولعلهم يتدبرون، فالإنسان الذي أطاع الشر مسئول عن الإطاعة وغير مسئول عن فعل العصيان الأول، وإبليس مسئول عن العصيان والتغرير فقط دون أن يسأل عن جريمة الإنسان وجريرته وإن كان هو من ساهم بالتحريض عليها، فقد تقع وقد يقف العقل حاجزا بينها وبين الوقوع وهذا الموقف هو المرتجى من صاحب العقل السوي.
سؤال _ فجواب كلكم مسئولون الذين ورد في القرآن الكريم لا يعني أن الجميع مشتركون في الحساب وتحمل المسئولية، أليس هذا هو جوهر كلامك السابق؟
أنا _ من خصائص العدل الرباني كما أفهمه أنه مرتبط بقضية الحق الأساسية والتي هي كما أسلفت أحد ركني الدين، فعندما نتبع الحق في منهج الإدانة جزاء والتكريم ثوابا لا يمكن لنا إلا أن كل شيء في نصابه المطابق له من غير إفراط ولا تفريط، حينما ندين إبليس على التمرد ونعط الإنسان العقل المدبر ويأت هذا المتمرد ليدفع الإنسان لموقع غير مسئول وهو بالقوة والأفتراض أن لا ينجر خلف الأغراءات الحسية النفسية، فنكون هنا أمام حالتين مختلفتين كل منها لها شروط وخصائص وتبعات ومحل لتطبيق وصف جرمي خاص، هذا هو الحق وهذا هو العدل في مفهوم الحق، فكلكم مسئولون يعني أن الله لا يترك مكلف ولا يعفي أخر ولا يدين أحد إلا بالحق العدلي أو عدل الحق، وهذا هو المعنى التفصيلي للمفهوم.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار صامت 15
- حوار صامت 14
- حوار صامت 13
- حوار صامت 12
- حوار صامت 11
- تلة القرابين اللعينة
- حوار صامت 10
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح3
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح2
- الصراعات التأريخية المذهبية والفكرية هي نتاج تحولات تأريخية ...
- إلى الذوات أصحاب المعاول
- حوار صامت9
- حوار صامت8
- حوار صامت7
- قدر ..... قدر
- حوار صامت6
- ترانيم جدتي الجميلة
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح1
- حوار صامت5
- الرب في بيت الجدة


المزيد.....




- لحظة تصدي رجل هارب لشرطي أمريكي أدخلته في حالة حرجة.. شاهد م ...
- بروتوكول تعاون عسكري بين مصر والصومال وسط خلاف بين مقديشيو و ...
- برلين تؤكد أن التحقيق في تفجير -السيل الشمالي- لن يؤثر على ع ...
- نائب نمساوي يدعو إلى وقف المساعدات لأوكرانيا بسبب تورطها في ...
- سامي الجميّل في بلا قيود: تطرف حزب الله وإسرائيل يصعب إيجاد ...
- إيران: إصابة أم بالشلل النصفي بعد إصابتها برصاص الشرطة بسبب ...
- فلسطيني يستخرج شهادة ميلاد توأمه.. ويعود ليجدهما مقتولين مع ...
- عدد القتلى في غزة يقترب من -40 ألفاً- منذ بدء الحرب، ووزير إ ...
- لإفساح المجال لوجوه جديدة في اليابان.. كيشيدا يعلن عزمه الت ...
- زيلينسكي: قواتنا أسرت أكثر من 100 جندي روسي في كورسك صباح ال ...


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 16