أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.....9














المزيد.....

من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.....9


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1419 - 2006 / 1 / 3 - 09:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ونحن في تعاملنا مع الطبقة المستفيدة من الاستغلال، نجد أنها توظف ما توفر لديها من إمكانيات، لتغيير الواقع، بما يخدم مصلحتها الطبقية، في اتجاه تعميق استغلالها للفئات المستهدفة بالاستغلال المادي، والمعنوي، حتى تتم مضاعفة فائض القيمة، الذي يزيد من التراكم الرأسمالي لديها، والذي يعتبر مصدرا لعملتها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وهو ما يعني: أن تغييرها للواقع، لا يستهدف إلا تطوير وسائل الإنتاج، واليات التبادل التجاري، وإيجاد أسواق جديدة، لتصريف البضائع التي تنتجها بمختلف المؤسسات الإنتاجية التي تملكها.

أما علاقة الطبقة العاملة بالواقع، فإنه يكون محكوما بالسعي المستمر إلى جعل الإنتاج في خدمة الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، عن طريق الحرص على تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، للطبقة العاملة، ولسائر المقهورين، كخطوة في اتجاه بناء الأداة الثورية، التي تقود الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، إلى وضع حد للاستغلال، وبصفة نهائية، عن طريق امتلاك سلطة الدولة، واستغلال أجهزتها التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، لجعل ملكية وسائل الإنتاج في ملك جميع أفراد المجتمع، حتى يصير الإنتاج في خدمة المجتمع ككل. وتغيير من هذا النوع، لا يمكن اعتباره إلا تغييرا استراتيجيا، يسبقه سعي إلى القيام بتغييرات مرحلية، قد تكون قصيرة المدى، أو متوسطة المدى، وقد تكون طويلة المدى.

وهذه التغييرات المرحلية، لا تتم إلا في إطار ما صار يعرف بالنضال الديمقراطي، و إجراء انتخابات حرة، ونزيهة، وتكوين حكومة من الأغلبية البرلمانية، تكون مهمتها العمل على التخفيف من المعاناة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية للجماهير الشعبية الكادحة.

ولذلك نجد أن العلاقة بالواقع تنتج مستويين من التغيير :

1) مستوى التغيير الهادف إلى تكريس الاستغلال المادي، والمعنوي، عن طريق تطوير آليات الاستغلال المادي، والمعنوي، للطبقة العاملة ولسائر الكادحين. وتغيير من هذا النوع، يؤدي إلى تكريس الاستغلال، ويعمقه، ويساعد على تأبيد السيطرة الطبقية، ويعمق تلك السيطرة.

2)مستوى التغيير الهادف إلى تحويل الملكية الفردية: إلى ملكية جماعية، الذي يسبقه تغيير إيديولوجي، وثقافي، وسياسي. وهذا النوع من التغيير يقضي على الاستغلال، وبصفة نهائية، لصالح تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، التي هي أمل الكادحين في كل أرجاء الأرض.

وبالنسبة لعلاقة المرأة بالواقع، فإنها يمكن أن تصنف ضمن الإطار العام الذي رأيناه. فهي إما سيدة، أو إقطاعية، أو بورجوازية، حسب التشكيلة التي وجدت فيها، وإما أمة ،أو قنة، أو عاملة: أي أنها إما ممارسة للاستغلال، أو يمارس عليها الاستغلال، وبالتالي فالمرأة المستفيدة من الاستغلال، يحتويها الواقع، وتصير حريصة على تكريسه، والمرأة التي يمارس عليها الاستغلال، ترفض الواقع القائم، وتسعى إلى تغييره.

وبناء على هذا التصور: فالمرأة التي تنتمي إلى الطبقة المستفيدة من الاستغلال، تسعى إلى تغيير وسائل الإنتاج، بهدف تعميق الاستغلال، وتطويره، للزيادة في خدمة المصالح الطبقية، للمستفيدين من الاستغلال.

أما المرأة المنتمية إلى الطبقة التي يمارس عليها الاستغلال، فإنها في حالة امتلاكها للوعي الطبقي، تنخرط في النضال المرحلي، من أجل تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية، كما تنخرط في النضال السياسي من بابه الواسع، من أجل العمل على تغيير ملكية وسائل الإنتاج: إلى ملكية جماعية، لتحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، باعتبارها الإطار الذي تتحقق فيه المساواة بين الرجال، والنساء.

وما يمكن الوقوف عليه: هو أن المرأة، في إطار علاقتها بالواقع، تعاني من النظرة الدونية، سواء كانت مستفيدة من الاستغلال، أو مستغلة (بفتح الغين).

وهذه النظرة: تبقى رهينة بطبيعة الثقافة السائدة، والتي تأتي إما من الثقافة التقليدية المحافظة، أو المؤدلجة للدين الإسلامي، التي تكرس كون المرأة مجرد متاع، يجب حفظه، حتى لا يصير مبتذلا بين الناس، أو أنه مجرد عورة، يجب سترها، كما تأتي من الثقافة الرأسمالية الغربية، التي يسمونها ثقافة الحداثة، التي لا ترى في المرأة إلا كونها سلعة؟، أو بضاعة تعرض في الأسواق، كباقي البضائع، حتى تقف وراء الزيادة في استهلاك البضائع الرأسمالية: أي أن المرأة، في نظر النظام الرأسمالي، هي أداة للزيادة في استهلاك البضائع الرأسمالية.

ولإزالة النظرة الدونية للمرأة، نجد أنفسنا في حاجة إلى ثورة ثقافية، لخلخلة البنيات العقلية، التي سادت في المجتمع الرأسمالي، وفي غيره من التشكيلات الاجتماعية السابقة عليه، من أجل اقتلاع النظرة الدونية للمرأة من العقليات، ومن المسلكيات الفردية، والجماعية، حتى تسود نظرة المساواة بين الرجال، والنساء، التي تقتضي القيام بتفكيك البنيات الثقافية التقليدية، وتفكيك البنيات الثقافية الرأسمالية، وتفكيك ادلجة الدين الإسلامي في نفس الوقت، حيث تعتبر هذه الثقافات مصادر لدونية المرأة، والعمل على إنتاج ثقافة تقود إلى احترام المرأة، وتقدير عطاءاتها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، والعمل على تطوير نظرة المرأة لنفسها، حتى لا تستمر في تسليع جسدها، مما يؤدي إلى احتقارها.

والقيام بالثورة الثقافية، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى إعطاء النضال الديمقراطي بعدا جديدا، بانخراط المرأة الواسع فيه، حتى تزول كل الفوارق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية التي تميز بين الناس، في التشكيلات الاجتماعية العبودية، والإقطاعية، والرأسمالية.

وتتحقق المساواة بين الناس جميعا في المجتمع الاشتراكي الذي يعتبر وحده المجال الذي تتحقق فيه تلك المساواة. والبشرية لا يمكن أن تتخلص من الكثير من الأمراض، إلا بالتخلص من الاستغلال الطبقي، الذي هو المدخل لحرية الإنسان، ولحرية المرأة.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم ...
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........6
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........5
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........4
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........3
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........2
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........1
- الصراع ضد انتهازية البورجوازية الصغرى ........2
- الصراع ضد انتهازية البورجوازية الصغرى ........1
- حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغرب ...


المزيد.....




- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.....9