|
حول فلسفة الحب والمحبة
حارث زهير الحكاك
الحوار المتمدن-العدد: 5362 - 2016 / 12 / 5 - 14:16
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
حـــــول فلسفـــــة الحــــب والمحبـــــة كيف نعرف الحب؟ هل هو الحلم أم الصراحة، وبهذا أعني أن على الفرد أن يميز بين هذين التعريفين، خصوصا بعد مرور فترة من الزمن بينه وبين الطرف الآخر وبدون حواجز. ألمشكل في هذه المسألة هو ما يحصل من غرابة ، وبدون علم النفس، وذلك بذبول صراحة الحب، وأستبدالها بمجموعة من المحاولات الإرادية تجعل الفرد ، وبقدرة قابعة في نفسيته، يتساءل هل أنه تعرف على الحب فعلا؟ ومن أين تعلم أنه هذا هو الحب؟ هل كان ذلك التعلم من العائلة؟ أم من تفاعل ما ينسكب على عقليته من الإعلام مع ما تعلمه من العائلة؟. يصل السائل هنا إلى أحتيال كبير وغريب، فالنفس بطبيعتها محبة، ولكن من هناك الذي يحب النفس في البداية، كمسرح للحدث أو كأصل لفعل المحبة؟ هناك الكثير من الذين يدعون أنهم قادرين على الحكم في هذه الحالة العصبية، التي لا مفر منها، لأنها تملك نوعية من تركيب النفس التي تجبر الجميع على الإحساس بنطاقها الأبدي الذي هو موجود حتى في الموت. إن الفكرة التي تنص على أن الحب قد جاء أو ظهر إلى العالم من مكان آخر، وإن العالم قد مضى في دوران طويل أدى إلى نوعية من الوعي أسمها العقل، هي فكرة تصويرية تحاول جاهدة لنبض معنى الحب وكينونته، مثل ما يطلب الإنسان فائدة فردية وأجتماعية. فإن الإضطراب الإنساني، فكريا وشعوريا، في تعريف الذي يقع (بالحب أو الكره) ما هو إلا أنشداد عصبي يسير نحو الطبيعة، وبهذا أعني لاشيء أكثر من شيء، لأن الحب هو عبارة عن تردد من النفس الكبرى في كل شيء واعي بلا تفضيل، ولا يحتاج المرء أن يطلب من أعصابه أن تنشد بأي حال، مهما كان سبيل الحاجة إلى ذلك، وهذا يعني أن بعد كمية من المحاولات تتكون الشخصية، التي يزاملها أحباطها الحميم. وهذا قد قاد تفكير الإنسان في مسارات الحياة المختلفة، والتي تتطلب علما بعد علم، حتى تنتمي إلى جميع الأدوار الإجتماعية، والتي هي مرتكزة على ما يدعى بالإنسانية. ولكن هذه الإنسانية في حالة غفوة ساذجة توقع الفرد بدوامة الإنتماء الغير مفيد بأعين المتحضرين، ومنها دوامة الغرابة التي تلد منها المشاكل النفسية والعقلية. إن محاولات المحب عندما ينتبه بأن كل من هناك هو أنت أو أنتِ (المحب أو المُحبة)، يصحو المحب إلى حالة وجود تساؤل خفي (من معي؟)، وكأنها من واقع إلى ما قبل ما كان هناك أي حلم أو نوم أو أي شعور. فمثلا عندما يعطي رجل وردة حمراء إلى حبيبته (أو بالعكس)، أو عندما يعطي رجل وردة إلى أبنته، أو تعطي الأبنة إلى أبيها، فإن ما يحدث هنا هو تبادل حيوي طبيعي ليس له تسبب، وهذا يعني هو عبارة عن تعبير عن طاقة كامنة فيها يعيش الكون كله لحظات الوعي الصحيح، والتي هي مبعثرة لمشاعر النفس في نفس الوقت، حيث أن كل لحظة من هذه اللحظات الجميلة تعيش نفسها لأنها ليست متكونة من لغة معينة. فكيف وصل أي من الناس إلى هنا؟ وإن لم يكن هذا حاصل قبل، كيف بأستطاعتي أن أبقى في حالة عدم أزدواج؟ الجواب هنا سهل جدا: إن مبدأ هروب النفس من أي مكان خيالي مثل الدعاء والتمني والإيمان، يُكون الحياة بتجزئة عدم توافق النفس ما دام الشعور بالزمن متواجد، ولكن هذه التجزئة هي سايكولوجية (نفسية) غير معرفة، تصور أن الكون يدور وراء نفسه، ثم يجد أنه ليس الكون! أو إن كان هناك سقوط، هذه حقيقة كاذبة لأنها لا تحتوي على ما تستطيع أن تسقط عليه أو منه شعوريا. تعود أنطباقات المعاني العصبية إلى ولادتها مثل فراغ التفكير إلى آخر بدايةٍ وجدت. ما نعني بأي فكرة يساوي كل شيء وكل تجربة، أي قابلية تصبيح اللمس، وبهذا تكون النفس ملموسة برقة قوية مثل ظهر وصول رسالة سر اللاولادة، والذي هو أكثر محب، لأنك إن لم تفرق من أين أنت هذا يعني لم يأت أي تفصيل من قبل، ولن يستطيع أن يأتي إلا إذا لم تكون أنت وهذا من أصل أول قانون ينبيء للحيرة الحيالة، إن كانت هناك حيوية واعية، فبلا شك أن هناك أيضا حيوية غير واعية، ونعني بذلك أن الذي يحس بوجود نفسه يكون مهيء لخياله بسبب أضطراب عقيم. حارث زهير الحكاك / نيوزلندة
#حارث_زهير_الحكاك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلم والإتصال الروحي
-
الأديان والأنانية
-
الفرد والمجتمع (نظرة فلسفية)
المزيد.....
-
-أرض العجائب الشتوية-.. قرية ساحرة مصنوعة من كعكة الزنجبيل س
...
-
فيديو يظهر ضباط شرطة يجثون فوق فتاة ويضربونها في الشارع بأمر
...
-
الخارجية اليمنية: نعتزم إعادة فتح سفارتنا في دمشق
-
تصفية سائق هارب اقتحم مركزا تجاريا في تكساس (فيديو)
-
مقتل 4 أشخاص بحادث تحطم مروحية تابعة لوزارة الصحة التركية جن
...
-
-فيلت أم زونتاغ-: الاتحاد الأوروبي يخطط لتبنّي حزمة العقوبات
...
-
مقتل عنصر أمن فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بإطلاق للنار في جني
...
-
بعد وصفه ضرباتها بـ-الوحشية-... إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب
...
-
أكاديمي إسرائيلي: بلدنا متغطرس لا تضاهيه إلا أثينا القديمة
-
كيف احتمى نازحون بجبل مرة في دارفور؟
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|