أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود محمد - حزب الله ثقافة الموت واللون الأسود















المزيد.....

حزب الله ثقافة الموت واللون الأسود


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5362 - 2016 / 12 / 5 - 09:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتبر الشباب المحرك الفكري والجسدي الأول لكل المجتمعات. ويشكلون قلبه النابض، وأمله بالتغيير، ومعياره الذي ينطق بتقدمه او تخلّفه. ففي الدول العربيّة التي شهدت ثورات وحراكات شعبية، كان الشباب عموماً، والشباب الجامعي خصوصاً، في طليعة المطالبين والمندفعين، حيث شكلت الفضاءات الجامعية ساحةً وأرضاً خصبةً للحشد للقضايا المطروحة. وتحولت الجامعات الى المحرك الأول للثورة والتغيير. ففي اليمن، استطاع طلاب جامعة صنعاء كسر الحواجز والصمت، كذلك فعلت جامعة القاهرة، وجامعة حلب. اما الجامعات في لبنان، فعانت في السنوات الأخيرة من غياب شبه تام للحركات الطلابية، تعود أسبابه لعدة عوامل، لعلّ أبرزها الاصطفافات السياسية والطائفية الحادّة، والتي تعكس بدورها حال الشارع اللبناني بأكمله.
هذا الغياب، للأسف، جاء بعد حركة طلابية تعد من أبرز واقوى الحركات في السّنوات الخمسين الماضية، استطاع فيها الشباب اللبناني الجامعي انتزاع حقوقه من السلطات، ونشر موجات احتجاجية معيشية وعمالية امتدت لسنوات طويلة، قبل ان تشرذمها الاختلافات السياسية حول القضايا المطروحة انذاك بما فيها الانحراف نحو الاصطفافات الطائفية والمذهبية على قاعدة الحرب الأهلية وإفرازاتها على حساب الاصطفافات الوطنية. في ظل ما سبق برز حدث مهم يُبين مدى عقم الحالة التي وصلت اليها الجامعة اللبنانية، وهي انعكاس للحالة التي وصل اليها البلد تحت سيطرة حزب الله الذي يحاول ان يفرض سلطته في البلد على كل المرافق ومنها الجامعة اللبنانية التي يسيطر فيها الحزب على عدة مجالس طلابية لفروع تلك الجامعة في الحدث التي تتبع امنياً لسلطة حزب الله حيث أقدمت قبل عدة ايام " التعبئة الطالبية" التابعة لميليشيات "حزب الله" على منع بث أغاني المطربة فيروز، في حرم كلية الهندسة في مجمع الجامعة اللبنانية الواقع في منطقة الحدث قرب العاصمة بيروت، وجاء ذلك بعد أيام قليلة فقط على احتفال لبنان بعيد ميلاد "سفيرته إلى النجوم" الحادي والثمانين.
وقالت عدة وسائل إعلام إن أعضاء "التعبئة الطالبية" في "حزب الله" منعوا مجموعة من الطلاب من إحياء ذكرى وفاة زميل لهم بعد أن أدركوا أن الحفل سيتخلله بث أغاني لفيروز ومطربين آخرين كان يحبها المغفور له وكان مدير كلية الهندسة " قد أعطى الطلاب الإذن بأن يحيوا ذكرى ميلاد" زميلهم الراحل، وذلك "على وقع أغاني فيروز" في الساحة خارج قاعة الدارسة.
لكن أصدقاء الراحل "فوجئوا بمنعهم من قبل التعبئة التربوية بحجة أن بعض الطلاب لا يستمعون إلى الأغاني على اعتبار أنها محرمة".
بعد انتشار خبر منع أغاني فيروز لجأ لبنانيون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم فكتب علي ابي حيدر على صفحته للتواصل الاجتماعي " للتذكير في شي اسمه المتحف من المتحف وبالرايح مسموح تسمعوا اغاني وتسهروا الله يرحم الشهيد رفيق الحريري معقول يا دولة الرئيس الجامعة اللبنانية بالضاحية والمطار بالضاحية والدولة مش بالضاحية الله محي الجيش الحر".
الاعلامي موسى عاصي تسائل عن جدوى التهليل لتحرير حلب من الإرهابيين كما يزعم حزب الله في ظل منع أغاني فيروز فقال على صفحته " كيف يعني بدك ياني هيّص لتحرير حلب من الارهابيين وحضرتك عم تمنع أغاني فيروز في الجامعة اللبنانية؟؟
مستقبلنا واعد !!!".
طرحت السيدة لينا بطرس جعجع سؤالاً حول ما يستمع اليه السيد حسن نصرالله في صباحاته وقالت " هلق السيد حسن شو بيسمع مع ركوة القهوة الصبح ؟".
اما القيادي الشيوعي السابق مصطفى أحمد فكتب يقول " وستبقى فيروز اقوى منكم وسيبقى صوتها عصيا على المنع ... نعم للجامعة اللبنانية كجامعة وطنية وليس كحوزة من حوزات حزب الله الدينية".
الناشط في المجتمع المدني زياد عبد الصمد كتب على صفحته عن حكمة مدرسية فقال
" علموننا في المدرسة عندما كنا صغارا الحكمة التالية: ما طار طير وارتفع .. إلا وكما طار وقع".
فهل يأتي يوم ويقع فيه حزب الله كما تقول الحكمة؟
في ظل هذا الجدل تغيب ثلاث أصوات مهمة عن الساحة :
• صوت ادارة الجامعة التي أعطت الترخيص بالذكرى وسمحت ببث الأغاني، ما هو موقفها من إيقاف ترخيصها؟ ولمن الأمر داخل حرم الجامعة؟
• صوت معالي وزير التربية الياس ابو صعب المتزوج من الفنانة جوليا، والسؤال الذي يوجه له هل تركت الجامعة اللبنانية لحزب الله ليتحكم بها وبمستقبل شبابنا؟ هل هذا هو وعدك بتطوير التعليم العام؟
• صوت الحركة الطلابية هل من أمل بحركة طلابية تنتفض وتناضل لمستقبلها أم ان صوتها اتحد مع منطق الطوائف والمذاهب وضاعت ريحه؟

من الضروري في مجتمع متعدد مثل المجتمع اللبناني ان تواجه ممارسات خطيرة كهذه بردود أفعال مختلفة من لدن الذين يشعرون إنها تشكل أنتهاكا لحرياتهم وتضيقا لمظاهر المدنية في المجتمع ولا بد من إطلاق حركة احتجاج واسعة تتضمن العودة للشارع خاصة من قبل المجتمع المدني بما فيها القيام بالتظاهر والتجمع والاحتجاج دفاعا عن الحريات. على الجميع أن يعي حساسية وخطورة ما تقوم به قوى الأسلام السياسي سواء أكان ذلك الاسلام " سنياً او شيعياً" لأن الأمر لايتعلق بقرار منع بث أغاني لفيروز بل هي مسألة تتعدى ذلك ولها علاقة بصميم تركيبة المجتمع اللبناني القائمة على الحريات. على المجتمع المدني بالذات أن يعيد الحساب مرة أخرى في كل ما فعله لهذه القضية أي قضية الحريات ومدنية الدولة والتصدي لأسلمتها كون المسألة لاتتعلق بقضية، أغنية لفيروز، بل تتعداه الى قضايا أساسية ومصيرية تمس وفي الصميم قضية الحريات في لبنان.
ما نحتاجه وما يحتاجه المجتمع اللبناني هو أستعادة خطاب مدنية الدولة وعلمانية السلطة ومؤسساتها وجعله حاضرا في مواجهة خطابات الأسلمة وإنتهاك الحريات. إن ذلك لايتحقق مالم تكن هناك جهات مدنية وثقافية وسياسية تدفع بإتجاه تعزيز التوجهات المدنية في المجتمع والتصدي لمظاهر الأسلمة.
هل يستيقظ المجتمع المدني من ثباته ويعود للتصدي للمشاريع الطائفية؟ ام يبقى في ثباته الشتوي فيخسر لبنان من وجهه الحضاري، تارة بتحويل حرم مطاره الى قاعة للندبات الحسينية وطوراً بدعشنة جامعاته بفرض اللون الأسود عليها ومنع ثقافة الحياة عنها؟
أسئلة برسم من وعدونا بالعبور الى الدولة، وجل ما فعلوه في سبيل ذلك العبور هو الخضوع لمنطق الفساد والمحاصصة التي تزيد من ثرواتهم وتدفع بمجتمعاتنا الى احضان من يريد لنا المزيد من التخلف وتغليف مستقبل بلدنا بلون اسود يشبه بذلاتهم وعقولهم.




#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشتونستان ... حلم يخنق بين باكستان وطالبان ... حكايات البحر ...
- حزب الله ... يعري الحريري وعون
- شيوعيو لبنان هزموا اسرائيل ... وسوريا ذبحت مقاومتهم
- تمام سلام وجبران باسيل ... وجهي العملة
- كرد سوريا ما بين الوحدة والبحر
- الإمامين الخميني والصدر ... علاقة شائكة لحد التخلي
- الحسكة هل تعيد رسم خريطة التحالفات
- حلب ... حرب الدولاب والطيران
- استيقظوا ... هو أبا محمد وليس محمداً
- خير أمة ... تستعرض بالقتل
- ناجي العلي ... حنظلة ... فلسطين
- اردوغان والسيسي ... وجهان لعملة واحده
- ليليان ... هي مصر وهي حريتها
- لرفاق جورج حاوي ... لا تخذلوه
- لسمير قصير ... انتفاضة في الانتفاضة
- بين مالي وإيطاليا ... صحراء وموت وامل
- قيادة بلا قلب وبلا عقل
- كرد سوريا ... ما لهم وما عليهم
- حزب العمال يعيد تجربة محمود الحفيد ....
- الفيدرالية الكردية .... الى سوريا


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود محمد - حزب الله ثقافة الموت واللون الأسود