أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد درويش - تفسير -سورة الكوثر- في ضوء السريانية














المزيد.....

تفسير -سورة الكوثر- في ضوء السريانية


خالد درويش

الحوار المتمدن-العدد: 5369 - 2016 / 12 / 12 - 22:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تفسير "سورة الكوثر" في ضوء السريانية
خالد درويش
سورة الكوثر واحدة من أشهر سور القرآن. ترتيبها الـ 15 حسب النزول (قبل "التكاثر" وبعد "العاديات")، والـ 108 حسب المصحف العثماني، وعدد آياتها ثلاث. هي سورة مكيّة حسب روايات البعض، ومدنية بالنسبة لآخرين.
نزلت السورة، حسب ابن عباس برواية عطاء، في العاص بن وائل (والد عمرو بن العاص) الذي كان يصف الرسول الكريم بـ "الأبتر" بسبب موت ابنه البكر، وكانت العرب في الجاهلية تسمي من لا بنين له بالأبتر.
عن ابن عباس، قال: "كان العاص بن وائل يمر بمحمد، ويقول: إني لأشنؤك وإنك لأبتر من الرجال، فأنزل الله تعالى "إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُ"من خير الدنيا والآخرة".
على الرغم من قصر هذه السورة، ومفردات آياتها التي لا تتجاوز العشر كلمات، فإنها من كانت وما زالت موضع اختلاف بين الصحابة والمفسرين والرواة من حيث اسباب نزولها (في العاص بن وائل، في يوم الحديبية، في كعب بن الأشرف.. الخ)، ومكان نزولها (مكية أم مدنية)، وفي تفسير معانيها، وخاصة كلمتي "الكوثر" و"انحر".
سنأتي بشيء من التفصيل إلى مستوى الخلاف والاختلاف في تفسير معاني الآيتين الأولى والثانية من السورة.

1- "إنا أعطيناك الكوثر":
يقول الطبري في تفسيره المعروف باسمه: "واختلف أهل التأويل في معنى الكوثر، فقال بعضهم: هو نهر في الجنّة أعطاه الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم".
عن ابن عمر أنه قال: "الكوثر: نهر في الجنة، حافتاه من ذهب وفضة، يجري على الدر والياقوت، ماؤه أشدّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل".
وعن مجاهد، قال: "الكوثر نهر في الجنة، ترابه مسك أذفر، وماؤه الخمر"
وعن عائشة (أم المؤمنين)، قالت: "الكوثر: نهر في بطنان الجنة (وسط الجنة)، شاطئاه در مجوف، فيه من الآنية لأهل الجنة مثل عدد نجوم السماء".
وعن ابن عباس، قال: "الكوثر هو الخير الكثير".
عن عكرمة، قال: "الكوثر هو ما أعطي النبي من الخير والنبوة والقرآن".
هذا إيجاز لبعضٍ يسيرٍ مما ورد في روايات السالفين المختلفة في تفسير معنى كلمة "الكوثر"؛ فهل هو "نهر في الجنة"، أم "الخير الكثير والوفرة"، أم هو النبوة"، أم "القرآن"؟.
بالرجوع إلى اللغة السريانية/الآرامية، والتي أثبت علماء الألسنيات، قديماً وحديثاً، وجود مفردات منها في سياق آيات القرآن الكريم، سنعثر على معنى كلمة "الكوثر"؛ ألا وهي: "ܟܘܬܳܪܐ"، (تلفظ كُوتُرْ، أو كُوثُرْ)، وتعني "الثبات".
وعلى ذلك يصبح معنى الآية: (إنّا أعطيناك الثبات).

2- "فصَلِّ لربّك وانحَر":
لا خلاف بين الصحابة والتابعين والمفسرين حول كلمة "فصلِّ لربك" من الآية والتي تعني (الصلاة لله تعالى)، ولكن الاختلاف البيّن وقع في معنى كلمة "إنحَر".
فسّر كل من قتادة ومجاهد المقصود بالآية: "صلاة الأضحى، ونحر البدن في منى"
وذكر القرطبي في تفسيره كلمة "إنحر"، أنه رُويَ عن عطاء قال: "أمَرَهُ أن يستوي بين السجدتين جالساً حتى يبدو نحرَه"
ونقل الفراء والكلبي وأبو الأحوص عن ابن عباس، قال:تعني "استقبلِ القبلةَ بنَحرِك".
ويروي الطبري عن جابر وعن أبي جعفر، برواية وكيع أن المقصود بـ "النحر" هو "رفع اليدين والتكبير في افتتاح الصلاة".
وعن روايتي الطبري والقرطبي أن الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب، قال إن "إنحر تعني وضع اليمين على وسط ساعد الشمال في الصلاة".
ولكن، وإذا ما بحثنا عن معنى كلمة "إنحر في اللغة السريانية/الآرامية، سنجد أنها تعني "لينشرح صدرك"، وهي اشتقاق من الفعل الثلاثي "ܢܚܰܪ" (تلفظ نَحَرْ) وتعني (انشرحَ صدرُه بعد ضيق)، أو (تنفسَ الصعداء).
وما يدفع الى الاعتقاد بأن المعنى الأنسب لكلمة "وإنحر" هو (ولينشرِح صدرك) أسباب عدة، نذكر منها:
أولاً: وردت الآية في معرض اشاعة السلوى في نفس الرسول الكريم بعد فقدان بكره القاسم، واستجابة للثبات الذي منحه اياه ربه عزّ وجل لمواجهة الأذى الذي ألحقه به صناديد قريش بنعتهم له بالأبتر.
ثانياً: لمكانة هذه الكلمة وأهميتها (خاصة في صدر الدعوة) خُصّصت لهذه الكلمة سورة سمّيت باسمها وهي سورة الشرح، وتكرر ذكرها في القرآن الكريم مرّات عدة، منها:
"قال ربِّ اشرح لي صدري"، سورة طه/25
"فمن يُرِد الله أن يهديه يشرح له صدره.."، سورة الأنعام/125
"ألم نشرح لك صدرك"، سورة الشرح/1
وعليه، سيغدو معنى آيات سورة الكوثر هكذا:
إنّ أعطيناك (أيها النبيّ) الكوثر (الثبات)، فصَلِّ لربّك وانحَر (لينشرح صدرك)، إنّ شانئك (مُبغضك) هو الأبتر (الأذلّ، المنقطع عقبه).



#خالد_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في -الساهرات أصبحن خارج البيت- ل زهيرة زقطان
- البسملة في ضوء السريانية
- تفسير سورة الاخلاص استنادا إلى الآرامية/السريانية
- أركان الاسلام بالآرامية/السريانية
- في فضاء الفيس بوك..
- الفاتحة السريانية
- معاني -الم-، -الر-، -كهيعص-..
- لا قداسة لنص بعد كلام الله
- سأعود الى ذات الفندق
- مايا، ليوسي، ومحمود درويش
- ان تكون صديقي
- ثلاث صور..
- وما من سماء
- يا رب الجنود
- محطات قديمة
- 10 قصائد
- عفرين
- وداعا فيصل قرقطي
- كوابيس انتفاضة الأقصى
- ندى


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد درويش - تفسير -سورة الكوثر- في ضوء السريانية