ادريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 5369 - 2016 / 12 / 12 - 19:48
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة جدا: بَغلٌ وصَفيحَتا ذهَب
قلم: ادريس الواغيش
حين عُيِّن في مَنصبه الجَديد، كان الفسادُ قد اسْتشرى في البلاد وأنْهَك العباد، وأصبَح مَعَها صعبٌ أن يُحَدَّد أوله من آخره. لكن وطنيته المُتقدة، دَفعَته لمُطارَدته في البَرّ والبَحر.
حين أمسَك به، لم يَسْتفيق من غيبوبته إلا وهو مُلقى على سرير أبيض في إحدى مِصَحّات المَدينة، ووجهُه مُلطَّخٌ بحُمرة ودم، تحسَّس فمه فلم يكن فيه أسنان!.
كان الفساد قد عالجَهما بضربَتين قويَّتين.
حين تخلص من غَيْبوبته، سأل عمَّن يكونُ الفاعل، قيل له:
- هو بغلٌ يا سيدي...‼
قال لهم:
- ماذا فعلوا به؟
قيل له:
- هو الآن، حُرٌّ طليقٌ يَجري‼
تذكر، وقد فات الأوان، أن الوَمِيض الذي أشعَّ في عينيه لحظة الرَّكل...
لم يكن في حقيقة الأمر، سوى بريقٌ لصَفيحَتين من ذهَب‼
#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟