أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - المرأة الطفلة!!














المزيد.....

المرأة الطفلة!!


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 5352 - 2016 / 11 / 25 - 22:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عبله عبدالرحمن
اللون الاسود الذي كانت ترتديه والحزن الذي يسكنها والطفل الذي يعادلها بالطول ويناديها امي!! لم تكن كلها اسباب مقنعة للاعتراف بها امرأة من دون تخيل انها ما زالت طفلة او انها امرأة توقفت عند مرحلة الطفولة. كيف لها ان تنضج وتنجح في رحلتها وقد حرمت من خيار القبول او الرفض في تقرير مصيرها. تجتاحك رغبة بالسؤال اين هي الطاقة بصوتها؟ اين هي ضحكتها؟. من دون عناء تستطيع ان تصغي الى قلبها وترثي احلامها التي اصبحت مقبورة مع انها كانت احلام عادية لطفلة كانت في عمرها. رغم تراكم الوجع في ملامحها لكن العين لم تكن لتخطئ في تقدير كم تهفو نفسها الى الضحك واللعب والحب الذي صارت تطالب بمنحة من دون الحصول عليه. تتخيل انها ستترك قيودها والاغلال المكبلة بها لتلحق بركب قصة او لعبة احبتها توا. معها ستقول بانه قد فات الوقت لتوجيه اللوم الى العائلة التي ضاقت بضفيرة الصغيرة بعقد زواج يشبه عقد البيع بين طرفين.
اذا كان الطريق الى الحقيقة يمر من القلب فكيف للاوصياء على هؤلاء الاطفال ان يرهقوا قلوب اطفالهن بمتاهات الحياة ومشاكلها وتعقيداتها وهم يعلمون بأن الحياة لم تكن رحيمة معهم حتى تكون رحيمة مع اطفالهم.
كنت اريد ان اعرف المزيد عنها وكنت اعرف ان وقتي معها ضيقا اذ التقيتها في المطار على طائرة واحدة. كانت تحمل طفولتها وتعود بها الى بلدها لتشارك بتشييع والدها الى مثواه الاخير.
ربما كانت تحمل قصة تشبه الاف من قصص السيدات المنكوبات في مجتمعاتنا العربية بالزواج المبكر لكن الوجع والحزن حين يكونا ظاهرين لا تستطيع ان تستسلم من دون تحقيق رغبة الاطلاع ومعرفة المزيد. لفتني حزنها حين قالت ان سفرها اليوم للمشاركة بتقبل العزاء بوالدها. بعد طلب الرحمه لوالدها اصابني هاجس الاطمئنان على الشريكة او الزوجة فقالت بحزن اكثر ان والدتها قد سبقت والدها الى الموت منذ وقت طويل. الحزن يجر الحزن في مثل هذه الحالات وكأن كل الاحزان تتراكم في الذاكرة حتى لا يجد الانسان لنفسه متسع لابتسامة عبرت الى حياته ذات يوم. سألتها اذا كان والدها متزوجا بأخرى؟!، هنا شعرت بانني ذكرتها بواقع اشد الما من المناسبة التي تستعد للقيام بها حين اكدت بأنها قد فقدت ابوها معنويا منذ وقت بعيد عن تاريخ وفاته الذي جاءت اليوم لتقبل العزاء به. وان صح القول نقول انها: جاءت لاجراءات حصر الارث الذي يحدث عادة في حالة الوفاة. بالكاد تعرف اسماء اشقاءها من زواج والدها الثاني، لان البيت كما تقول لم يعد واحدا، الرابطة معهم فقط اسماء مشتركة في البطاقة الشخصية باختلاف اسم الوالدة. للاسف نتيجة هذه الحياة الذابلة يتحمل مسؤوليتها اطراف عديدة فقدت حق المواجهة وحق وجودها في الحياة، وهذه الحالة تمثل حال من عانوا من نكبة الزواج الثاني سواء كان الزواج الثاني مقبولا نتيجة فراغ الزوج بطلاق الزوجة او الموت او كان غير مقبول حين يكون زواجا من غير سبب.
لم استطع اسكات موجة الحزن التي اجتاحتني وانا اتابع حزن عينيها من دون ان يتبادر لذهني ان يكون اللون الاسود الذي يلفها هو السبب الحقيقي للضياع الظاهر جليا في عينيها.
ودعنا بعضنا وكنت احمل شيئا منها، حملت ثأرها وكأنه قضيتي، قضية ضحايا الاطفال جراء الزواج المبكر، وضحايا تبعات تعدد الزوجات. بأمل تحمل المسؤولية من كافة الجهات المعنية للحد من انتشار مثل هذه الظواهر.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب سعادة الغد!!
- ابو الاتراك اتاتورك
- فيسبوك ام ماخور!!
- الاطفال الفسطينيون آسرى في سجون الاعتقال
- مطلوب عريس بمواصفات عادية
- زواج منتظر
- الحرية للدكتور عبد الستار قاسم
- اية ابو ناب مرابطة فلسطينية
- لست مطلقة بل امرأة حرة
- لا حق للمرأة بالميراث
- زوجي ... بريطاني
- وطني وقد غدا عطرا
- هذيان المعارك !!
- اعتذر ... مرتبطة عاطفيا !!
- امهات لا صوت لهن
- غزة وجدارتها للحياة
- تحية اكبار للمرأة العاملة في يوم العمال
- الاحلام الطارئة
- اوجاع مطلقة
- باللون الاحمر


المزيد.....




- بيان حملة 16 يوم لإنهاء العنف ضد النساء: ثلاثون عامًا على مت ...
- اعتقال دعاء الأسدي…وملاحقة نساء الانتفاضة
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- الاعتداءات الجنسية ضد النساء في العراق تسجل أرقاما مرعبة
- الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء
- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - المرأة الطفلة!!