حرائق إسرائيل؛ و غضب يهوه ....

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 5353 - 2016 / 11 / 26 - 02:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

99 في المائة من مسلمي العالم هم اليوم في حالة الفرح والنشوة بعد اندلاع موجات الحرائق في أجزاء عديدة من دولة إسرائيل ؛ والعديد من المسلمين وهم يتتبعون مشاهد من أخبار هذه النيران المستعرة عبر فضائيات العالم يرفعون أياديهم صوب عنان السماء مستحضرين كل أدعية السلف الصالح ومبتهلين الى اله مكة الأعور؛ لكي يضرم المزيد والمزيد من النار حتى يحترق و يختنق اليهود الأنجاس؛ وحتى نرى اليهود بأم أعيننا وهم يصرخون ويولولون و يبكون؛ لأنهم وبكل بساطة أحفاد القردة والخنازير؛ و قتلة الأنبياء ؛ ولأنهم لم يؤمنوا بالنبي الخاتم الموجود اسمه في التوراة ...
.
السواد الأعظم من مسلمي العالم البالغ عددهم مليار و 300 مليون يعتقدون انطلاقا من عقيدة الرمال والكهوف المتصدعة أن هذه الحرائق التي تجتاح اسرائيل اليوم هي غضب من ذلك الاله الذي امر نبيه منذ 15 قرنا لكي يذبح كل من نبت زغب في عانته بما فيهم الأطفال من ذكور يهود بني قريظة واستحلال أموالهم وأملاكهم و سبي بناتهم ونسوتهم لكي ينكحهن المسلمون حلالا بلالا حتى يبتهج وتنفتح اسارير الله وهو في السماء السابعة...
.
الجهاد ضد الكفار (( النصارى واليهود- المجوس وكل من يبتغي غير الاسلام دينا )) هو فرض عين على كل مسلم في حالة الاستقواء والشدة؛ والنفير يدعو اليه العلماء متى رأوا شرط التمكن في الأمة؛ واليهود على وجه الخصوص هم أول من يحق فيهم الجهاد؛ فهم ملعونون الى يوم الدين ويحق للمسلمين الجهاد فيهم وذبحم عن بكرة خالقهم في حالة الاستقواء.
.
حرائق اسرائيل التي اندلعت منذ يومين وهددت تجمعات سكانية وسط فرحة عارمة لأزيد من مليار مسلم ؛ قد تكون أسبابها طبيعية نظرا لارتفاع درجات الحارة التي تشهدها المنطقة وتأخر هطول الأمطار؛ وقد تكون من فعل فاعل بعد حملة الطعن بالسكاكين والدهس بالسيارات التي طالت اسرائيليين؛ و قد شاهدنا عدة شبان فلسطينيين وهم يوجهون سكاكينهم المشحوذة نحو صدور المدنيين بما فيهم نساء عجائز تعدوا الثمانين من العمر ؛ و كيف ما كان الأمر فالاسرائيليون سينجحون في تطويق واخماد الحرائق ...وسيعود الناس لمساكنهم وأحيائهم ليزينوا جنباتها بأشجار مورقة مزهرة؛ ويسيجوها بأشجار السرو والسنديان الباسق.
.
ستتبخر أكذوبة غضب الله التي تسكن جوف السواد الأعظم من هذه الأمة الغمة ؛ و يبقى الغضب الحقيقي هو ذالك النازل على هذه أمة مهند التي ابتلي العالم بها؛ فهي مصدر الارهاب والجهل والخمول والتقاعس والكسل؛ فهل هناك غضب أكثر من غضب أن تتذيل الأمة الاسلامية المراتب الدنيا في كل مناحي الحياة التعليم- الطب- البحث العلمي- الرياضة وكل مؤشر تنموي ؟؟ نعم هذا هو الغضب الحقيقي؛ إنه التخلف الذي يعيشه المسلمون ....وذلك الحقد الذي يملأ جوف أمة الكهف ...
.
اللهم اشفي المسلمين من مرضهم العضال؛ فكلهم مرضى؛ متطرفوهم ؛معتدلوهم؛ تاركوا الصلاة ومدمني الخمر فيهم ؛ حتى العابر والملحد لا يخلو من كدمات و أثار ذلك الصرع التي تبقى منه ندوب؛ لكن الملحد والعابر ليس بالمضر ....
ولكي اثبت لكم صحة ما أقول سأذكر حديثين نبويين فقط لا غير لتتأكدوا من الأورام الخبيثة وشدة المرض المستفحل الذي تجدر في قاع هذه الأمة ؛ الحديث الأول (( قال صلعم : إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا، فيقول: هذا فكاكك من النار؛ أي ان اليهودي أو النصراني يدخل جهنم بينما تفتح أبواب الجنة على مصراعيها للمسلم ولو كانت ذنوبه كزبد البحر ))
...أما الحديث الثاني (( قال صلعم أيضا :لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود؛فيختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله الا الغرقد فإنه من شجر اليهود ))...
هذا حديثان يبينان مدى تقرح جوف المسلمين ومدى الخطورة التي باتت تهدد المجتمعات البشرية التي يستهدفها الجهاد بالأحزمة الناسفة و الطائرات المختطفة والسيارات المفخخة من جراء سم الوهابية الزعاف التي ترعاه اليوم المملكة السعودية تمويلا وتنظيرا...
.
أمام المنتظم الدولي رهان كبير؛ وهو انسنة هذه الأمة؛ وتأهيلها لكي تنخرط في المنظومة الكونية كشعوب منتجة ايجابية ذات قيمة مضافة ؛ هذا رهان ليس بالأمر السهل لكنه ليس بالأمر المستحيل ايضا..
.
أما نصيحتي المجانية للإخوة الفلسطينيين؛ انسوا حديث الحجر الناطق وشجر الغرقد؛ وكل آيات الكراهية التي تلقنونها لأطفالكم؛ امحوه من عقولكم ؛ وانخرطوا في منظومة دولة اسرائيل لكي يعيش أبناؤكم وأحفادكم في سلام؛ وسيكون منهم الوزير والسفير والمستشار والقاضي ورجل الأعمال...
.
شبات شالوم- شبات منوحا (( سبت مجيد ))

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات