عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5372 - 2016 / 12 / 15 - 14:07
المحور:
كتابات ساخرة
الضربةَ التي تقتلكَ ، ستجعلكَ تموتُ على الفور!!!!
مُحلّل استراتيجي ، وخبير سياسي وامني كبير وخطير ( همزين مو اقتصادي) .. ظهرعلى احدى الفضائيات ، بأبهى حُلّةٍ ممكنة ، وقدّم رؤيتهُ "الثاقبة" ، واستشرافهُ "الماورائي" لحدَثٍ مهمّ من أحداث "قيام الساعة" في بلداننا المسكينة .. قائلاً بكلّ ثقةٍ وأريحية :
" وفيما يتعلّقُ بهذا الأمر ، فانَّ الضربة التي لا تقتلكَ ، سوف تجعلكَ اكثر قوّة (حتّى وانْ أصبحت بسببها من ذوي الاحتياجات الخاصة .. " وشالَوا الحاجتين من جوّاك" ) . أما الضربةَ التي تقتلك ، فستجعلكَ تموتُ على الفور".
أنا كنتُ أجلسُ على مسافةٍ أمينةٍ من رذاذ الطلقات الطائشة من الشاشة (وما أكثرها هذه الأيام ) . ولكنّ المصيبة أنَّ أمّي التي قرّرتْ بإرادتها الحُرّة وحدها ، ودون تدخلٍ من أيّة قوّة خارجية مؤثّرة بهذا الشأن ( كزوجتي مثلاً) ، متابعة الأخبار العربية "السعيدة" منذ الصباح الباكر (أو غير الباكر .. لا فرق) .. و هي التي كانت تمسكُ بالريموت كونترول بيديها الكريمتين .. وهي التي كانت تتقلّبُ بغنَجٍ و دَلالٍ بين القنوات .. ومع ذلك فقد حدث ماكنتُ أخشاه .. حيثُ تمكنتْ أمّي ، و بقدرة قادر ، من ضبط ذلك "المحلّل" الباسل ، مُتلبّساً بتلك المقولة "الهايدروليكية" الشنيعة . وكعادتها عندما يتم استفزازها بشكل عدواني ، ومباشر ، فقد دمدمتْ بجمل سريعة و قصيرة المدى (بدتْ لي فاحشةً عن بعد ، والله أعلم ) .. ثمّ "غمّتْ" المُحلّل الاستراتيجي بإحدى يديها ، والتفتَتْ إليّ ، والريموت كونترول ما يزالُ في يدها الأخرى المباركة ، وصاحتْ بي بغضب :
كَومْ يابه دِيرْ التلفزيون .. تره هذا المخبّل خلّص كَلبي من صبحيّة الله ..
يبو الله لا يِنْطيه .. ولا يِنْطيك .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟