أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سامي فريدي - الامبريالية السعودية..ح9














المزيد.....


الامبريالية السعودية..ح9


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 5364 - 2016 / 12 / 7 - 13:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


سامي فريدي
الامبريالية السعودية..ح9

الدرس العراقي
لقد دام حكم البعث العراقي خمسة وثلاثين عاما، وكانت له حاشية حزبية وبيروقراطية تتعدى عشرة ملايين من كبار المستفيدين منه، وعندما تراجعت سطوة النظام وتراجعت أعطياته خلال سني الحصار، بدأت الحاشية الانتهازية تتقلص وتتحول إلى معارضة (-مدعومة ماليا)، جنت مكاسب مالية من الهبات الأمريكية والبريطانية والاقليمية من أعداء العراق. حاشية الحكم كانت أول المنهزمين والمتخاذلين والخونة، ومنهم خرج جيش العملاء المتهالكين على خدمة الحكم من بعده.
فالعقل السياسي العراقي، البعثي وغير البعثي، هو عقل شرقي اقطاعي الجذور والابعاد. والعقل الاقطاعي القبلي لا يصنع حضارة ولا يبني مجتمعا. انه مجرد سلطة مقترنة بأفراد، ينتهي بانتهائهم.
حمورابي ونبوخذ نصر وأشور بانيبال، لم يبنوا مجتمعا أو دولة مستمرة ولا حضارة، وانما بنوا سلطات عسكرية فردية انتهت دولهم وبلدانهم بانتهاء سلطاتهم وتفرق قوتهم.
فالدولة القوية مرتبطة بحاكم قوي أو ذكي، ولكنها لا تستمر عندما يليه حاكم ضعيف، مثل أبناء نبوخذ نصر مثلا، ولا يوجد مجلس حكم أو برلمان وطني يشرف على الحكم ويقوده اثناء الفراغ السياسي والعسكري[مثال: أثينا، روما/ بيزنطة]، ولا توجد عقلية سياسية تدعم السلطة والهيئات الاجتماعية ببرامج وطنية ومعاهدات تعاون وتبادل دولي.
والسؤال: ماذا تعلم العقل العربي مما حدث في العراق؟ بل هل تعلم العراقيون مما حصل في بلدهم عبر التاريخ حتى الآن؟.. وهل أفاد العرب من أحداث ما دعي بالربيع العربي، انتفاضات الشعوب وتهاوي الحكام والأنظمة وتكالب الانتهازيين والاسلام السياسي؟..
ما يوصف بالقدر والحظ، انما هو عدم التفكير والتغيير، والعجز عن الفهم والتعلم، وضعف أرادة الفعل وعنصر الخير الاجتماعي، والتسليم للغيب وتسلط الشذاذ وقطاع الطرق واللصوص. لذلك تكرر ما حصل في شرق أوربا في المحيط العربي. وما حدث في العراق تكرر في ليبيا وتونس ومصر واليمن وسوريا، وسوف يستمر ويتكرر، طالما استمرت نفس العقلية الاقطاعية والثقافة الغيبية الهروبية والانتهازية.
وفي المجتعات التي حرمت فرص التطور الاجتماعي المدني والحضاري، تعشش طبقات انتهازية عريضة، فاغرة فاها لكل فرصة سياسية أو تجارية رخيصة، تضمن لها مكاسب شخصية وفق نظام السمسرة والنفاق وتجارة الضمير.
ومع استمرار غياب عوامل الاستقرار المدني والأمن الاجتماعي والمعيشي، تزداد ضمانة نمو وازدهار فئات الانتهازية الاجتماعية والسياسية والدينية التي تتوسع بوضوح في فترات الضعف والانحطاط وغياب الدولة المدنية القوية. وهو الحاصل اليوم في عامة الشرق الأوسط، وكما حصل في أواخر الحكم العثماني.
*
لكن واقع الحال، الذي يكشف تكرار صدام لأخطاء عبد الناصر، يؤكد أيضا تكرار حكام السعودية والحالي منهم تحديدا، يكررون أخطاء عبد الناصر في اليمن، واخطاء صدام بالتدخل السعودي السافر في لبنان وسوريا.
وما زال العقل السياسي العربي – كما هو في الدين والثقافة والاجتماع- يقلد بعضه البعض، ويجتر اخطاء وممارسات الاسلاف، مركزا على العنف والاستبداد، سبيلا وحيدا للحياة والسلطة.
ان البلدان التي تتقدم، وتقود مجتمعاتها للامام، وتتحلى بمكانة لائقة في المجتمع الدولي، هي تلك التي لا تكرر اخطاءها ولا تجتر شعارات مستهلكة.
ان المؤشرات السياسية والاقتصادية التي تتضح للراصد لاوضاع المنطقة وموقف الحكم السعودي منها، يكشف عن مأزق حقيقي وشائك، ينحصر فيه بيت سعود، وإلى جانب افتقادهم شعبية الداخل والخارج؛ فالحكم الذي قام من أساسه على الدعم والحضانة الامريكية، لا يجد اليوم داعمة دولية واقليمية، بعد انصراف الاميركان والانجليز عنه، رفض مصر الوقوف مع السعودية عسكريا وسياسيا، في غزو بلدان اقليمية وتغيير حكوماتها بالتدخل العسكري – سوريا-، كما يتكرر في تصريحات وزير خارجية السعودية. وكأن السعودية تريد ان تقوم بنفسها، ما سبق قامت به الولايات المتحدة في غزو العراق وخلع حكومته. متناسية، ايضا، في حمأة العداء والخوف من جارتها – ايران-، ان عواقب غزو العراق عادات وبالا على حكومات البيت الابيض ودواننغ ستريت. ولم تكن عواقب الوضع السوري أقل وخامة على المنطقة والعالم، وستتخذ صورا جديدة، بعد انتخاب ترامب وانسحاب المعسكر الغربي من فكرة التدخلات العسكرية في البلدان الأخرى، مما يناقض مبادئ القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة.
وعندها، كما هو الان، تجد السعودية نفسها، لوحدها، امام التحالف الايراني الروسي والمقبول اقليميا في سوريا والعراق. وهذه اشارة النهاية السعودية، لما سبق انتهت اليه مصر والعراق. فالفقاعة لا تنتفخ، حتى تنفجر، وتمسي هباء...



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامبريالية السعودية..ح8
- الامبريالية السعودية.. ج7
- الامبريالية السعودية ح6
- الامبريالية السعودية.. ح5
- الامبريالية السعودية.. ح4
- الامبريالية السعودية.. ح3
- الامبريالية السعودية.. ح2
- الامبريالية السعودية.. ج1
- النفط.. الشيطان الثاني (2-2)
- النفط.. الشيطان الثاني (1-2)
- من الانكشارية البكتاشية الى الوهابية السعودية
- نمر النمر.. الحكم السعودي ينتحر!
- Organon
- أفلاطون ابن الإله..!
- سقراط نبيا!.
- التصوف
- المنفى هو الجسد..
- المنفى.. Exile
- من سرق الفردوس؟..
- ثلاثة في واحد


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سامي فريدي - الامبريالية السعودية..ح9