قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5355 - 2016 / 11 / 28 - 13:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كاسترو ..
من المُعيب حقا، أن تُوجه سهام النقد لفيديل كاسترو ، في هذا الوقت وهذا التوقيت، وخاصة من أُناس مثلي يجلسون خلف شاشات حواسيبهم ويُطلقون العنان لخيالهم (وقد يقول البعض الخيال المريض)، عن كوبا وكاسترو.
لا أحد يستطيع أن يُنكر شجاعة كاسترو ورفاقه في التصدي لجشع الرأسمال الأمريكي الذي حول دولا بالكامل من القارة الامريكية الجنوبية إلى مزارع ، كازينوهات ومراكز دعارة للسيد الامريكي الابيض . ولا أحد يتنكر للدور الطليعي الذي لعبه كاسترو في تنمية المشاعر الوطنية والانسانية لدى شعوب جنوب امريكا ، ويكفي كوبا فخرا بأن المخرج مايكل مور انتج فيلماً عن التأمين الصحي في الدولة العظمى ، الولايات المتحدة، وقارنه مع التأمين الصحي في كوبا، ليتضح بأن الامريكان الفقراء يتجهون الى كوبا لتلقي العلاج وشراء الدواء.. لأنها خدمات متوفرة وشبه مجانية، حتى للسياح ..!!
ومع ذلك، فكاسترو لم يُطور في بلاده آليات لتداول السلطة، حتى في اطار الحزب الواحد، وتربع قائدا وزعيما تاريخيا على "عرش السلطة"، طالما كان قادرا على ذلك .. وفي النهاية فهو يسلم السلطة لأخيه وكأن كوبا مملكة وراثية تنتقل السلطة فيها من الأخ الى الأخ فقط .
وعلى عكس زميله ورفيق دربه، جيفارا، الذي كان ثائرا رومانسيا ، فقد استساغ كاسترو (على ما يبدو)، طعم السلطة وتقديس الشخصية . وهو بهذا قد كرّس نهج سابقيه في المعسكر الاشتراكي، المغفور له.
لم يتحول الى اسطورة في حياته، من فراغ . لكن ،ليس من المحبذ تحويله الى شخص مقدس منزه عن الخطأ..!!
وفي النهاية، فأنا أحلم بزيارة كوبا سائحا ..وعسى أن يتحقق الحلم قريبا.
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟