|
ايام الكرمة32
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 5360 - 2016 / 12 / 3 - 10:56
المحور:
الادب والفن
كانت تلقى بالتراب على راسها فى غضب قائلا لقد جلبت العار على راس ابى واخوتى الى الممات ...واصبحت اضحوكة بين القبائل.....وصل لمسامع الناس الخبر .شمعون قادم ليقطع ايدى وارجل اهل المدينة ليستلم زوجتة ...كانت تعلم انها اصبحت مكروه الكل ..لم يفيدها ارتداء المسوح كانت تعلم ان عليها الخروج اليه .... لن تنتظر حتى ياتى ومعه رجاله ويقاتلون رجال يوحنان ..سيهلك حينها الشعب كله سينهدم الهيكل من تحت راسها ..ستجلب هى الخراب ونهاية شعبها ....فى الصباح ارتدت افضل ثيابها وتعطرت وتعطرن جواريها وارتدين الحلى مثل سيدتهن ..علمت انها ستخرج من ديارها امه ...امه قبلت بذلك حتى لا يموت الناس تقدمت خطواتها ببطء ومن خلفها كانت قافلتها من العبيد والجوارى ...مرت على اطراف المدينة قبل ان تغادرها همست لنفسها ترى هل سيتذكرنى احدا .... هل ستذكرينى انت ياورشليم ....هل ستذكرين يوما ان امراة خرجت لاجلك انت ..لاجل ان تبقين ولا تموتى...ان امراة مثلك انت تستحق ان يقتل لناس لتعيش هيا ..هكذا اوجدونا ولهذا نحن نحيا .....هل ستذكرين ابنتك ...ام ستقولين عنها الان انها امك ....لا ابالى من اين بطنا خرجت منك ..لا اهتم الان من يحمل دمى ...لقد قبلت ان اصير امة لاجلك ..فهل ستذكرينى ؟...هل ستغرين لى ولابى ؟هل سترحمينى اهلى ممن سيتبقون فيك ؟هل سترحمين غريبا يوم ان ياتيك عابرا ربما كان ولدى انا ؟....هل ستعيشين حقا ؟... سمعت اصوات تذمر الناس ..ارادوا رحيلها عنهم سريعا قبل ان ينفذ زوجها ما قاله ويحدث القتال ويقتل الاهالى بعضهم البعض بين يدى رجال شمعون ويوحنان .... زجرت سارة قبل ان تلمح اخر بوابات المدينة وهو ينغلق خلفها ... اه منك يا مدينة بائسة لم تبقى على من احبك مثلما فعلت مع من كرهت ما كل تلك الدماء التى تسيل فيك الا تفهمين كيف تتوقفين قليلا عن الموت ولتحيى ولنحيا فيك مثلما اردنا ....لمحت سيدة تزجرها خلف اخر البوابات هيا هيا ..ارحلى ايتها الغريبة وراثة دم ابيك الفاسد الذى خالط الغرباء حتى كاد ان يجلب الخراب علينا ..ولتدفعى ثمن اثم ابيك ..لو كان هناك قضاه لنفذوا فيك الحكم المستوجب ايتها الزانية ......... تحت ستار الليل دخل الى المدينة المحاصرة من مداخلها برجال يوحنان ومن خارجها برجال شمعون ،لكنه بفضل بعض الكهنة المتبقين استطاع الدخول خلسه ،وامضوا به الى احد الكهوف فلم يبقى بيتا امن داخل المدينة باسرها ،حتى اضطر الاهالى لاخفاء نساءهم واطفالهم داخل كهوف الجبال بعيدا عن انظار رجال يوحنان داخل المدينة .... تنفس اهل الكهف الصعداء عندما دخل الضيف الذى ينتظرونه ...تعانق الكاهن الهارب مع العازر بن حنانى.....بلل لحيته بالدموع وهو يتذكر ان والده قتل امامهم غدرا على يد غريب...زحر العازر فلم قبلتم الان مهادنة هؤلاء الغرباء..قال سامحنا ياولدى فلو لم نفعل لما تبقى احدا من رجال المدينة امام رجال يوحنان لقد دخلوا معنا المدينة وحاربوا معنا لاجل انفسهم ...شر شمعون ويوحنان طالهم فى بيوتهم واموالهم ونساءهم يا بنى ...لم يعد احدا هنا بمامن ..همس والحكام تركونا لنموت ...جز العازر بن حنانى على اسنانه الحاكم الذين طردناهم تريدنا ان ندعوهم نحن لمرة ثانية بدخول المدينة والبقاء فيها ونحزن ونغضب لانهم لا ينفذوا شريعتنا نحن بل شريعتهم هم اليس كذلك؟ربت الكاهن على كتفه اهدا يا بنى ....ليس امامنا سوى ان نتعاون مع جيراننا فى المدن المجاورة اليوم ..اما الغد فاتركه لحينه ...... دخل العازر ومعه الكهنة الى داخل صحن الهيكل ووقف العازر فى وسطهم وبصوته الجهورى نادى غلمان المدينة ان يتقدمو وينضموا الى صفوفه فى قتال اعداء المدينة من اللصوص ويعدهم بان من معه لن يهلك لانه الحق والحق يعضده السيد ..فتقدم العديد من الفتيه ممن ملوا الخوف من يوحنان فى داخل المدينة ورجال شمعون بخارجها ..لم يكن هناك حلا واذا كان موت فليكن دفاعا عن المدينة .... كان الوقت مساءا خرج متاى مسرعا ومن خلفه زوجتة وابناءه ..راقبوه منزلهم وهو يحترق على اثر النيران التى تلقى ما بين رجال العازر وشمعون ....وقف كثر بجوارهم ينظرون النيران التى امسكت فى بيوتها الواحد تلو الاخر ...واحدهم يسرع الى الداخل لينقذ ماشيتة بينما تصرخ فيه زوجتة ان يخرج سيعا قبل ان يحترق ...كان صوت بكاء الاطفال يرتفع ...نظر متاى لزوجتة التى تبكى على البيت والطعام والماشية ضاع كل شىء لم يستطع ان يقول لها شيئا ..ماذا سيحل بهم الان ؟..لايعلم.سينتظرهم الموت فى العراء ام ستسبى زوجتة وفتياته ليوحنان ويقتل اولاده وهو معهم ..لم يكن هناك سوى حل واحد ....تقدم الفتيان وتبعوه نحو الجبال كانت زوجتة تصرخ ...ارجوك عد يا سيدى....عد لاتفعل ارجوك.... تقدم وسار من خلفه عدد منهم لم يكن امامهم سوى الجبال ليسلموا نفسهم للرجال العازر افضل لهم من لذهاب ليوحنان ان يكونوا عبيدا لدى الكهنة افضل لهم من ان يكونوا عبيدا للصوص.....
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ايام الكرمة31
-
ايام الكرمة30
-
ايام الكرمة29
-
الكسندرونا2
-
ايام الكرمة28
-
الكسندرونا 1
-
ايام الكرمة26
-
ايام الكرمة25
-
ايام الكرمة24
-
ايام الكرمة23
-
هامشية المراة فى الدراما المصرية
-
ايام الكرمة22
-
ايام الكرمة21
-
بانهمى الاخيرة
-
بانهمى13
-
بانهمى14
-
بانهمى12
-
بانهمى11
-
بانهمى9
-
بانهمى10
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|