أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمضان الصباغ - النورس وأنت - شعر














المزيد.....

النورس وأنت - شعر


رمضان الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 5354 - 2016 / 11 / 27 - 21:27
المحور: الادب والفن
    




ينبثق الميلاد المفاجئ من برعم الشجرة العانس
يستريح القمر العجوز فوق صدر الريح
تلهث الريح وراء لحظة صمت
تنطق القطط العمياء بكلمات المتعب اليائس
تبكى الأطيار سكون الموت
يتهادى فى خيلاء أناس يرتدون فوق اللحم
توابيت الرضوخ
أسماك فضية،
ملاحون فقراء
حرائق القلب تلتهم الزوارق
وأنا وأنت
نعبث بالرمل الأصفر كشعر الجنيات
نسرد حكاية التقاء الولد العجوز بالطفلة المجزوزة
الشعر،
نرى النوارس حطت فوق صدور الأشرعة،
على عظام الموج،
تحت نعال الشجر النابت فى الأضلع
وقد اعترك الدرب الأسفلتى مع الشمس،
ففاحت رائحة الخنازير.
حاصرت الأنوف رائحة الأفيون المحترق.
طارت فى الهواء أثواب العصافير.
هرعت البلابل من أوكارها،
استيقظ البوم فى الظهيرة
كانت الأغنية فحيحاً وعواء.
والثعابين تسلقت أشجار الرأس
غاصت بين الأوراق والفروع
انشطرت ذرات الكلمات الحزينة،
وتكثف غبار فى القوارير

* * * *
( ارحلوا.. أو ناموا)

* * * *

يكبر فى دمى شجر النار
وأنا، وأنت
نلهو بالرمل، نحكى كيف استحالت الخصلة فكرة،
والبسمة تاريخاً،
والنظرة لغة يومية تتناسل إيماءات
ترصد الخجل الشرقى الضارب فى دمنا،
الممتد إلى عصير طينتنا..
كيف اصطرعت العاهرة والعانس الخجول
التى باعت
غدها لحيتان البحر العجوز
والبتول التى أفرغت ثديها بكأس خصى هرم.
جرحت أنوثتها حين تمدد مصروعاً فوق سريرها
لم تخلع الثوب
لم تشرب الخمر
واحترفت دق أجراس المنازل.

أسمعك ولا تتكلمين
وحين تثؤثرين تنطقين الكفر..
تلعقين كل شئ
تلعنين كل شئ
ألسنة الثعابين سياط وصلبان فى ظهر حلمنا
آه..
تفوح رائحة الموت من دمى
أرى شجر الملح على صدرى
وأزهار الحجر الجيرى على زندى
فقد نما طوفان من العظام النخرة فى ذاكرتى
والخمر فى جمجمة الليل الجاثم فوق صدر حبى
الكسول….

000000

الملاحون فى الماء
والنوارس تصرخ فى الأنجم
والآلهة المتعجرفة ثملت من دماء الصرعى
واستراحت خلف باب الجنة الموصد.
الشرانق ملتفة حول الأعناق
الربيع لا يجئ
لا تأتى القوافل
أنت، وأنا طفلان
نعبث بالرمل
أتملى جسدك،
والناس عيون ثاقبة تخترق حرير الساقين
ومرمر النهدين.
من ألقى بهذه الربة الجاحدة على سرير جهنم؟
كيف ثملت الآلهة ولم ترهاتين العينين الحارقتين؟
لم تر الملاحين والنوارس والأمواج والحيتان.
( عندما تفوح رائحة لحم الغزال
يتنمر القط الوديع.
ويصبح البشر
مخالب وسموما)
ما الذى يجمعنا؟
الحمق.. التبطل.. الجوع..
الخفافيش عيون مفتوحة
أجنحة تصفق ليلا.. ونهارا..
ما الذى يسكرنا؟
لم نأكل..
لم نشرب
لم نر ثمار الشجرة؟
لم ندفن الصلصال فى الرمل
لم نعرف القمح..
آه يا شجرى!!
نلعب بالرمل،
نبنى من الورق قصورا، نحلم.
الشمس حمراء
الطيور تموت أو تهاجر
وفى دمى أسمع خشخشة الجماجم.
وهوانا "عكاظ" ترطن فيه الألسنة البكماء.
مقهى لا يتكلم فيه لغة واحدة اثنان
الضلوع أسرة الهزائم
والعيون استراحات الضباب
ما الذى يسكرنا؟
الأمواج الصاخبة بين الرأس والصدر.
أحلامنا المربوطة فى ذيل حصان جامح.
النهر يجرى.
يكتسح الصخور، ويصل البحر باليابسة
لم نسأل النهر
لم نقرأ حكاية النورس، والملاحين
وكيف استراحوا على الشواطئ بعد سنين
الغرق والموت
شربوا نبيدا معتقا..
سكروا..
تنفسوا برئات من لحم ودم
أثمرت الشجرة خنجرا، وزيتونا، وأحلاما رقيقة.
ظلالا يمارس العشاق فيها الحب والبوح والأرق.
وكيف أنجبت العوانس التوائم
بعدما غمر الطوفان كل شئ
لم نسأل
لم نتكلم..
(الصمت لغة السالكين)
لا نصل الأسفلت بملح البحر
ومظلات الصيف بشفق الغروب الشتائى
لم نلج الغابة
نامت الخفافيش فى الصدور
وحاصر الجراد منا القلب
والقمر المستباح على أسرّة العَبَثِ مشطور الوجه
لم نسأل
لم نتكلم..
النوارس تصرخ فى الجماجم
د. رمضان الصباغ
* * * *



#رمضان_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقعية فى الفن
- النافذة الخضراء - شعر
- خرافة أحد الشيوخ عن بناء الأهرام
- الاخوان المسلمون منظمة ارهابية- ردا على الواشنطن بوست
- الجليل والقبح فى الفن المعاصر
- كارثة التفريط فى الجزيرتين
- الاخوان وحماس وادمان الخيانة
- القيمة والوجود
- غيوم على العلاقة المحتملة بين الرعب والارهاب وبين الجماليات ...
- التعريف الامبريقى للقيمة
- قراءات فى وجه امى شعر
- الفن الحديث سلاح المخابرات المركزية الامريكية
- شعر : القلب العاشق
- السياسة والفن - المستقبلية الايطالية والفاشية
- تعريف القيمة
- نقد نظرية التسلسل الهرمى الجمالية ونتائجها فيما يتعلق بالفن ...
- العاشق الجوال
- اقتراح بخصوص علم الجمال
- رحلة عااشق شعر
- الجمايات الصينية القديمة وحداثتها


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمضان الصباغ - النورس وأنت - شعر