أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عليان عليان - تكتيكات موسكو ودمشق السياسية والعسكرية لتحرير القسم الشرقي من حلب















المزيد.....

تكتيكات موسكو ودمشق السياسية والعسكرية لتحرير القسم الشرقي من حلب


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 5353 - 2016 / 11 / 26 - 13:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


خطوات جريئة ومدروسة، أقدمت عليها القيادتان الروسية والسورية منذ أكثر من شهر، لتهيئة المسرح الاقليمي والدولي،أمام الجيش العربي السوري وحلفائه لتحرير القسم الشرقي من حلب من فصائل الإرهاب، ولتجريع واشنطن وأدواتها الإقليمية كأس السم وهم يرون حلب الشهباء تعود بالكامل لسيطرة الدولة السورية.
ففي الوقت الذي حطم فيه الجيش العربي السوري وحلفاؤه مؤخراً، غزوة جيش الفتح الإرهابية بمرحلتيها ،والتي حملت إسم الإرهابي " أبو عمر سراقب" محرراً كافة المواقع التي سبق لفصائل الارهاب احتلالها، خلال الغزوات السبع السابقة بقيادة جبهة النصرة منذ 31 تموز الماضي ، مثل مجمع أل 1070 شقة ، وبلدة منيان، وضاحية الأسد وغيرها من المناطق غرب وجنوب حلب ، ..في هذا الوقت لجأت القيادتان الروسية والسورية إلى تكتيكين مدرروسين بدقة :
التكتيك الأول : تكتيك منح حلب الشرقية سلسلة " هدن " والتوقف عن القصف الجوي لها، بهدف إفساح المجال للأمم المتحدة لأيصال المساعدات وإخراج المرضى والجرحى للعلاج في المستشفيات في حلب الغربية.
وهذا التكتيك استهدف كشف تواطؤ مؤسسات في الأمم المتحدة مع واشنطن، جراء تلكؤها في أخذ دورها، في القيام بالمهام المطلوبة منها حيال إيصال المساعدات الإنسانية وإخراج المرضى من القسم الشرقي من المدينة ، حيث أعربت وزارة الخارجية الروسية على لسان نائب وزير خارجيتها غينادي غاتيلوف -إثر لقائه مع نائب المبعوث الأممي الخاص رمزي عز الدين رمزي – عن استيائها لعدم استغلال الأمم المتحدة الهدن الإنسانية في حلب ، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية لأحياء المدينة الشرقية .
كما بين هذا التكتيك للرأي العام الدولي ، أن الجماعات الإرهابية بقيادة جبهة النصرة في القسم الشرقي من مدينة حلب ،هي التي تفشل الهدن وتحول دون وصول المساعدات الإنسانية، وأن المجلس المحلي للقسم الشرقي من المدينة- المشكل من فصائل الإرهاب- يستخدم المدنيين كرهائن ، وأنه يستخدم المساعدات التي سبق أن وصلت إلى القسم الشرقي من المدينة لمصلحة الإرهابيين فقط .
يضاف إلى ما تقدم فإن مسلسل الهدن ، حرك الشارع في شرق المدينة باتجاه الضغط على الإرهابيين لمغادرة المدينة ، ولعدم الاستحواذ على المساعدات الغذائية والطبية ، حيث شهدت حلب الشرقية ما يزيد عن عشر مظاهرات تطالب بفتح مستودعات الغذاء أمام المدنيين ، ووجهت بإطلاق النار عليهم من قبل فصائل الإرهاب ، ارتقى خلالها ما يزيد عن 26 شهيداً .
التكتيك الآخر، ثمثل في قيام الجيش العربي السوري وحلفائه،بصد المرحلة الأخيرة من مرحلة " فتح حلب الارهابية" على مدى أكثر من أسبوعين دون غطاء من سلاحي الجو الروسي والسوري- التي استهدفت فتح ثغرة، تتيح لفصائل الارهاب التواصل مع الارهابيين في القسم الشرقي من حلب .
وهذا التكتيك استهدف مسألتين :
المسـلة الأولى : منح الفرصة للإدارة الأمريكية للفصل جغرافياً بين جبهة النصرة وبقية الفصائل – التي تعتبرها معتدلة - ولتعرية هذه الإدارة التي أعلنت لاحقاً على لسان أكثر من مسؤول فيها ، باستحالة الفصل بين النصرة وغيرها من الجماعات المسلحة مثل أحرار الشام وغيرها ، ما كشف لأوساط الرأي العام الدولي، بأن الإدارة الأمريكية لا تريد استهداف جبهة النصرة ، بل تريد الاعتماد عليها في ضرب النظام في سورية، لأنها حسب الروس ، تشكل أل Backbone لفصائل الارهاب، وبدونها لن تتمكن الإدارة الأمريكية وأدواتها الإقليمية من تحقيق أهدافها الجيوسياسية في سورية.
لقد بانت أهداف الإدارة الأمريكية على حقيقتها ، عندما أوعز الرئيس أوباما- عشية وغداة فوز المرشح الجمهوري الرئاسي دونالد ترامب على خصمه هيلاري كلينتون برئاسة الولايات المتحدة – إلى سلاح الجو الأمريكي وطيران التحالف الذي تقوده واشنطن باستهداف قادة جبهة النصرة فقط، دون البنية العسكرية للتنظيم ، على أمل انخراط قواعد النصرة في تشكيل عسكري جديد، يبعد عنه صفة الارهاب ، في محاولة مكشوفة لغل يد الرئيس ترامب بعد تسلمه مقاليد الرئاسة في مطلع العام 2017 ، والذي وعد بالتعاون مع الروس في مكافحة الارهاب في سورية .
أما المسألة الثانية المستهدفة، من تكتيك تصدي الجيش العربي السوري وحلفائه لغزوة " أبو عمر سراقب الإرهابي " دون غطاء جوي ، فتتمثل في البرهنة على أن الجيش العربي السوري، بات قادراً على حسم المعارك دون غطاء جوي ، ومن ثم تعرية مزاعم الإرهابيين ومشغليهم في واشنطن والرياض وأنقرة والدوحة، في أن الجيش السوري لا يستطيع حسم أية معركة دون تغطية من سلاح الجو الروسي والسوري، فالجيش السوري لم يكتف بصد هجمات الارهابيين على حلب ، بل انتقل إلى حالة الهجوم محرراً معظم المواقع التي سبق لجيش الفتح الارهابي احتلالها منذ أكثر من ثلاثة شهور .
هذه الإدارة المتزنة للصراع ووفق التكتيكات السابقة ، فتحت المجال واسعاً أمام القيادتين الروسية والسورية، للبدء في معركة تحرير حلب الشرقية ، وتحرير بقية المناطق السورية من سيطرة الإرهابيين.
وفي هذا السياق جاءت تعليمات القيادتين الروسية والسورية في الخامس عشر من شهر تشرين ثاني الجاري، بالشروع في معركة تحرير حلب الشرقية ، وفي شروع عاصفة السوخوي بقصف مواقع الارهابيين في إدلب وشمال حمص ، وفي هذا السياق بدأنا نشهد الدور العسكري المتعاظم للأسطول الروسي ممثلاً " " بالطراد حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" ، والطراد الذري الثقيل "بطرس الأكبر" وبفرقاطة "الأميرال غريغوروفبتش" في قصف مواقع الإرهابيين في سورية .
وفي هذا السياق – وفي استعراض هائل للقوة أمام فصائل الإرهاب ومشغليه الإقليميين ، وأمام الولايات المتحدة – قطعت القاذفات الروسية الإستراتيجية ما يزيد عن عشرة ألاف كيلو متر من قواعدها في روسيا ، عابرة سماء البحور الشمالية والمحيط الأطلسي، لتقصف قواعد الإرهابيين في سورية .
باختصار شديد فإننا نعيش هذه الأيام، أجواء معركة تحرير أحياء حلب الشرقية ، أما ما يدور في شرق وشمال حلب، من غزو تركي يقترب من مدينة الباب ، فإن الجيش العربي السوري، بات على مسافة بضعة كيلو مترات من المدينة التي تحتلها " داعش"، وهو على أهبة الاستعداد لتحرير المدينة والتصدي للغزو التركي، لكنه بانتظار ما سيسفر عنه لقاء رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم مع القيادة الروسية في موسكو نهاية الشهر الحالي ،حول حدود التدخل التركي في شمال سورية ، وحول الزمن الذي تمكث فيه القوات التركية في شمال سورية، بعد أن استولت حتى اللحظة على حوالي 1500 كيلو متر مربع من الأراضي السورية، بذريعة منع قيام فيدرالية كردية على حدود تركيا ، وبذريعة طرد تنظيم داعش الإرهابي من مدينة الباب السورية.
انتهى



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو مراجعة تاريخية لمحطات وعد بلفور واستخلاص الدروس في المرح ...
- المؤامرة السعودية على القضية الفلسطينية منذ مطلع القرن العشر ...
- الهدنة في سورية إلى أين.. بعد التدخل الأمريكي والإسرائيلي ال ...
- الاتفاق الروسي الأميركي بشأن حلب في الميزان
- هجمات فصائل الإرهاب تتكسر أمام أسوار حلب الشهباء
- زلزال استفتاء بريطانيا يهز العولمة النيوليبرالية ويهدد الاتح ...
- الجيش العربي السوري سيقبر أحلام الأمريكان وأدواتهم في الرقة
- في الذكرى أل 49 لحرب حزيران 1967 : عبد الناصر لم يسلم بنتائج ...
- جنيف -3- استثمار للوقت من قبل الأمريكان لتعديل الميزان لصالح ...
- النكبة الفلسطينية من النشوء إلى الرد بالثورة إلى الردة
- يوم الأسير الفلسطيني : محطة لاستنهاض المقاومة لدحر الاحتلال ...
- في زمن الخريف العربي: الانحراف عن النهج الوطني يتحول إلى أيد ...
- جنيف (3) إلى فشل جراء انقلاب معارضة الرياض على بيان فينا الس ...
- استهدافات آل سعود من إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب
- موقع هيكل سيظل شاغراً لفترة طويلة على الصعيدين الصحفي والفكر ...
- في ذكرى الوحدة المصرية السورية : إنجازات كبيرة تحققت وثغرات ...
- أوهام معارضة مؤتمر الرياض تتبدد بعد فك الحصار عن نبل والزهرا ...
- آل سعود في حالة إنكار .. أم يبحثون عن معجزة؟!
- عرابو الارهاب في سورية يذرفون دموع التماسيح على مضايا
- عشية شهرها الرابع :الانتفاضة أكثر عزماً وأشد مضاءً لدحر الاح ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عليان عليان - تكتيكات موسكو ودمشق السياسية والعسكرية لتحرير القسم الشرقي من حلب