أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 11














المزيد.....


حوار صامت 11


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5371 - 2016 / 12 / 14 - 18:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سؤال _ الدين ليس بديلا عن العقل هل يمكن أن يكون العقل بديلا عن الدين؟
أنا _ نعم من الممكن جدا أن يكون العقل بديلا عن الدين في اللحظة التي يؤمن فيها العقل أن الميزان الذي يحكمه دوما وأبدا ومطلقا أن يضع كل موضوع في محله المعتاد دون تقديم ولا تأخير وأن يعمل على ذلك واقعا، عندها سيتطابق العقل مع الدين في الأس الموضوعي الأساسي لوجودهما معا.
سؤال _ هل من الممكن أن نفهم أكثر بهذا الجانب؟
أنا _ الدين يبنى أساسا على قضيتين مهمتين تتفرع عنهما ومنهما كل قضايا وأهتمامات وأفكار الدين، وهما قضية الحق والخير فكل أحكام الخير ومواردها وأهدافها المطلوبة والنتائج التي يسعى لها تدور على تثبيت معنى الحق حتى أن النص الديني يسمي رب الدين بالحق، والحق تعريفه بسهوله أن تضع الأشياء في أمكنتها الحقيقية وفي زمانها ومكانها الحقيقي دون أفراط أو تفريط، هذا الحق بهذه الكيفية سينتج الخير ومنه سيدرك الإنسان معنى أن يكون مؤمنا بالحق، إذا نجح الإنسان من خلال العقل الواعي والحر والموضوعي أن يحقق هذه المعادلة فقد أصبح هو دين كامل لأنه يعمل على تنفيذ نفس الخطة التي يسعى لها الرب ويبعث من أجلها الرسالات الدينية، الحق والخير هما جوهر الدين وفكرته وما عدا ذلك كلها آليات تنفيذية وتدبيرية لتحقيق هذا الجوهر الفكري.
سؤال _ هل يمكن أختزال الدين كله بكلمتين فقط؟
أنا _ نعم هذا هو الدين بروحه وجوهره إنما الحق من عند الله والخير من عند الله، وما أوتيتم من العلم قليلا، فمن شاء فليؤمن بالحق ومن شاء فليكفر به، وهذا هو الخير أن يدعك على طريقين لا ثالث لهما وأنت حر أن تسير بما يرضاه لك عقلك، أليست هذه أفكار وردت في نصوص الدين، قد تسألني عن العبادات والطقوس والواجبات والأحكام، أقول من لا يؤمن بالحق أولا كل هذه الأمور تسقط أبتدأ ومن يؤمن بها ستكون كل هذه الأشياء مفردات لتدعيم إيمانه والمحافظة على نموذج أمثل وراق للإيمان بالحق والخير.
سؤال_ هل يمكن مثلا الإيمان بالخير بأعتباره فهم أخلاقي ومفردة معرفية دون الإيمان بالحق؟
أنا _ لا يمكن أن يأت الخير من خلال ميزان غير مستوي وغير أخلاقي، قد نسمي بعض المفاهيم على أنها خير ولكن هذه التسمية ستتعرض للنقد والتزييف لأنها لا تستند إلى معيارية الحق التي شرحناها، قد يكون منفعة أو مصلحة أو حاجة تتحقق ولكن لن تكون خيرا مطلقا بعد ذلك، الجواب لا خير بدون الحق ولا حق بدون الخير، إنها المتلازمة الوحيدة التي لا يمكن تجزئتها أو تفكيكها لتعمل كل منها على حدة.
سؤال _ ما هي إشكالية الدين الرئيسية مع الواقع تحديدا دون أن نطلق أحكام عامة؟
أنا _ المشكلة الأساس التي أطاحت بفاعلية الدين أن يكون محركا دائما وديناميكي حقيقي تتجلى بقضيتين الأولى مرتبطة بالثانية والثانية تتفرع منها كل الإشكاليات التبعية، القضية الأولى ما أسميه بـــ (الكذب المقدس)، وهو ما يسميه النص الديني بالأفتراء على الله، مثلا في قضية وصف الجنة والنار، النصوص الموثقة التي بين أيدينا والتي وردت عن النبي مثلا، أن في الجنة نعيم مما لا رأيت العين ولا سمعت الأذن، هذا الوصف قاطع بعدم إمكانية لا المشاهدة ولا السمع لا سابقا ولا لاحقا وأيضا نفي أن يكون حتى عن الرسول أحتمال بوجود وصف ما.
الغريب أن الكهنوت الديني عندما يتناول وصف الجنة بغير ما مذكور في الآيات القرآنية مثلا يستغرق بالغيال فيبسط لنا صور مما رأى هو في خياله وسمع كما يدع عن غيره ويرسم صورة غاية بالتفصيل المجسم وكأنه عاش هناك أو شاهدها عيانيا، لو كان هذا الكهنوت مؤمنا حقيقيا بالله وصادقا بإيمانه لأنتهى عند قول الرسول وما جاءت به الصور الوصفية في آيات القرآن وأكتفى، هذا الكذب على الله وعلى رسوله واحدة من إشكاليات الدين وهنا أضرب مثلا بسيطا على قضية كبرى، كل الذين كتبوا بالمعرفة الدينية وخاصة الدعويين منهم يكذبون ويفترون على الله مما جعل صورة الدين حرجة أمام العقل الإنساني، فهو غير قادر على رفضها لأنها مقدسة لديه ولا يستطيع تصديقها وهي محترمة لديه.
في القضية الثانية والمرتبطة بالكذب والأفتراء أن كل قراءة أعتمدت المسامحة والمساهلة في تقديم الفكرة أو التشدد والتضييق فيها إنما يعود لأمر الأفتراء والكذب، السلفيون النصوصيون الذين يقدمون النقل على العقل كما يظنون مثلا، يؤمنون أن الله أمر عباده الخلص أن ينتقموا من البشر الذين لا يؤمنون بالله أو بدينهم أو حتى برؤيتهم ، وأن الدين عندما يكون خاتم الأديان لا بد من إلجاء الناس على هذا الدين دون أن يتدخل الله فهو قد فوض أمره لهم وبالتالي الشرعية التي يحاربون بها الناس هي شرعية التفويض، الله هنا تخلى عن دينه لهم ولم يعد قادرا أن يفعل شيء فهو الولاة على الدين وهم من يحدد لله من سيرحمه ومن سيقذف به بنار جهنم، هذه القراءة لا تخرج من قلب مؤمن بحقيقة الله وقدرته وقوته وسلطانه، لأن فكرة خاطئة من جهة ومكذوبة على الله من جهة أخرى، لأن النص القرآني الحاسم الذي خاطب الله به نبيه (وما عليك من حسابهم من شيء) فإذا كان النبي المكلف بالرسالة والمؤتمن على التطبيق ما عليه من حساب الناس، بل فقط واجبه الإنذار والأعذار فكيف تسنى لهؤلاء ومنظريهم أنتزاع تفويض من الله الذي هو جزء من ذاته، ولا تنفصل عنه ولا يمكن أن نتصور الله بدون سلطان.
إذن الإشكالية بالأساس إشكالية الذات الإنسانية حين تتفرعن وتنتزع من العقل القراءة ومسئولية القراءة، العقل الإنساني لا يكذب لأنه محكوم بالبرهان لكن النفس البشرية والتي تتركز في قوة الأنا ودوافعها ومحفزاتها الذاتية هي التي تتزعم كل الإنحرافات وتخلق كل الفرص المشجعة والمؤيدة للتحريف ولتأنيس النص الدين أولا لها، تأنيس النص الديني يخرج الدين كله من مصدريته العاقلة إلى مصدريته الإنفعالية، لذا فالكثير من الكهنوت الديني وزعماء القراءات تجده لا ينهج منطق عقلي في تقديم الدين بتجرد، وسرعان ما تجده يقع في الأنحياز والأنتماء العنواني ليبرر ويفسر ويؤول ما يريد بناء على مقتضيات المصلحة وليس مقتضيات الواجب والتجرد.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلة القرابين اللعينة
- حوار صامت 10
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح3
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح2
- الصراعات التأريخية المذهبية والفكرية هي نتاج تحولات تأريخية ...
- إلى الذوات أصحاب المعاول
- حوار صامت9
- حوار صامت8
- حوار صامت7
- قدر ..... قدر
- حوار صامت6
- ترانيم جدتي الجميلة
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح1
- حوار صامت5
- الرب في بيت الجدة
- قريبا من النقد ... قريبا من الحب
- حوار صامت4
- حوار صامت3
- حوار صامت2
- حوار صامت


المزيد.....




- متحدثة البيت الأبيض: أوقفنا مساعدات بـ50 مليون دولار لغزة اس ...
- مصدر لـCNN: مبعوث ترامب للشرق الأوسط يلتقي نتنياهو الأربعاء ...
- عناصر شركات خاصة قطرية ومصرية وأمريكية يفتشون مركبات العائدي ...
- بعد إبلاغها بقرار سيد البيت الأبيض.. إسرائيل تعلق على عزم تر ...
- أكسيوس: أمريكا ترسل دفعة من صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
- ميزات جديدة لآيفون مع تحديث iOS 18.4
- موقع عبري يكشف شروط إسرائيل لسحب قواتها من الأراضي السورية ب ...
- مصر.. -زاحف- غريب يثير فزعا بالبلاد ووزيرة البيئة تتدخل
- تسعى أوروبا الغربية منذ سنوات عديدة إلى العثور على رجال ونسا ...
- رئيس الوزراء الإسرائيلي: ترامب وجه لي دعوة لزيارة البيت الأب ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 11