أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - العضّ على أصابع النّدم














المزيد.....

العضّ على أصابع النّدم


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5350 - 2016 / 11 / 23 - 13:41
المحور: الادب والفن
    


تستيقظ مذعورة في كلّ ليلة، تسأل نفسها عن مدى إيمانها بنفسها، تستعرض شريط الماضي. طفلة، شابة، وامرأة ناضجة.
لماذا ابتليتُ بكلّ هذه الدّائرة من الجهل؟
ويرحل ذهنها إلى صديقتها في الجامعة التي قالت لها: فتّشي عن مكان غير هذا المكان، وعن رجل يوصلك إلى مكان يناسب موهبتك.
في ذلك اليوم الذي قالت لها صديقتها ذلك سخرت منها في تلك اللحظة، وقالت في سرّها: " عاهرة تنصحني"
فهمت صديقتها ماذا تقول، لم تتأثّر. بل قالت لها: اضطررت أن أحمي نفسي، وأعيش حياة كريمة، فأنا أنام مع الشّخص، وعندما يسلّم عليّ في اليوم التّالي لا أرد. ماذا تريدينني أن أفعل؟ هل اموت جوعاً؟ أبي لا ينفق عليّ.
عندما حضرت أمسية تلك الصديقة حول كتابها المؤلّف من عشرة صفحات كان الحضور من كبار رجال الأمن، وشخصيات المجتمع، من بينهم بعض الأجانب.
تستيقظ تلك المرأة التي سخرت في قلبها من صديقتها مذعورة في كل يوم وتسأل نفسها: هل كنت على صواب؟
بالطّبع لم أكن على صواب. تربيتي الأولى خاطئة. فهمت أنّ القيم ، والاجتهاد هما الطريقان الموصلان للنّجاح. أين أنا من صديقتي التي سخرت منها؟ عليّ أن أعترف بأنّ عملها كان شريفاً، لكنّني لا أجيده فلو أنّني امتهنته لكنت اليوم في سجن النّساء. هذا وراثة اجتماعية.
صديقتها اليوم تقيم في وسط العالم محاطة بالحرس والخدم، وهي خسرت الكثير. أعجب بصديقتها أحد زبائنها. تزوّجها ممنوناً لأنّها حلّت على حياته مباركة لها، أمّا هي فقد تركها زوجها الذي حاز عليها صغيرة وجميلة وغنيّة، وعذراء. ذهب إلى أخرى تشبه صديقتها في المهنة فقط، هي أرملة تبحث عن الحبّ مقابل المال، فقط هي في الصّف السّفلي من المجتمع. هو مجتمعه الذي يحبّ.
في ذلك اليوم الذي غادر فيه ذلك الشّخص الذي دعمته كي يكون وجهاً للعائلة، والتي نبّهها أقرب النّاس إلى أنّها تنفخ في قربة مثقوبة ، بدأت تفكّر بنفسها:
لم أحترم نفسي. أعطيته أهم أيّام حياتي. هو لا يستحقّ ، لكنّني اعتقدت أنّه مظهر لا بد منه. أين أذهب الآن؟
ترى النّساء من حولها يبذخن، وهي التي سرقت له ربطات العنق، والقمصان كي يلبسها ،لا يبدو عليه الفقر، ويكون رمزاً مناسباً لها ولأولادها.
عندما يقول لها أحدهم أنّ الزمن كفيل بحلّ كل الأشياء. تقول له: تلك المقولات تشبه أبر المورفين. الزّمن مع الظّالم، عليّ أن آخذ حقي بيدي.
تعاود التواصل مع صديقتها علّها تساعدها في الحصول على عمل. أرسلت لها رسالة: أنا الآن مع وزير ثقافة عربي نناقش أموراً هامة. سوف أتّصل بك لا حقاً.
تتواصل صديقتها بعد ساعات ويتمّ الكلام بكل شيء بصراحة. تقول لها ظلمتك لآنّك داعرة، وأحسدك الآن. أعضّ على أصابع النّدم.
لا تحزني يا صديقتي! أنا أحسدك في كلّ وقت، وممتنة لك لأنّك فهمت أخيراً أنّه لو بقيت ملتزمة بما التزمت أنت به لكنت لم ألتق حتى بزوج، لو تركت اليوم زوجي فهناك صفّ من الرّجال، جميعهم بربطات عنق يريدون الارتباط بي.
تقول لصديقتها: اكتشفت أنّ الحياة لا تتحمّل القيم. ماذا أفعل الآن؟
وتقول الصّديقة: لا شيء. عليك أن ترشّي خلفه الماء. تستحقين الحياة، ولم تكوني معه على قيد الحياة.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التّحكّم بمصير النّساء
- كلام عبثيّ خارج الحدود
- ألبوم الصّور
- ثقافة الزّيف، والنّفاق
- أعود إلى زمني
- اعتذار
- عتاب
- لا تنتظر موعدنا الليلة
- المرأة تسمع بأذنيها، والرّجل يرى بعينيه
- الفكر الدّيني والقومي في سوريّة
- كلّ ذلك الألم
- هل كان عمر متين مثلي الجنس؟
- تزوير التّاريخ في سوريّة
- مناضلات بفساتين سهرة حمراء
- آثار هجرة العائلة السّورية
- رويدة -6-
- رويدة -5-
- رويدة-4-
- رويدة -3-
- رويدة-2-


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - العضّ على أصابع النّدم