|
الدولتين بين الاحتمال والمستحيل ، مخرجات مؤتمر فتح من السادس إلى السابع
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5363 - 2016 / 12 / 6 - 09:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حل الدولتين بين الاحتمال والمستحيل ، مخرجات مؤتمر فتح من السادس إلى السابع .
مروان صباح / منذ أن ذهب الفلسطنيون والإسرائيليون إلى حل الدوليتين ، كانت ومازالت شغل إسرائيل الشاغل محاولة هدم الفكرة ، وبالرغم من قبول الفلسطينين ، بجزء صغير من مجمل أرض فلسطين الكبرى ، استمرت دولة الاحتلال ، بفرض أمر واقع ، تطور لاحقاً ، إلى مشاحنات سياسية ومن ثم انتهت باشتباكات مختلفة ، ابتدأت من هبة النفق وتوسعت ، لاحقاً ، إلى انتفاضة مسلحة ، أدت إلى اغتيال ياسر عرفات ومجموعة من القيادات الفلسطينية ، jكان قد سبق الاشتباك الأخير ، مفاوضات الحل النهائي برعاية بيل كلينتون شخصياً ، لكنها أسفرت تماماً كما أسفرت مفاوضات طابا بالفشل ، حيث كان الإصرار الإسرائيلي ، دائماً وفي أي مفاوضات ، عدم الاعتراف أخلاقياً وقانونياً عن مسألة اللاجئين وطالب تكراراً ومراراً من الجانب الفلسطيني بإعترافه ، بحقوق اليهود التاريخية في الأقصى والقدس الشرقية ، وبعد قرار تغيب عرفات عن الساحة السياسة ، تولى قيادة الحركة والمنظمة الرئيس أبو مازن ، من هذه اللحظة ، كان هناك سِباق خفي بين الطرفين ، الإسرائيلي وابومازن ، وهنا تُفسر لنا الأيام تباعاً ، بأن المؤسسة الإسرائيلية كانت على علم واسع بشخص الرجل ، كيف يفكّر وطريقة عمله وماذا ممكن أن يحدث للسياسة الفلسطينية ، حيث ، ينطلق من قناعة ،هي ، لديه قاعدة ثابتة ، بأن فكرة الدولتين تحظى باجماع دولي ، اولاً ، وشعبي إسرائيلي ، ثانياً ، وهذا الاجماع نابع روبما ، من شعور الخذلان المتكرر ، الذي تعرض له ، الفلسطيني في العصر الحديث ، فلم يعد ممكن التهرب منه .
سارعت إسرائيل بدعم من إدارة بوش إلى تنفيذ مشروع ارباك وخلط الساحة الفلسطينية ، تريد من ذلك ، اعاقة برنامج الرئيس الفلسطيني الجديد ، فلجأت عبر المجتمع الدولي وبجهوده إلى دفع السلطة ، وعلى عجل ، إجراء انتخابات تشريعية ، وهي تعلم جيداً ، بأن حركة فتح ، آنذاك ، كان المزاج الشعبي لا يصب في صالحها ، حتى انصارها ، كانوا قد عقدوا العزم على محاسبة الحركة على سلوك أفرادها ، بالبطع ، نتيجة جملة ممارسات غربية على السلوك العام للحركة ، حيث ، انتشرت حالات غربية الأطور ، وهذا ، قد اشارت له نتائج الانتخابات البلدية ، التى سبقت انتخابات التشريعية ، عندما فازت حركة حماس بأغلبية المقاعد ، على الأخص ، في المحافظات الكبرى ، وهنا ، ترتب على انتخاب حماس وتكليفها لاحقاً بتشكيل الحكومة ، عقاب جماعي ، أوقفت إسرائيل أموال السلطة بحجة ترؤس حماس للحكومة ، وحرصت تل ابيب وواشنطن بعدم إعطاء حكومة حماس الفرصة كي تتولى الحكم ، واشتغلت على إسقاط حكومة حماس بالعنف ، فلجأت الولايات المتحدة إلى دعم مجموعات غير اكفاء لقوة حماس ، على الرغم من علمها الاستخباراتي ، حجم تسليح وإمكانية القسام العسكرية ، كانت محطة الجزيرة في وقت سابق ، لها الأسبقية في كشف قدرات حماس القتالية وحجم السلاح التى تمتلكه ، من خلال برنامج خاص متلفز ، تم عرضه على شاشتها ، هنا لا تخفي إسرائيل عن نواياها ، عندما ارادت خلق معركة في ظاهرها سياسية بين الفلسطينين ، وتطويرها إلى قتال إثني ، لكن ، بصراحة كان الشعب يحمل في عمقه ، وعي ، لم يستسيغ الفكرة أو لم يتجرأ خوض التجربة ، وهذا بالفعل ، جعل فكرة الاقتتال تتبخر وتُطوى مع فشل ذريع للفكرة ، وبالرغم من ارتداد نتائجها ، لم ينتبه دحلان ، للخلاصة الساطعة ، بل ، استمر في بناء فكرة مشروعه القيادي ، على مسوغات الانقسام والوعيد لحركة حماس بالقتال ، فانقسمت الحركة وانقسم المجتمع الفلسطيني ، دون أن يلتفت لتاريخ عرفات الطويل ، وكيفية اكتساب شرعيته الوطنية والحركية ، عندما حافظ على الوحدة الوطنية والتنظيم .
سمحت خارطة الطريق ، للرئيس عباس إعادة هيكلة المؤسسات ، الرئاسة والوزارت والأجهزة الأمنية ، خلال مدة قليلة ، شعر المواطن بتغير جذري في السلوك العام ، انتهى الفلتان الأمني وانتهى معه التشبيح ، وأحدث الرجل في الدبلوماسية الدولية ، خطاب سياسي جديد ، يهتم بالمجتمع الدولي ويحاكي ، مواطن دولة الاحتلال ، لكن ، إسرائيل افشلت كالعادة خارطة الطريق ، ووضعت تحفظات وشروط ، وتنصلت من أي التزام وصعدت برنامجها الاستيطاني وسعت وتسعى في المقابل إلى تقسيم الضفة الغربية إلى كانتونات وعينها على تغيرات جوهرية في القدس والاقصى ، فالتجربة مع الإسرائليين تشير معطياتها بالكابوسية ، حتى ، لو كان العالم مُجمع على حل دولتين ، هذا لا يعني الكثير ، لأنه ، اجمع العالم في الماضي على خارطة الطريق وقبلها اتفاق اسلو ، لكنه اظهر أثناء التطبيق ، رياء قاتل في اصطفافه ، مع رغبات إسرائيل التنصلية .
الانقسام كان المساند الأهم لإسرائيل في وضع فكرة الدولة على الرف ، وهم يسعون الآن ، بالقوة ، إلى نقل الفكرة من بعيدة الاحتمال إلى مستحلية ، وقد تكون حركة فتح ، صاحبة مشروع الدولة ، تعيش أزمة حقيقية ، استطاع الاحتلال تجفيف الحركة من قيادتها ، مفكرين وسياسين وعسكريين ، ولم يتبقى في واقع الحركة ، في صفها الأول والتاريخي ، سوى الرئيس أبو مازن وأبو اللطف وأبو الأديب وأبو ماهر ، وهي تراهن في المستقبل ، علَى خلو الحركة من هذا الطراز والنوعي من الأشخاص ، من أجل طوي فكرة الدولة ، بالكامل ، وإعادة تحجيم الدولة إلى داخل حدود قطاع غزة ، ولنا نحن العرب في اتفاقية كامب ديفيد ، المصرية الإسرائيلية ، عام 1978 ، المثل الأكبر ، فإسرائيل نفذت الجانب الأول منها ، وجمدت الثّاني ، وهكذا، تصنع من جديد مع الفلسطينين ، تُنفذ الشق الأول مِنْ إتفاق اسلو وتركن الشق الثاني، إلى أن تتحول الفكرة ، مع الزمن ، من بعيدة الاحتمال إلى مستحيلة ، لهذا ، يقع على عاتق الحركة ، مسؤولية تاريخية ، المحافظة على فكرة الدولة والإستمرار حتى تحقيقها ، لكن ما يثير قلق المرء ، هو ، ما جرى منذ انعقاد مؤتمر السادس في بيت لحم ، من جمود في مجلسها الثوري ولجنتها المركزية ، تحتاج الحركة بالفعل إلى وقفة ومراجعة ذاتية ، والبحث عن آليات جديدة ، قادرة على تفعيل المقاومة الشعبية ، للوصل بها إلى المستوى المقبول ، التى من المفترض بدورها ، تشكل حالة ضاغطة على الاحتلال وتساند الجهد السياسي ، وهنا يجد المرء أيضاً ، أن الفارق بين الحراك السياسي والميدان ، شاسع ، فهل مخرجات الموتمر السابع ، ستقلل هذا الفارق ، روبما . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مائة عام من الفشل والافشال ، جغرافيا مسموح استباحتها .
-
استبدال قطرة النفط بحبة الذرة ، انتقال من مرحلة الاستخراج وا
...
-
فرز محور الشر ، بين نوايا الأمريكية الحسنة والنوايا السيئة.
-
لبنان على حاله ، رئيس الجمهورية والحكومة ، خيبة اللبنانيين و
...
-
أمة المال والاقتصاد ، نقص في البشر وفائض في المال
-
عودة بوتين من برلين للثأر من واشنطن
-
مصير الرأسمالية والليبراليين مقابل اشباه الرأسمالية ومصائرهم
...
-
روسيا تقف على عتبة إعادة المشروع النهضوي ، دون بطاقة مرور .
-
ثنائية عرفات ودرويش
-
الدولة الوطنية ، أمام تحديات المشاريع الإقليمية والدولية
-
تحديات الدولة الوطنية أمام مشاريع إقليمية ودولية
-
محمد علي كلاي ، من رياضي القرن إلى تلميذ في المدرسة الأشعرية
...
-
حرب حزيران 1967 م كانت فاصلة وتعتبر بمثابة معركة اجنادين ..
-
الملك عبدالله الثاني يطرق باب البيروقراطية الأردنية ..
-
القاسم المشترك بين المسلمين الموريكسيين واليهود السيفارديم ،
...
-
غزو فكري مكمل للغزو العسكري والانتصار للتكنولوجيا ، مقابل ،
...
-
لم يعد النفط صالح للتهديد ، لكن هناك أسلحة آخرى بديلة
-
احذروا من اتحاد مصالح العرب ...
-
مرحلة تمكين إسرائيل إقليمياً ،، وفلسطين انتقلت من المقدس الي
...
-
هجرتان سببهم الفقر والقتل ،، تشابه في العقلية واختلاف في الأ
...
المزيد.....
-
أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
-
إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا
...
-
إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات
...
-
المحكمة الإدارية الفرنسية تؤكد صحة قرار الجزائر في قضية المؤ
...
-
عباس يرسل برقية للسيسي بشأن تهجير الفلسطينيين.. ماذا فيها؟
-
إدانة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق بوب مينينديز بالسجن 11
...
-
باكستاني يقتل ابنته لنشرها فيديوهات على -تيك توك-
-
طبيب نفسي: يوجد في سوريا من 1 إلى 3 ملايين مريض نفسي
-
الولايات المتحدة: أوامر بترحيل المئات من مواطني الدول المغار
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|