كمال عبود
الحوار المتمدن-العدد: 5352 - 2016 / 11 / 25 - 00:00
المحور:
الادب والفن
وجعي .. لا يُباعُ
وجعي .. لا يُشترى
في آخرِ غصنٍ من داليةِ العامِ الذي مضى
عِنْدَ آخر مصبٍّ لدمعةٍ تحجرَت
عند دمعة أُم هطلتْ في كفٍ مُهاجرة وأضحتْ لؤلؤه
عند حافّةِ الإختناق
هناك .. نرمي القصائدَ والحكايا
نزرعُ أملاً
عسى..
لعل ..
ربما..
يجري النسغُ في العيون .. فترى
تنتعش الأعصاب الواهنةُ ..
أو
نستطع إهداؤكم آخر نبضة قلب
آخر بسمةِ دمعةٍ فرِحَه
هناك .. تجِفُ الحروفُ ..
تتثاقَلُ الكلماتْ
تَتسّاقَطُ المعاني وحدَها
هدوءاً ... سلاماً دون نزيف حربٍ
مطراً وثلجاً ...
يُحيي نفوساً عضَّها الألم
أثقلها التعبُ ... الفراقُ .... الصبرُ ... ال
هناك ، في القادماتِ من الأحلام
في القادمين الى الحياة
اولادنا الجميلون الأذكياء
أولاد الوطن الملونون بالمناطق والطوائف
الملونون بالإبتسامات والعشق
واللهجات الحلوه
ثمةَ انفراجات
نتقيأُ من خلالها العفن الكائن في الواقع وفي الذاكرة
العفن القادم ... منهم ... من خارج الوطن
من خارج الروح
ثمة أطفال قادمون ، يلهون ببقايا القذائف
ما أتعسكم : يقولون لنا
ثمةَ صرّةً من حنين
لفّتها أم ثكلى ...
أودعتها أمانةً لابنها الشهيد
صرَّة طّويتْ فيها أشواق وأسئلة
أسئلة لا يريد أحداً جوابها
أين رفاة الشهيد ... ؟
أين قدمك المقطوعة ..؟
كم غابةٍ احترقت..؟
كم آهاتٍ سُجِنتْ في الصدور وفي الذاكرة
فلترحل وساوس الشياطين مثلما رحلت يا عاماً ركبك الحزن
عاماً امتطاك الجهل
الكفرُ... والتكفير
هناكَ خلف الانتماء بارودٌ واختناقاتٌ
وهنك خلف الصحيح والخطأ.. ظنون
( إنَّ بعضَ الظِّنِ إثمٌ )
هناك في الخلفِ ما لا يُحمدُ
هناك أوجاعُنا لا تُباعُ ولا تُشترى
أمّا هنا .. في الأمام
أمام المرارة .. أمام الأسئله
أمام بريق العيون
أمام نضارة الأطفال ، وسكينة الشيوخ
أمام ذلك دفقاتٌ من مشاعر وأماني
أمام ذلك الاحتراق و.. فوقه
ثمّة أجوبةً تُخلقْ
وابتسامة ترسم
وأعواماً يُكتَبُ فيها أسفاراً وقيم إنسان
وأوجاعاً لا تُباعُ ...
ولا تُشترى.
*****
#كمال_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟