أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ما بعد حيفا....ما بعد حلب















المزيد.....


ما بعد حيفا....ما بعد حلب


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بعد حيفا.......ما بعد حلب
راسم عبيدات
المشروع الأمريكي لإقامة ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به وزيرة الخارجية الأمريكية أنذاك "كونداليزا رايس" حيث عهدت امريكا الى اسرائيل في تموز /2006 بشن حرب عدوانية بالوكالة عنها على المقاومة اللبنانية وعمودها الفقري حزب الله،ونفس القوى التي تشن حربها العدوانية على سوريا اليوم كانت مشاركة ومتواطئة في تلك الحرب،والتي كان هدفها تدمير لبنان، كما جرى من قبل تدمير العراق،لكي يصبح دويلة تدور في الفلك الأمريكي- الصهيوني،وبما يمهد للإستفراد في سوريا والعمل على حصارها وتفتيتها،ولكن صلابة وصمود حزب الله والمقاومة اللبنانية ومعها محور المقاومة الإيراني- السوري أفشل هذه المخططات،حيث لم تستطع اسرائيل أن تحقق هذا الهدف،ولتثبت تلك الحرب بأن الجيش الذي لا يقهر،قد قهر على أيدي أبطال حزب الله اللبناني،حيث استمر حزب الله في إطلاق الصواريخ على قلب دولة الإحتلال حتى اليوم الثالث والثلاثين،اليوم الأخير في الحرب،والذي قال فيه سماحة السيد حسن نصرالله حيفا وما بعد حيفا..وعندما وضعت الحرب أوزارها قال الرئيس السوري بشار الأسد مخاطباً ملوك ومشايخ النفط الخليجي على دورهم المخزي في تلك الحرب بأشباه الرجال.وليسقط المشروع الأمريكي وينتحر على أسوار وبوابات بيروت،واليوم بعد خمس سنوات من العدوان الكوني الواسع الذي شن على سوريا مغلفاً بالمذهبية والربيع العربي،والهادف الى نشر الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية،ونشر ثقافة القتل والدمار والتفتيت والتمزيق مجتمعياً ووطنياً بغرض خلق وانتاج مشروع سايكس - بيكو جديد يقوم على اساس تفكيك واعادة تركيب الجغرافيا العربية على اسس مذهبية وطائفية وثرواتية من أجل ضمان نفوذ ومصالح الحلف الأمري- صهيوني والغرب الإستعماري في المنطقة،وحماية منابع وخطوط امدادتها من النفط والغاز،وكذلك القضاء على أي إمكانية لحالة نهوض قومي او وحدة عربية مستقبلاً عبر تدمير وتحطيم المؤسسات العسكرية للدول العربية المركزية سوريا ومصر والعراق،نجد ان هذا المشروع يتحطم وينتحر على بوابات قلعة حلب،حلب هذا التي اختيرت من جل ان يكون اقتطاعها وضمها للحالمين بإحياء خلافتهم العثمانية – السلجوقية على حساب الدم والجغرافيا العربية،كمدخل لتدمير سوريا وتفتيتها وتمزيقها،ولهذا الغرض مع بدايات العام 2012 حصل اجتماع مهمّ جداً في «غرفة عمليات هاتاي» في تركيا حضره يومها كلٌّ من رئيس جهاز المخابرات الأميركية «سي أي آي» ورئيس جهاز المخابرات التركية ورئيس المخابرات السعودية ورئيس القسم الخارجي في المخابرات «الإسرائيلية» ورئيس جهاز المخابرات القطري وضابطان رفيعا المستوى من مركز عمليات الناتو قرّروا خلال اللقاء فصل حلب عن حضن الدولة السورية بأيّ ثمن كان وإعلانها إمارة مستقلة بمثابة مقدّمة لتفكيك الدولة السورية…!
كان هذا بمثابة قرار مخابراتي دولي بقيادة واشنطن هدفه إسقاط حكم الرئيس السوري المنتخَب وتدمير الدولة الوطنية السورية وتمزيقها الى دويلات…! إستقدمت الى سوريا كل المجموعات من إرهابيين وقتلة ولصوص وأفاكين والمتمسحين والمتسربلين بعباءة الدين،وقدم لها كل أنواع الدعم، أسلحة باحدث الأنواع،أموال بالمليارات،خبراء ومستشارين،دعم لوجستي ومخابراتي بلا حدود، والهدف واضح إسقاط سوريا،فسوريا هي الحلقة المركزية في المنطقة وفي المشروع العربي الإقليمي المقاوم،فسقوط سوريا يعني استباحة كاملة للمنطقة العربية وتحويلها الى منطقة نفوذ أمريكي لمئة سنة قادمة،بتحويلها الى دويلات وكيانات هشة تخضع للسيطرة الإسرائيلية، وتدار اقتصادياً من قبل المركز الرأسمالي العالمي في واشنطن،على ان يكون على رأسها "طرابيش" كحكام ينفذون الأوامر والتعليمات دون سيطرة فعلية على القرار.
كل دوائر المخابرات الأمريكية والغربية والصهيونية والعربية المؤتلفة معها من عربان مشيخات النفط وغيرها،ومعها أسطول من وسائل الإعلام تجندت في حرب شرسة ضد النظام السوري،وبأن هذا النظام باتت أيامه معدودة ،ولن يصمد اكثر من عدة أسابيع،وللزيادة الضغط على النظام للهروب أو الخروج من سوريا وتسليمها،جرى اغتيال جزء من القيادة السورية ،وقدمت الكثير من الإغراءات لقادة وضباط في الجيش السوري من أجل الإنشقاق والتمرد،ولكن كل هذه الحرب بأشكالها المختلفة والمتعددة،لن تفلح في دفع النظام لتغيير مواقفه او ثوابته،كما لم تنجح في شق وحدة الجيش السوري ولا الشعب السوري،وإن كان هناك من خدعته وضللته الشعارات المرفوعة عن سلمية ما يسمى ب" الثورة"،ولكن كل ذلك جعل حلف المقاومة ومحورها من طهران وحتى الضاحية الجنوبية،يدرك بأن أي نجاح لهذا المشروع المعادي،يعني نهاية محور المقاومة،ولذلك أعلنت بأن حلف المقاومة من طهران وحتى الضاحية الجنوبية واحد،وبمشاركة فعلية ومباشرة في التصدي للحرب العدوانية التي تشن عليها وعبر الساحة السورية.
الصمود الأسطوري للجيش العربي السوري وتلاحمه وتمترسه خلف قيادته بدعم وإسناد من قوى المقاومة،وتحقيقه للإنتصارات على العصابات التكفيرية والوهابية من "القاعدة" ومتفرعاتها من "داعش" و"النصرة" وغيرها من مئات التشكيلات الإرهابية،دفع بالقيادة الروسية التي باتت على يقين،بأن هزيمة سوريا تعني خسارتها لأخر مناطق نفوذها في المنطقة،وبأن هذه الهزيمة،تعني منعها من الوصول للبحر الأبيض المتوسط،وفرض حصار اقتصادي عليها،ناهيك عن تهديد امنها وإستقرارها عبر الجماعات الإرهابية العائدة الى الدول الواقعة على حدود روسيا طاجكستان،تركستان،وزرستان والشيشان وغيرها،وهذا جعل روسيا تعي حقيقة المخاطر على نفوذها ومصالحها وامنها وإستقرارها،لكي تقرر الدخول والمشاركة العسكرية في الحرب الدائرة على سوريا لجانب النظام السوري،تلك المشاركة وخاصة الجوية هي التي مكنت الجيش السوري من أن يلحق هزيمة مدوية بقوى الإرهاب والتطرف في حلب.
فكما إستطاع نصر تموز/2006،على يد حزب الله وقوى المقاومة اللبنانية بدعم وإسناد من سوريا وايران، قبر مشروع الشرق الأوسط الجديد،فإن النصر السوري في حلب بدعم وإسناد من محور المقاومة روسيا والصين وايران وحزب الله وكل القوى القومية العربية الشريفة،إستطاع ان يقبر مشروع تفتيت وتقسيم الجغرافيا العربية وإعادة تركيبها على أسس مذهبية وطائفية وثرواتية وإنتاج مشروع استعماري جديد في المنطقة.

القدس المحتلة – فلسطين
11/12/2016
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى التاسعة والعشرون لإنتفاضة الحجر
- ما بعد انتخابات مؤتمر فتح السابع.....؟؟
- مسلحو حلب,,...................إما الإحتثاث او الرحيل
- -الأسرى ومؤتمر المقاطعة-
- كاسترو زعيم بحجم ثورة
- احتراق العقل العربي
- قرارات وثيقة مؤتمر عشائر الخليل...العبرة في التنفيذ
- حلب للحسم العسكري...واليمن للحل السياسي
- القدس......الأقصى .... الإستهداف المستمر ؟؟؟
- فوز ترامب ...إنتصارُ لليمين فهل يتعظ العرب...؟؟
- مدرسة -الجيروسلم- مسح للهوية الوطنية الفلسطينية
- سُعار اسرائيلي بعد قرار -اليونسكو-
- القدس.......مشاريع تهويدية مستمرة
- في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم
- ستون عاماً على مذبحة كفر قاسم والدم الفلسطيني نزفه مستمراً
- المصالحة ....والدوران في الحلقة المفرغة
- مبادرة شلح .....برنامج وطني مكثف
- نهاية الحقبة السعودية في لبنان
- عن أزمة الغرفة التجارية.....ووقفية القدس
- المستثمرون في معركة الموصل


المزيد.....




- تطورات الحادث الجوي في واشنطن.. طائرة ركاب اصطدمت بمروحية عس ...
- مصادر لـCNN: اصطدام مروحية عسكرية بطائرة ركاب بالقرب من واشن ...
- فيديو استقبال محمد بن سلمان وأداء صلاة الميت على الأمير محمد ...
- كيف تتم عملية تبادل الرهائن في غزة؟
- اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب تحمل 60 شخصا بالقرب ...
- يكثر استهلاكه في المنطقة العربية.. الحليب الحيواني الأكثر فا ...
- إسرائيل: 11 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم هذا الأسب ...
- تصادم طائرة ركاب مع مروحية عسكرية قرب مطار ريغان بالعاصمة ال ...
- عاجل | رويترز: طائرة ركاب تابعة لخطوط جوية أميركية اصطدمت بط ...
- ترامب يستعد لإعلان قرار يهم طلاب الجامعات المتعاطفين مع حماس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ما بعد حيفا....ما بعد حلب