|
حوار صامت6
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 5363 - 2016 / 12 / 6 - 22:42
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ح6 سؤال _ بعيدا عن السياسة والفكر المعرفي ماذا نفهم من الدين أو ماذا نريد منه أو يريد لنا أن يقول؟ أنا _ أولا الدين فيما أرى ليس له غاية محددة يريد ان يصل لها أو يتجه نحوها تلقائيا حتى يمكننا أن نقول ماذا يريد أو ما هي الوجهة القادمة، الدين عبارة عن خطوط عامة إرشادية تماشي قدرة العقل على أن ينفعل بها زمانيا ومكانيا ليكون أفضل في مجال التفكر والتدبر وليس أكثر من ذلك، بمعنى أخر أن الدين أي دين كان ليس له غاية حتمية تنتهي بأنتهاء تحققها على الوجه الكامل، هذا لأن الإنسان أصلا بطبيعته ميال للحركة وميال لأكتشاف المعرفة حتى لو كانت خيالية ، هذا من جهة كونية الإنسان المتدين الذي يفهم قيمة ووجود الدين، أما من جهة أصل الفكرة فالدين الذي هو خطاب عاقل لعاقل لا يقف عند حد معين ليعجز عن الحركة فهو دائم الحركة مع دوام وجود الديان وأبديته المطلقة ، هذا يعني أن الأفكار المتعلقة بنهاية العالم بنهاية تطبيق الدين مجرد تخمينات وضعية لم يقل بشأنها الله شيئا مماثلا ولكنه أشار إلى حتمية أنتصار الإشاءة الربانية أخيرا وفشل الباطل في أن يرسخ تمرده على الحق. سؤال _ هل أعطينا القرآن الكريم كمسلمين حقه الواجب أو نجحنا في فهمه تماما؟ أنا _ مع الأسف الشديد أستطيع الجزم قولا أن أول ضحايا المسلمين هو القرآن الكريم، الكتاب الناطق الذي لم يستنطق، والسفر العميق والبحر الزاخر المليء بالجواهر العقلية والفكرية تعرض فقط للتصوير والزخرفة والحفظ والمباراة في ترتيله والأستماع لنغمات المنشدين، القرآن الكريم ليس مجموعة ترانيم حزينة ولا طرب للنفوس الأنيسة الهدف منه التنفيس عن إشكالياتنا الحياتية البسيطة، إنها أعظم رسالة من رسائل العاقل المطلق للإنسان العاقل النامي كي يفهم أن الوجود تجربة وفهم وبناء وفرصة لا تتكرر، فمن لا يفهم الكلام بهذا المعنى العميق والأصيل لا قيمة لحفظه وقراءته دون تدبر وتمعن وأمتحان. سؤال _ تقول إن أول الضحايا كتاب الله هل من توسيع بالمفهوم ومدى خطورة هذه الجريمة؟ أنا _ عندما يقول النص {أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} يعني بذلك أن القرآن الكريم أداة من أدوات الرقي القويم، الرقي الذي يجعل من المؤمن به على درجة عالية من الفهم المستقيم الذي لا يمكن أن ينافسه رقي أخر، بالنتيجة لا بد أن نفهم لماذا خص الله كتابه بهذه المنزلة؟ هذا السؤال الأول والسؤال الثاني هل حقيقة نقلنا القرآن للتي هي أقوم؟ الفشل كان فينا أم في القرآن؟ الأجابة المنصفة هي التي تحدد أمرين الأول أننا والقرآن في طريقين مختلفين، هو لم ينجح في هدايتنا ونحن لم ننجح في فهمه وتبني منطقه وبالتالي لا بد أن هناك إشكالية ما، النقطة الأخرى التي مع كل تمسكنا بالقرآن في الصورة التي نشاهدها ونعيشها يعني مع الفشل أننا في لم نحترم القرآن ونريد من حيث لا نعلم أن نحرف كلام الله أو على الأقل نجسد فشل مقولته هذه بأختيارنا طريقا أخر لا يهدي للتي هي أقوم، هذا جانب مهم من جوانب جريمتنا ضد القرآن الكريم وللكلام فيه تفاصيل أعمق. سؤال _ هل يعني الحال هذا أن نعود للقرآن مرة أخرى ليهدينا بعد أن أضلنا الكهنة ورجال المعبد؟ وهل يقبل هؤلاء بأن نصفهم بالمجرمين الذين فصلوا بين القرآن وبين الناس عندما وضعوا أنفسهم بوابة دخول وخروج بين الإثنين؟ أنا _ عندما يعود الوعي لوضعه الطبيعي ليس شرطا أن الجميع عليهم الرجوع للقرآن لإعادة ما فات، يكفي أن يتخصص البعض ممن يؤمن به على أنه طريق هداية وليس كتابا للخيرة والفأل أو لقراءة الفاتحة على أرواح الموتى أو سيفا بيد كهنة المعبد لنصرة السلطان أو خذلان فلان، عندها سيعود المجتمع بالنتيجة إلى رشده إلى صراط الله القويم، الخشية ليست في العودة الى كتاب الله وإنما الخشية أن يعود المجرمون إلى ذات اللعبة الكهنوتية ويمارسون التحريف التضليل باسم الله وتحريم المحلل وتحليل المحرم بقراءات أعتباطية ما أنزل الله بها من سلطان. سؤال _ في تحديد مركز جدا هل للدين صلة في نشوء ظاهرة ذكورية المجتمع أو بمعنى أصح هل ذكورية الرب والنبي والكتاب والنص في (تذكير العقيدة وتذكير الإيمان وتذكير العبادة) لذا فما يطرح من حس ذكوري في مفاهيم الدين يعود لهذه الذكورية. أنا _ عندما تكون اللغة أو ما يسميها النص الديني اللسان هو صيغة عن تفكير الأمة لا بد أن تنتقل ثقافة هذه اللغة للنص، تماما مثل ما تنتقل طريقة التعبير عن الأشياء حسب نمطية اللغة إلى عقلية الفرد باللا وعي الجمعي، اللسان العربي (الغير مبين) وعلى سبيل التنبيه فقط مثلا مازال يشتق جذر اللغة للتعبير عنه، ولو رجعنا إلى جذر اللغة وكيف كان العرب يتداولون المعنى ودلالاته الأصلية التي هي من اللغو أو من اللغي لوجدنا أن اللسان العربي المبين ذم هذا الجذر لأنه يشير من جهة أخرى إلى أن معنى اللغو لا يساير تماما مفهوم اللسان ولا يعبر عنه، إذا الذكورية التي جاءت وتولدت وأستوطنت المفاهيم الدينية ليست من أصل مرادات الدين بل هي نتيجة صب هذا الدين في وعاء شكله ذكوري وهو اللسان العربي. سؤال _ ولكن القرآن حرر اللسان العربي من الكثير من المظاهر التي سماها النص الديني باللحود، لماذا لم ينجح بتحريره من هذه الذكورية أذن؟ أنا _ صحيح أن الإسلام فرق بين اللسانين بناء على درجة البيان والتبيين ولكن في حدود ما هو ضروري للتفريق بين القصدية الربانية من النص والواقع المعرفي، ويبقى نظام اللغة هو نفس نمط المجتمع والمعبر بحق عن شكليته، فلو غير القرآن الكريم النظام الصوتي والدلالي للسلن العربي لأحتاج العرب إلى مترجم يبين لهم مقاصد النص ووجهته المعرفية، وهنا نكون أما ملاحظتين الأولى أنه خلافا للقاعدة الواردة في القرآن الكريم أن الله يبعث في كل أمة رسولا بلسانها تحديدا، والثانية أستحالة مع الوقت القصير للرسالة أن ينشأ في أمة لسان أخر يخالف ما أعتادوا عليه وما يتطلب ذلك من معطيات ومقدمات ووسائل ومسائل لتثبيت فهمهم أولا لمتطلبات اللسان ثم من خلال هذا يعبرون وينتقلون إلى فهم الرسالة والدين الجديد، وهذا التفكير فيه العبثية والخيالية أوضح من عين الشمس، المهم أن القرآن الكريم طور الفهم وطور الضروري مما يمكن أن يساهم في أشاعة فكر الدين الجديد الذي لم يعرف العرب من قبله دين أو عقيدة مستقلة.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ترانيم جدتي الجميلة
-
نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح1
-
حوار صامت5
-
الرب في بيت الجدة
-
قريبا من النقد ... قريبا من الحب
-
حوار صامت4
-
حوار صامت3
-
حوار صامت2
-
حوار صامت
-
صباحات جدتي وذكريات زمن جميل
-
غائية الدين ونهاية الإيمان
-
علي الندة الشاعر المتصوف الذي هجر العمامة للحب.ح1
-
معيارية الشرف بين الذاتي والجماعي
-
قانون الحشد الشعبي الحق الذي يراد به الباطل. ح1
-
قانون الحشد الشعبي الحق الذي يراد به الباطل. ح2
-
أنا في ذاكرة الرب
-
حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح16
-
حافية القديم وعارية
-
الطفولة العراقية وتحديات البقاء
-
الدين والتجربة وظاهرة الإيمان بالمقدس 2
المزيد.....
-
اكتشاف ثالث حالة إصابة بجدري القردة في بريطانيا خلال أقل من
...
-
حضور روسي مميز بمعرض ليبيا للأغذية
-
ترامب يتحدث عن -مشاورات جادة- لإنهاء الحرب بأوكرانيا
-
حسان دياب يكشف خفايا مهمة عن انفجار مرفأ بيروت
-
تحالف دجلة والفرات.. أفكار كاراكوتش تعود للواجهة
-
الشركات الأهلية حلقة من حلقات البناء القاعدي الشعبوي
-
بوعز.. تفاصيل جديدة عن الإيراني الذي اصطاد جنديين إسرائيليين
...
-
تبادل إطلاق نار في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا
-
-حماس- تصدر بيانا بشأن فلسطينيين تتوقع الإفراج عنهم مقابل 3
...
-
عمدة مدينة اسطنبول أمام القضاء وسط هتافات المؤيدين ودعوات لا
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|