نعمة ياسين عكظ
الحوار المتمدن-العدد: 5373 - 2016 / 12 / 16 - 04:37
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة
لن تعودي حبيبته ..
من فترة ليست بالقصيرة وهو يحاول ان يضع كل عصارة تفكيره بمقاربة الوقائع والتاويلات المختلفة محاولا اقناع ذاته المضطربة بتفسير ما حدث له في السنوات القليلة الماضية .. فلا يكاد ان يمسك بطرف احدها حتى يتسلل من بين خلايا دماغه ويخرج بعيدا تاركا الاخر المعاكس يجول بين تلافيف دماغه ويذهب هو الاخر ويحل محله تفسيرا اخر.. فاصبح تائها تتقاذفه الاحداث وتاويلاتها وتداخلاتها مثل سائر في طرق موحشة مغلقة النهايات او تفضي لدهاليز مظلمة لا يدري ايهما الطريق الصحيح للخروج... واصبح هذا هاجسه الوحيد فلم يعد يعنيه ذلك الحب الجارف الذي ظل مسيطرا عليه طيلة عقود من السنوات الماضية منذ شبابه بل ربما تحول الى مجرد اثر، لكنه واسع الابعاد مثل ديناصور منقرض ترك هيكلا عظميا ضخما وكبيرا .. فها هو يعدها صديقة غير عادية تتقدم كل علاقاته الصداقية الاخرى ... قال لها ذات يوم كئيب لم تعودي حبيبتي !!! لم يتفاجئ بردها ببرود وهدوء وباختصار يقترب من الصمت .. (احسن..!!!)... ولانه كان صادقا بما قاله لها فلم يضجره او يزعجه جوابها المتوقع فهي فعلا لم تعد حبيبته... تذكر يوم جلسة عشق جمعتهما قال لها ... لماذا انت طيبة وجميلة لهذا الحد الذي فرض علي عشقك وعانيت كثيرا منه؟؟؟ قالت بصوتها الهادئ وابتسامة مرسومة على شفتيها الورديتين : سوف لااكون كذلك في قابل الايام !!... يبدو انها فعلت ذلك .. لم يصدق اول الامر الا انه ايقن انها فعلا قد تغيرت وافعالها هي من صميم تفكيرها وليس تمثيلا .. هو تعبير حقيقي لشعورها واحساسها تجاهه.. ولذلك لم تعد حبيبته ... لكن للصدف هيمنتها على مجريات الحياة... حدث غير متوقع، واحاديث مقتضبة، وروايات، اوصل الحلقات ببعضها لتكتمل السلسلة التي قادته الى التفسر المقنع ويقول لنفسه (انها على حق ليتها افهمتني ذلك من اليوم الاول)... ولتهدأ ذاته لكن بعد فوات الاوان اذ انها اصبحت... لا تعد حبيبته ....
#نعمة_ياسين_عكظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟