|
ماذا بعد اعدام الارهابى حبارة ؟!
عبدالله محمود أبوالنجا
الحوار المتمدن-العدد: 5372 - 2016 / 12 / 15 - 20:42
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
من هو حبارة ؟ عادل محمد إبراهيم الشهير بـ "عادل حبارة" يبلغ عمره 40 عامًا، ولد في محافظة الشرقية بأبو كبير، انتقل إلى مدينة العريش عام 2005 . "حبارة" يعد من أخطر العناصر الإرهابية، حيث قام بعدد من العمليات الإجرامية والقتالية، وكان العقل المدبر لـ"مذبحة رفح الثانية" التي أسفر عنها مقتل 25 مجندًا، وكذلك مذبحة رفح الأولى التي نفذت على الحدود بين مصر وإسرائيل 6 أغسطس 2012، وأسفرت عن استشهاد 16ضابطًا وجنديًا مصريًا وإصابة 7 آخرين، وهو المنفذ لعملية تفجيرات طابا ودهب 2004 . كما أن "حبارة" مطلوب في قضية مقتل ضابط شرطة بالسجن المشدد 10سنوات، ومطلوب في 3 وقائع استهدفت منشئات شرطية، ومتورط في واقعة خطف الجنود الـ7، كان يقوم بتجنيد بعض أهالي منطقة وسط سيناء خاصة الجماعات المتشددة دينيًا والتكفيريين، وأسس جماعة تعمل على تعطيل أحكام الدستور ، واعترف حبارة بارتكاب المذبحتين بسيناء وانه قام بقتل الجنود . وقامت قوات الأمن بإلقاء القبض عليه في سبتمبر2013 بصبحة اثنين ممن شاركوا معه في الجريمة، حيث كان المتهم يستقل سيارة دفع رباعي وكان الفريق الأمني يستقل سيارة أجرة "ميكروباص" من المنتشرة داخل المدينة، وارتدوا قوات الأمن ملابس تقليدية سيناوية، وكانوا يتتبعون خطوات المتهم إلي أحد الأسواق التجارية بشارع 23يوليو في العريش، وفور نزوله ودخوله إحدى المحلات داهمته القوات وحاصرته، حيث حاول"حبارة" أن يفجر نفسه بواسطة قنابل كانت بحوزته وتمت السيطرة عليه، وتمكنت القوات من إلقاء القبض عليه هو ومرافقيه، وتم نقلهم إلى مقر أمني بالعريش، وأجرى التحقيق معهم وبالفعل اعترف بأنه قام بقتل25 جنديًا على طريق العريش -رفح، وقام بتمثيل الواقعة كما حدثت تمامًا . كما وجدت قوات الشرطة تسجيل صوتي للمتهم عادل حبارة يعترف فيه عن مشاركته لقتل الجنود برفح قائلاً "نعم أنا من قمت بها بفضل الله". يُعد عادل حبارة أخطر إرهابي في مصر ومتهم بعشرات الجرائم الإرهابية، ومنها مذبحة رفح الثانية على الحدود بين مصر وإسرائيل في 19 أغسطس عام 2013، وتسببت في استشهاد 25 جنديا مصريا ، واستمر عادل حبارة في السجن قرابة 4 سنوات، وصدر خلالها 4 أحكام ضده بالإعدام شنقاً، في قضايا قتل ضباط ومجندين في عمليات إرهابية متنوعة ولاعتناقه أفكاراً تكفيرية والانضمام بتنظيم داعش والترويج لأعمال العنف. كما حاول المتهم عادل حبارة الهروب أثناء ترحيله من أكاديمية الشرطة هو و9 متهمين، في يوليو عام 2014، بعد انتهاء أولى جلسات محاكمته التي انتهت بتأجيل واستمرار الحبس، وأثناء الترحيل اصطدمت سيارة الشرطة بسيارة أخرى وترك حارسي السيارة أماكنهم ليستكشفا الأمر فوجئا بالمتهمين يهربون من الباب الخلفي، ولكن تمكنت قوات الشرطة من ملاحقتهم والإمساك بهم، وإيداعهم بالسيارة ووضعتهم تحت حراسة أمنية مشددة وترحيلهم إلى سجن العقرب. بدأت محكمة الزقازيق في 12 يناير2015 بمحاكمة عادل حبارة و7 تكفيريين وتمت إحالتهم للجنايات رقم (24856)جنايات أبو كبير والمقيدة برقم 2010. كما قضت محكمة النقض ، برئاسة المستشار محمد محمود، برفض الطعن المقدم من دفاع "حبارة" بالإعدام، وقررت معاقبة الإرهابي عادل حبارة و6 متهمين آخرين هاربين وتأييد حكم الإعدام شنقًا، ومعاقبة 3 متهمين بالسجن المؤبد لكل منهم، ومعاقبة 22 متهمًا آخرين بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا لكل منهم في القضية المعروفة إعلامياً " مذبحة رفح الثانية". ( 1 ) إذن هو ارهابى عتيد فى الاجرام ، تجرد من أدنى المشاعر الانسانية نحو غيره من البشر ، الذين هم فى رأيه، وفى رأى من هم على شاكلته، ممن ينتمون للتنظيمات الارهابية، التى تتخذ من النصوص القرءآنية والسيرة النبوية والتراث الاسلامى، الذى يتناول كيفية نشر الاسلام بين الشعوب ذات الأغلبيات المسلمة ، عن طريق الغزو ومايسمى جهاد الطلب ، مرجعية أساسية ، ينطلقون منها لارتكاب جرائمهم ، فى حق كل يعتبرونه، عقبة فى طريق مايعتقدونه اعلاءً لشهادة أن ( لا اله الا الله ، محمدٌ رسول الله ) ، وتطبيقاً لنص الآية القرءآنية [وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " المائدة : 44 " ] ( 2 ) ! ورغم أن الآية يتفاوت تفسيرها بواسطة أهل العلم بين الكفر الأدنى الذى لا يخرج عن الملة ، والكفر الأكبر الذى يخرج عن الملة بحسب ماجاء فى موقع اسلام ويب ، الا أن الارهابيين يعتمدون الكفر الأكبر، الذى يخرج عن الملة ، فى تعاملهم مع غيرهم من المسلمين سواء على مستوى الحكام أو الرعية ، وذلك لأن ذلك التفسير يزودهم – كما يتوهمون - بحجة شرعية من الله ورسوله ، بأن مايقترفونه من جرائم ارهابية بشعة فى حق الدولة وفى حق الشعب ، ماهو الا جهاد مشروع فى سبيل الله ودفاعاً عن دينه وسُنة رسوله ! غير أن مالا يعيه هؤلاء الارهابيون هو أن اعتمادهم لذلك التفسير فى تكفير الآخر واستحلال دمه ، ليس سوى استجابة لنوازعهم وطبائعهم الاجرامية ، التى استغلها من أدلجوا عقولهم وبرمجوهم لاستخدامهم كأدوات هدم وقتل وتدمير القوى التى تقف حائلاً بيتهم وبين تنفيذ مخططاتهم للتوسع على حساب مصالح شعوب الدول الأخرى ، التى طالتها أيادى التنظيمات الارهابية كما فى سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن والجزائر وتونس ولبنان ونيجيريا والصومال وأفغانستان وباكستان وغيرها من الدول التى يضربها الارهاب ويحاول بكل قوة تدمير مؤسساتها الوطنية كالجيش والشرطة والقضاء والاعلام والتعليم ! هم مجرمون نشأوا وترعوا فى مجتمعات ، غاب فيها دور الدولة عن حماية عقول مواطنيها من تغلغل الفكر الاسلامى الراديكالى ، الذى يتوغل فى كل شبر وفى كل حارة وفى كل مؤسسة حكومية على أرض هذه الدولة أو تلك من الدول التى تعانى من ضربات الارهاب والارهابيين ! فى مصر ، بدأ ذلك الوباء مع بداية المواءمات السياسية التى قام بها الرئيس الأسبق محمد أنور السادات مع جماعة حسن البنا الارهابية وغيرها من تنظيمات الاسلام السياسى الراديكالى ، كى يصنع منهم ظهيراً سياسياً وشعبياً فى مواجهة التيارات والتنظيمات الناصرية التى كانت السند الرئيسى للزعيم الراحل جمال عبدالناصر ، فى الاطاحة بكل قى الاسلام السياسى الراديكالى وفى مقدمتها جماعة حسن البنا الارهابية ، حتى يتفرغ لمواجهة القوى الغربية الداعمة لاسرائيل ، والمناوئة لاقامة دولة قوية مستقلة وسيدة قرارها على أرض مصر . والآن ، ماذا أنتم فاعلون بعد اعدام الارهابى عادل حبارة ؟ ان المناخ الذى أفرز حبارة وغيره من الارهابيين ، لا يزال يجثم على كل شبر من أراضى الدولة المصرية ، وخاصة فى القرى والأحياء العشوائية ، فهاهى " أسرة الارهابى عادل حبارة تعتدى على الصحفيين أمام مشرحة زينهم " بحسب ماأورده الموقع الالكترونى لليوم السابع ( 3 ) ! ماوراء ذلك الخبر ، يقطع ببساطة أن أسرة الارهابى لا تعتبره ارهابياً ، وانما تعتبره - على أبسط تقدير – ضحية للدولة المصرية ، بدليل أنهم اعتدوا على الصحفيين الذين كانوا يغطون الحدث هناك عند مشرحة زينهم ! فى حين أننا لو تمعنا فى بعض الصورالمنشورة مع الخبر لبعض أفراد تلك الأسرة ، فإننا سنلحظ أن العديد من نساء تلك الأسرة منتقبات ،وذلك يدل ببساطة على أن الارهابى عادل حبارة لم يكن الوحيد المنتمى لتيار الاسلام الراديكالى المتشدد ، وعليه فأسرته أو بعض أفرادها يتعبرونه مجاهداً فى سبيل الله ،فحرضوا بعض الأفراد الآخرين للاعتداء على الصحفيين ، الذين هم فى نظر كل أتباع ذلك التيار الخارج على عموم المسلمين ، أدوات تابعة للدولة المصرية ، والتى هى – بحسب مرجعيات هؤلاء الخارجين على عموم المسلمين - دولة كافرة لا تحكم بما أنزل الله ! على الدولة المصرية اطلاق عمليات تطهيرية فورية للقيادات ذات التوجهات الاسلامية الراديكالية ، التى لها تأثير على تشكيل الرأى العام وتوجهاته ، وخاصة فى المؤسسات الحكومية ، كالتعليم والاعلام والثقافة والمؤسسات الدينية التابعة للحكومة المصرية ومراكز الشباب وغيرها ، وذلك للوقوف فى وجه التيارات الأيديولوجية الراديكالية التى لا هدف لها الا تدمير مصر على رؤوس من فيها ، حكاماً محكومين ، ومسلمين ومسيحيين ، حتى يتفرغ الجميع للبناء والتنمية وضمان مستقبل آمن ومستقر للأجيال القادمة . بقلم / عبدالله محمود أبوالنجا روابط : 1 - بعد تنفيذ الحكم عليه .. من هو حبارة ؟ https://www.google.com.eg/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=8&cad=rja&uact=8&ved=0ahUKEwjc8tW7l_bQAhXK2hoKHQtVA78QFghDMAc&url=http%3A%2F%2Fwww.masrawy.com%2FNews%2FNews_Cases%2Fdetails%2F2016%2F12%2F15%2F1000107%2F%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25AF-%25D8%25AA%25D9%2586%25D9%2581%25D9%258A%25D8%25B0-%25D8%25AD%25D9%2583%25D9%2585-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A5%25D8%25B9%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2585-%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%258A%25D9%2587-%25D9%2585-%25D9%2586-%25D9%2587%25D9%2588-%25D8%25B9%25D8%25A7%25D8%25AF%25D9%2584-%25D8%25AD%25D8%25A8%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%2587-&usg=AFQjCNGYXzEer_SH2A6Az_f-ae3PiIBCkw&sig2=pXaTy5_iN-ic69Bh1WkCeg 2 - رابط الآية : اسلام ويب https://www.google.com.eg/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=3&cad=rja&uact=8&ved=0ahUKEwj9-oDgrPbQAhVGlxoKHUZSBjoQFggoMAI&url=http%3A%2F%2Fwww.islamweb.net%2Ffatwa%2Findex.php%3Fpage%3Dshowfatwa%26Option%3DFatwaId%26Id%3D202564&usg=AFQjCNESw0xh4BOWLOiqjElRxHtzNh0evA&sig2=qg_kgnAnUmiJ1vcaGUffbw 3 - رابط الخبر http://www.youm7.com/story/2016/12/15/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%89-%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%84-%D8%AD%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%81%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D8%AD%D8%A9/3011686
#عبدالله_محمود_أبوالنجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المشهد الرابع من مسرحية [ زمن حَبَشتَكون ]
-
النص الدينى والارهاب !
-
الاسلام حصان طروادة الارهابيين
-
المشهد الثالث من مسرحية [ زمن حَبَشتَكُوْنْ ]
-
[ حادث سيارة مُرَوِّعْ ] قصة قصيرة
-
أقولها وبالفم المليان !!!
-
المشهد الثانى من مسرحية [ زمن حَبَشتَكُوْنْ ]
-
[ فتوة الناس الديابة ] قصة قصيرة جداً
-
زمن حَبَشْتَكُوْنْ
-
تعليق .. وتلبيس ابليس !
-
حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ !!!
-
سامى لبيب يفسر لنا ديننا على مزاجه !!!
-
الدور المشبوه للدول الصناعية السبع !!!
-
الشعب المصرى فى مفترق طرق !!!
-
أسوان بين الناشطين والاخوان !
-
فتنة أسوان أكبر من خلاف بين قبيلتين !
-
الفرق بين المعارضة الوطنية والمعارضة العميلة !!!
-
هل الداخلية بلطجية كما يزعم الارهابيون والمجرمون ؟
-
مارأى مشايخ قطر فى هذا الاقتراح ؟
-
للصبر حدود يابلد !!!
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|