أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - سنده عيدي ... سوش خيدي ... سلوس فيدي*














المزيد.....


سنده عيدي ... سوش خيدي ... سلوس فيدي*


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5363 - 2016 / 12 / 6 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدلا من بناء دولة المواطنة للعبور بالوطن الى شاطيء الأمان لرسم مستقبل أبهى وأجمل لأجيالنا القادمة، وبدلا من العمل على إقرار قوانين تحترم الوطن والمواطن وتخرج بلادنا من دوّامة العبث والموت والضياع اليومي. أعادت المؤسسة الدينية المتخلّفة ممثّلة بالأحزاب الدينية المهيمنة على المشهد السياسي الحياة لعقد زواجها الكاثوليكي مع أسوأ مؤسسة متخلفة عرفتها البشرية على مرّعصورها تلك التي تجاوزتها بلدان كثيرة، أي المؤسسة العشائرية، من خلال قانون برلماني بإسم "مجلس قبائل وعشائر العراق" .

أنّ تاريخ العشائر العراقية وعلى الأقّل منذ حقبة سلطة البعث الثانية ولليوم هو تاريخ أسود ومشبوه وإجرامي، فهذه العشائر ممثّلة بشيوخها ورثة الإقطاعيين السابقين جلّادي بسطاء الفلاحين وسارقي قوتهم والمتحالفين على الدوام مع المؤسسة الدينية. كانوا عملاء للبعث وأدلّاء أذلّاء له وهم يسلّمون أبناء عشائرهم الفارّين من جبهات الموت لأجهزته الأمنيّة ليتم إعدامهم. وشيوخ العشائر اليوم هم أولئك الخانعين الذين نفاهم الطاغية صدام حسين الى الرمادي بدايات سبعينيات القرن الماضي ليقيموا فيها أقامة إلزامية دون أن ينبسوا ببنت شفة. ليعودوا بعدها بأمر منه محمّلين بهداياه على ان يكونوا جواسيس له ولنظامه ضد أبنائهم ونفّذوا تلك المهمة بنجاح منقطع النظير.

الاحزاب الدينية المتحالفة اليوم مع المؤسسة العشائرية وريثة البعث بأسوأ أشكاله فأنها ولكي تستمر بالحياة أعادت هذه المؤسسة المسخ الى الحياة بشكل رسمي وقانوني ، كما شرعنت العصابات بشكل رسمي وقانوني بالأمس. أنّ هذا القانون هو وجه آخر للفساد وسرقة المال العام الذي تتفنن المؤسسة الدينية والاحزاب الدينية بأيجاد السبل الجديدة منها كل يوم لنهب ثروات الفقراء ومنهم أبناء هذه العشائر. والأهم في هذا القانون هو أن تكون العشائر المسلّحة هذه هي الظهير والعمق لهذه الاحزاب في السلم والحرب، والمدافعة عن ساسة الفساد الذين يستنجدون بعشائرهم كلّما واجهت أحدهم مشكلة ما مع سياسي آخر، وقد لاحظنا ذلك عندما إستنجدت "حنان الفتلاوي" بعشيرتها بعد أن أتّهمها "ابو گلل" من أنّها إنبطاحية!

بعيدا عن السياسة وقريبا من الأدب الساخر الذي أبدع فيه الراحل "شمران الياسري – أبو گاطع" في الجزء الرابع من روايته "فلوس حميّد"، نستطيع أن نتعرف على طرق وأساليب غاية في الدناءة وتدل على نفسية وضيعة لرجال الدين وهم يستغلّون بساطة الريفي من ابناء العشائر لسرقتهم. وهذا ما يفعلونه اليوم أيضا على الرغم من نهبهم ومعهم أشباه الرجال من الأحزاب الاسلامية لمئات مليارات الدولارات من ثروات شعبنا.

في تلك الرواية عرف معممّين أحدهما سيّد "حسن الكربلائي" والشيخ "محمد رضا" أنّ "صالح ابو البينه" رجل العشيرة البسيط قد باع "حلاله" ويملك اليوم مالا وفيرا، ولأنّهما ظلّ الله على أرضه فلهما حصّة من هذا المال وإن كان على حساب بؤس وجوع فقراء الناس. فتوجها الى حيث يقيم خارج الديرة، وما أن شاهدهما "ابو البينه" (حتّى أنكبّ على قدم السيد بعد تقبيل يديه وأنتحب باكيا من فرط التأثر) ليقول الشيخ محمد رضا بلغة الموامنة "سوش خيدي سداس ميدي" أي "خوش مداس"، ليجيبه السيد الكربلائي "سنده عيدي ... سوش خيدي ... سلوس فيدي" أي "عنده خوش فلوس".

بهذا القانون تقود الأحزاب الإسلامية ومن ورائها المؤسسة الدينية الراعية لها العراق الى الحضيض، بعد أن تمنح ما يسمّى برؤساء العشائر والقبائل والأفخاذ صلاحيات واسعة لدفع البسطاء من أبناء عشائرهم لإنتخاب هذه الأحزاب في كل إنتخابات من جهة، ولتحل المؤسسة العشائرية وقوانينها الرجعية المتخلفة محل القانون في بلد يقوده تحالف إسمه "دولة القانون !!!!"، ولينهب زعماء العشائر أبناء العشائر البسطاء والفقراء لصالح هذه الاحزاب الدينية.

"ساح ريدي. سحط إيدي.سلاو كيدي. سراسه بيدي" أي "راح أحط كلاو براسه"...

من أين نأتي بأبي گاطع اليوم لنقول له أنّ المؤسسة الدينية والإقطاعيين الجدد من الاحزاب الإسلامية "حطو كلاو بروس شعبنا".

نحن بإنتظار أن يسنّ البرلمان العراقي"قانون الحسينيات والجوامع" .... حتّى تكتمل السبحة.



* عنوان المقالة من حوار في رباعية أبو گاطع – فلوس حميّد.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم هدى عمّاش لدينا في العراق الإسلامي!!؟؟
- -البرلمان العراقي- يشرعن المافيا قانونيا
- أبو كرتونه.. أبو الخضرة .. أبو الصمون
- دار .. داران .. ثلاثة نواب
- نه غزّه نه لبنان جانم فداي إيران
- إنني أهنيء المرجعية وعلى رأسها السيستاني
- السلطان العثماني المتعجرف يهين الوالي الصفوي
- الأمام الحسين -ع- وأنا
- أي حزب شيوعي نريد؟ على أبواب المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي ال ...
- حزب الدعوة وإغتيال سانت ليغو
- رسالة الى الإمام علي بن أبي طالب -ع-
- تصريحات الميليشيات أصدق أنباء من -العملية السياسية-
- الإسلاميون فاسدون وأشقيائية وقچغچية *
- ملفات فساد العبيدي ... زوبعة في فنجان
- ايران تذلّ شعبنا وتهين وطننا
- الله أكبر
- هل سيفعلها السيستاني؟
- الى رائحة الشواء في كرّادة الشهداء
- القمامة أطهر من البرلمان العراقي
- إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون ... أيخون إنسان بلاده؟ ( ...


المزيد.....




- إسرائيل تجري مشاورة أمنية لاستئناف الحرب على غزة وترامب واثق ...
- هجوم أوكراني بـ49 مسيرة على روسيا يشعل النار في مصفاة نفط فو ...
- -نفعل الكثير من أجلهم وسيفعلون ذلك-.. ترامب أكيد من قبول عما ...
- إتمام ثالث عملية تبادل بين حماس وإسرائيل في إطار الهدنة
- الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على أهداف لـ-حزب الله- في الب ...
- بعد تهديد ترامب.. الصين تؤكد تمسكها بشراكة -بريكس-
- وزير الخارجية المصري يتوجه إلى لبنان
- الرئيس اللبناني يوجه قائد الجيش بتفقد الجنوب
- ترامب يهاجم صحفية بعد -سؤال غير ذكي- عن تحطم طائرة واشنطن (ف ...
- زاخاروفا: 90% من وسائل الإعلام الأوكرانية تعيش على المنح الأ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - سنده عيدي ... سوش خيدي ... سلوس فيدي*