أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - نكتة الموسم الشامية














المزيد.....

نكتة الموسم الشامية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1419 - 2006 / 1 / 3 - 09:22
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد أن ضرب ضربته وهرب، وعلى هامش تداعيات انشقاق، أو ارتداد، ولا فرق، السيد عبد الحليم خدام النائب السابق المزمن لرئيس الجمهورية العربية السورية، وعلى خلفية هذا التنصل من النظام، وتداعياته فقد صدر قرار ثوري وفوري بفصل الرفيق عبد الحليم خدام من عضوية حزب البعث العربي الإشتراكي، والذي كان يشغل فيه منصب عضو قيادة قطرية فقط لاغير وظل يشغله لعقود خلت من السنين، ، وما أدراك ما هو عضو القيادة القطرية، وعلى كم "فلتر" أمني، وسلطوي يجب أن يمر أي رفيق صغير قبل أن يصبح عضو قيادة فرقة في قرية في الميادين؟ وكم من التقارير الأمنية، والدراسات التقييمية، ونشرة استعلامات سيملأ، وستكتب فيه قبل أن يصبح بوابا على باب جمعية اتحاد الفلاحين في دير العشاير مثلا. وكم كان يلزم الأمر من الواسطات، والتدخلات، والضغوطات ليحظى الإنسان بمنصب عضو قيادة شعبة في معرتمصرين؟ أمّا عضوية مؤتمر البعث، مثلا، فكانت ميزة، وشرف لا يحظى به إلاّ من كان بمنزلة العشرة المبشرين.

يكفينا ضحكا ونكاتا، بعد أن شبعنا منها أمس في كرنفال التشريح من على منبر الديمقراطية السورية العريق، وصرحها المبين مجلس الشعب، حيث لم يتركوا شعرة في ذقن الرجل إلا ونتفوها، و"جابوا عاليه واطيه"، ومسحوا به الأرض مسحاً، وهو الذي كان حتى الأمس القريب تابوها محصنا، ومحرما على كل المنتقدين، وخاصة من الكتاب الثرثارين، وصنما بعثيا مقدسا لا يقترب منه حتى أطهر المطهرين.

وقرار التبرئة والتبييض، أتى في غير محله، لعدة أسباب منها أنه يندرج في نطاق الدعابة والنكتة، وهذا ليس وقت الضحك، والمزح، وإنما زمن القهر، والبكاء وذرف الدموع الصعب. زمن لا يستطيع فيه أي إنسان إلا أن يبكي على هذه الأوطان، والشعوب التي أصبحت اضحوكات، وألعوبات، ومجال للتسلية وقضاء الأوقات للهواة، والمافيات، وتجار السياسة الصغار. وإن فصل السيد خدام من عضوية البعث هو تبرئة له، وصك براءة كان يسعى إليه، حيث أصبح انتساب أي شخص لأي حزب سلطوي في هذه الأيام وصمة إلى يوم الدين، وسببا وجيها وكافيا للإدانة، وكان الأجدر، والأفضل أن يبقى السيد خدام عضوا في الحزب، لأن ذلك أكبر عقوبة وانتقام يمكن أن يتعرض له في هذا الوقت بالذات، ردا على انشقاقه، وسعيه للخروج من هذا الطاقم الذي أصيب في الصميم، وأصبح الخروج، والفرار منه هو صك البراءة الوحيد الذي يمكن أن يحصل عليه. إن بقاء السيد خدام عضوا في البعث كفيل بأن يصيبه بالتأنيب، وبالتعذيب القاتل للضمير، طوال حياته، وهذا ما سعى إليه حقا من خلال هذا التحول الدرامي الكبير، وهو ما كان سيعجل في نهايته الجسدية، بعد أن انتهى سياسيا تماما، وكان يجب ألا يمنح هذا الشرف أبدا، وأن تظل صفة البعثي وعضوية القيادة القطرية، ودفع الاشتراكات الشهرية، وحضور الاجتماعات الأسبوعية التي سيسمع بها نفس التعويذات واللغة الخشبية القدرية، ملازمة له حتى خروجه نهائيا من هذه الحياة، نظرا لما تنطوي عليه هذه الصفة من نقائص، وشرور، وآثام، فمن هو العبقري، وصاحب هذا الاقتراح الفريد؟

هل خرج السيد خدام عن التقاليد الحزبية المثالية، وجاهر بآرائه، ومن المفروض في هكذا حالات ألا يتكلم، إلا وفق التوجيهات وما يملى عليه، وألا يتحرك إلا بالريموت كونترول، وأن يردد مع الجموع الهاتفة أنغومة الوفاء والولاء، ومن هنا لا يصح أن يكون بعثيا بعد الآن، ولذا جاء القرار الحكيم بفصله من حزب الجماهير؟

كم من المافيوزيين الدوليين يتوقون الآن، وبشغف، لعملية تبييض سياسي، بعد أن يكونوا حتما قد بيّضوا ملياراتهم التي نهبهوها من الشعب المسكين؟ وكم يتمنون خروجا, وتملصا هادئا من المركب الغريق، وبلا ضجيج، عبر تسريح بإحسان من الانتماء للأحزاب، والهيئات، والحكومات، والمنظمات التي أهلكت، الحرث، والضرع، والناس، وخلفت الأوطان بوراً يباباً، وقفراء تصفر فيها الريح أيما صفير؟

السيد خدام سيتوجه اليوم، وربما غدا باكرا، إلى المعارضة السورية المترامية الأطراف، وبيده صك البراءة، والخلاص، والتنصل من صفة البعثي، ليدخل في دين المعارضة أفواجاً، ويقودها في رحلة عذاب، وخراب مضنية من جديد، وهي التي كانت سترفضه، وستعيّره، حتماً، بانتمائه البعثي.

باعتقادي، وبما تنطوي عليه هذه الصفة من استبداد، ولصوصية، ومافيوية، وفساد فهي يجب أن تبقى ملازمة للسيد خدام مدى الحياة. وأن أكبر عقوبة كان يمكن أن تطال هذا الرجل، وأمثاله، هو نعته بالبعثي، ومنحه لقب العضوية فيه حتى الممات، لأنه ببمارساته تلك، وسلوكه المريب الطويل، وتاريخه الاستبدادي الأسود البغيض، فهو خير من يجسد هذه الصفة خير تجسيد.

إن هذه، حقاً، مزحة كبرى، ونكتة من العيار الثقيل، تطلق في الزمن الكئيب، وستبقى نكتة الموسم المفضلة، حتى يتم ارتكاب حماقة جديدة، يضحك عليها الناس، من قبل عرّاب آخر من المافيوزيين.

ابقوه بعثيا، وانتظروا قليلاً لكان طق، وفقع، ومات لوحده، من الكمد والغيظ.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب المزابل والنفايات السياسية
- المنشق السوري الكبير
- تعقيبا على تعقيب
- مرايا السوريين
- البرلمان العربي: سراب السراب
- شجرة الحرية
- الحجاج نويل
- الأجندة العربية والأجندة الأمريكية
- صلوات لاستسقاء الديمقراطية
- نقطة نظام
- عندما تطفئ الشموع
- لِمَ الإحراج يا سيادة الرئيس نجاد؟
- نبوءة علي الديك
- مدرسة الحوار المتمدن
- نهاية رجل شجاع
- مُصحف سيادة الرئيس
- عودة الوعي للسوريين
- قناة الشام الفضائية
- الحوار المتمدن ومحنة الأمل الكبير
- فرصة الأخوان التاريخية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - نكتة الموسم الشامية