كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 5362 - 2016 / 12 / 5 - 18:41
المحور:
الادب والفن
مثلك لا يأبه
مثلك لا يأبه
من هبوب أحاسيس
ولا من خمود مشاعر
في ضيق صدرك
كدوامة محط إعصار
وضع راهن
من الضغط على زناد
العنت المتواصل
-
وغيرك لا يرعوي
والآخرين غير معنيين
بما يدور في خلدك
من زوابع هامدة
*
وما ذنبنا .. إذا كنت لا تدري شيئاً
عن وسامة القطاف
لشغاف قلبك
في لثمات الضم
وعض الأسنان
على فغرة القبل
*
أو أن تلقي بيديك
ممتعضاً
كما لو أنه فت من عضدك
*
وتترنح خائراً في الجلوس
على كرسي مخادع
أو اتكاءه صادمة
من التقلقل
وأنت تتفحص صلابة عودك
في كل دخول بالحائط
وتنتفخ بالزهو
وعند خروجك سليم
من وراء جدار
رعونة خيبتك
-
مثل تحفظ أناتك
لتتيقن من أن سحرك طاغ
ووسامتك المتصدية
لتجميع شكلك التعس
تحت مطرقة
ما صنع الحداد
وتطلي هيئتك
بأزياء المخالفة
وبلبس أردية الانفلات
ومع حفظ ألقاب السمات البارزة
والذي لا يستطيع
أن يرمم كل الإشكالات التافهة
لتثبتها واقفة
أمام محط أنظارك
وعن كل ما يرتد
عن شدة حذرك
من طأطأة نفوس
ومواربة أنظار
وكأن الغياب واقف
وعلى وشك نفاذ صبرك
-
وعندما تنهض الأوهام
في مسك قيادك
وفي نبش مثير للغبار
قيد منازلتك
في فيافي أخذ الحيطة والحذر
وبكل خيار
معروض علانية
لفل قواك
وأنت تلقي بكل خلجات
السقطات غير المدركة ~
عما تفعل أوزارها
من وراء مدى لااحتمالك
-
وتطب موهناً
كظلال محتدة
من إقلاق راحة نفسك
و الهوان يدركك
والهواجس تنبح مسعورة
لتبعدك عن كل
نيل وطر
-
لتظهر للعيان كل ما ضمرت في خلدك
من وساوس خيالات مارقة
لتردك على أعقابك
كهزيمة كاملة
لإقلاق راحة تامة
-
أم أنت ما نزال بأمس الحاجة
لتنظيف الذاكرة المنهوبة
من العناء القهري
وبتنقيتها من حدة طبع
مواقف حرجة
و حالات مربكة
و من عضات ندم
وعقصات شكوك
ومن كل ما يعمل
على تجهم الأسارير
في تلبد سحنتك
-
ودون أن تدري
تعاني
من فقد الأمل المفاجئ
ومن ضياع رشد الرجاء المتوقف
في حلق الرغبة
ومن سوء التصدي
كدون كيشوته
وقد وجد الفارس الأخير
مدحوراً مثله
يبحث عن طواحين الهراء
وقد سقط للتو
من على صهوة حصانه
دون أن يطعن
بضربة سيف واحدة
آخر الفرسان المتخلين
عن المبارزة
لزناد بندقية
تلقي بالخصم من بعيد
دون أي مداهمة تذكر
-
والصراع الدامي متواصل
والمبارزة متوقفة
على سرعة الكوبوي
في شد الزناد
ليردي خصومه
دون نزاع يذكر
-
والسابلة تمضي
مسلوبة الإرادة
وعلى وشك الانفجار القهري
خوفاً من إصابة قاتلة
لرصاصة طائشة
تنحر القلب
كمال تاجا
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟