يسار مهلل -للترامبية-

محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 21 - 23:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الإشكال الذي يعاني منه اليسار المابعد الكولونيالي ؛ هذا الميل الدائم لنزع التناقضات الداخلية من حساباته النظرية و السياسية و حصر الرؤية الفكرية و الأيديولوجية في منطق التحدي الإستعماري الخارجي ( الموجود طبعا) بالتالي يكون الصراع بين الشعب ككتلة موحدة في مواجهة الإستعمار بإغفال أحمق لتعقيدات الواقع الموضوعي الداخلي و الترابط العضوي بين التناقضات الداخلية و الخارجية ؛ أي الوحدة التناقضية المكونة للصراغ العالمي في علاقة تماثل-تفارق بين شعوب العالم المضطهد و رأس المال المعولم .
أربع يسارات مازالت تنازع الوجود في العالم ؛ يسار سفياتي شديد الراديكالية و الأدلجة مازال يقيم تصوراته من اللينينية الحوارية و أحلام حرب العصابات الثورية من حركة الماو ماو الغينية حتى حركات الأيديولوجيا المقاتلة في الإكوادور و كولمبيا ضمن يسار الخمسينات . و يسار تنازل على الماركسية نحو يسارية اجتماعية الهوى قبلت الدولة كأمر واقع و سعت لتجاوز تركتها الشيوعية بليبيرالية شديدة البرغماتية . و يسار غير ماركسي ذا خطاب اجتماعي شعبوي عروبي أحيانا وجد شرعية وجوده داخل لعبة المحاور الإقليمية التي أوجدها الربيع العريي لعل "العزمية" تعبيرها الأساس .و يسار مازال ينبني على الماركسية أيديولوجيا مع محاولة وقعنة سياسية راهنة تحاول أن تستفيد من منجزات حق الكلام و التتظم التي قدمتها الثورات العربية .
اليساران الأخيران هماالمحددان داخل المشهد اليساري العربي الآن؛ فإذا انبنى الخطاب الأول على لبرلة خطابه مع المحافظة على المضامين الكبرى كالمسألة القومية إلا أنه ينعزل ليبيراليا على التناقضات الخارجية المحددة في مجرى الصراع العالمي .بالتالي كاستتباع سياسي تتحول الديمقراطية معطى ليبيراليا محظا قد يعتبر الإخوان المسلمين منتوجا ديمقراطيا فقط فقط لأنها جائت عبر صناديق الإقتراع و بالتالي الغرق ضمن محورة الديمقراطية قطريا و تركيا .
اليسار الأخير يتحرك ضمن منطق ما بعد كولونيالي "ممانع" الهوى السياسي . حساب التكتيكات لا يقوم على حساب فهم الطبيعة العضوية لترابط المعطيات الداخلية و الخارجية للصراع الطبقي في مستواه الداخلي و الخارجي . بالتالي فالعداء الأعشى لرأس المال دون حساب الدور الحاسم للصراع الإجتماعي داخليا و سياقات صناعة الهيمنة الطبقية يدفع سياسيا إلى الدفاع الأعمى على الإستبداد السياسي بعنوان الوطنية و البلاغيات الشعاراتية .
الطريف أخيرا كم الغبطة المضحكة مع اليمينية التي تنتعش في أمريكا و ترامب حتى صعود اليمين الفرنسي من وسطه حتى أقصاه الذي تحدد هو ذاته لاعتبارات داخلية مرتبطة بالمراكز الرأسمالية و طريقة تدوير الأزمات عبر المراوحات المفروضة على رأس المال في إطار مأزقه البنيوي .قد يكون غريبا أن نبنى المواقف على منطق شعوري لا سياسي كالتشفي مثلا أو من خلال انظار المدد من المراكز الرأسمالية ذاتها طمعا في صعود حكومات جديدة قد تقوم بردم السياسات الحالية لرأس المال . من الحمق مثلا انتظار نجاة سوريا من مستنقع الحرب الأهلية عير تبدل الحكومة الأمريكية أو تحول المصالح الرأسمالية على خوزقة شعوب العالم المضطهد فقط بمجرد تغير الحكومات ! قد لا يعلم دونالد ترامب السيدة لوبان أن لهما معجبين يساريين في العالم العربي ينتظرون منه مددا لدعم الممانعات و فض الخلاف العائلي مع السعودية و تصفية تركة الإدارة السابقة ..للخازوق

#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات