أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الحيرة في قصيدة -حرف على الهامش- وجدي مصطفى














المزيد.....

الحيرة في قصيدة -حرف على الهامش- وجدي مصطفى


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 20 - 22:03
المحور: الادب والفن
    


الحيرة في قصيدة
"حرف على الهامش"
وجدي مصطفى
دائما تكون الكاتبة الأولى صعبة، تحمل شيء من الرهبة، وكأني اقف أمام الجمهور لأول مرة، هذا ما يصيبني عندما اكتب عن كتاب/نص لكاتب لأول مرة، رغم أن القصيدة "حرف على الهامش" متواضعة في حجمها، إلا أنها تقدم فكرة عظيمة، لما تشكل من حالة اشكالية لنا، فكرة الحيرة، كيف نختار، وأين نقف، وأي زمان، وأي اتجاه هو المناسب، ومن هم الأشخاص الذين نختارهم، نقف معهم؟ كل هذه الأسئلة حاضرة في القصيدة، فيمكننا أن نعتبرها قصيدة، تساؤل، لما تثيره فينا من تفكير وضرورة تحديد خياراتنا، "إن استطعنا إلى ذلك سبيلا"
المكان/الحالة لتي يقف فيها الراوي معالمها بهذا الشكل:
" بين الشيء ... و اللاشيء
بين حياه باذخه بعيده عن
الإسراف
وتواضع لا يشوبه إسفاف
ورقى لا يخالطه تكبر
وقوة بعيده عن التجبر
اقف على الهوامش
الراوي يقف على الحياد رغم حضوره/تواجده في حالة مترفة اقتصاديا "بين حياة باذخة بعيدة عن الإسراف"
لكن ما يعانيه ليس المادة، بقدر حالة الحيرة التي يمر بها، فهو يتمتع بثقة بالنفس علية المستوى
"تواضع لا يشوبه إسفاف"
ويعيش في حالة من لرفاهية
"ورقي لا يخالطه تكبر"
ويمتك نفوذ/سلطة
"وقوة بعيدة عن التجبر" مع كل هذا الوضع الجيد والاستثنائي في منطقتنا، التي يعمها الفقر وما يحمله من ذل، وما يترتب على الفقراء أن يكونوا تحت رحمة الأسياد، فالراوي يعيش في حالة استثنائية إذا ما قارنها مع الحالة العامة، ومع هذا نجده غير راض عن هذا الوضع/الحياة المترفة، فقرر أن يكون/يقف "على الهامش" وهنا السؤال، لماذا يريد الراوي أن يكون على الهامش، هل هو خائف من الانزلاق إلى هؤلاء المسحوقين، فيكون مثلهم، فيفقد كل ما يتمتع به من امتيازات ويعيش الحالة البائسة التي ينتقدها؟
لنا نحن المتلقين أن نتحدث عن هذا الخوف، وبالتـأكيد هو خوف مشروع ومبرر، فليس من السهولة التقبل/الانتقال من حالة مترفة إلى حالة بائسة، ومن السهل القبول/الانتقال من حالة بائسة إلى حالة مترفة.
من هنا وجدنا الراوي يقف/اختار على يكون على الهامش/الحياد، لكن وجوده في وعلى الهامش، أيضا يجعله مرتبك، فمكانه غير محدد تماما، لا هو في جنة الرفاهية ولا في جحيم البؤس، ولهذا نجده أيضا يعاني من هذا الهامش/الحياد:
" خيطان رفيعان
خيط ابيض كأنه بياض الحرير
و خيط اسود كأنه سواد الكير
تحديد اللون الابيض والأسود بهذا الشكل يجعل الاختيار اصعب، فلا يوجد من هو رمادي، وعلى الراوي أن يحدد مكانه تماما، فليس هناك منطقة محايدة/متوسطة، وهنا يكون الاختيار حاسم وقاطع، أما مع أو ضد، اما نعم أو لا، فهل من السهل الاختيار؟
ينقلنا الراوي للحديث عن الطرف الآخر، الطرف المسحوق في كل شيء،:
" والقاع يبقي مزدحم
بفقراء الحرية .. وضحايا الحروب
ومظلومين السجون
و رفقاء الالام والوجع
وأصدقاء الوحدة المقيتة
الذين لا تخلو صدورهم من
غصه
لقد تناول الراوي ـ بشكل إنساني ـ ما يعانيه هؤلاء الآخرين، الذي يشكلون اكثرية "القاع يبقى مزدحم" وهذا إقرار منه بعد صواب وصحة حالتهم، فهو متعاطف/ينحاز لهم ولقضاياهم، من هنا تحدث عنهم بتفاصيلهم الموجعة، وكأنه يريدنا أن نتعاطف معهم أولا، ثم نتعاطف/نؤيده إذا ما اختار هذه الاتجاه/الطرف، أو أن نتعاطف معه إذا أراد أن يبقى في مكانه على الحياد/الهامش. وهنا تكمن عبقرية الراوي، هو لا يحسم أموره ولا يقدم حلولا، بل يقدم وصف حال, وعلينا/عليه أن نفكر أولا إلى أين نقف/نكون.
استمرار الحديث بشكل مفصل عن "سجناء الحرية، وألآمهم، وعمن يعانون نفسيا "أصدقاء الوحدة المقيتة" كل هذا يجعلنا/يجعل الراوي يحتار إلى أين سيتجه، أين سيكون، فلا هو قادر على البقاء في "عليين" ولا قادر على المساعدة/النزول إليهم فيكون مثلهم، حالة صراع/تناقض لا يمكن حسمها بسهولة.
ينهي الراوي قصيدته بهذا المقطع:
" معادله صعبه بين الشيء
.. واللاشيء
واكون ... أو لا أكون
عدم اعطائنا/تحديد الجهة التي سيتجه إليها يمثل ذكاء الراوي، فجعلنا نحن المتلقين نحتار معه، وكأننا نحن مشاركين له ومعه فيما يمر به، وهنا يكمن ابداع الراوي، أثارة التساؤلات، دمج/اشراك المتلقي في الهم/الحالة التي يمر بها، ثم تركه يفكر أين سيكون.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الجديد في ديوان -بائع النبي- سلطان القيسي
- الابداع والتألق في ديوان -المسرات- مازن دويكات-
- روح الشباب في قصيدة -جنة الله بقرار ثوري- مصباح حج محمد
- مداخل إلى ديوان -نهر الهوى- جاسر البزور
- سرد الوقت في رواية -آخر الحصون المنهارة-
- أثر الجنس في العقل الباطن للسارد قي رواية -آخر الحصون المنها ...
- تعرية المحتل في رواية -آخر الحصون المنهارة- مشهور البطران
- الأرض في قصة -رسول الإله إلى الحبيبة- أسامة العيسة
- السواد في قصيدة -مديح متوحش- كاظم خنجر
- الأديب المفكر الصهيونية في كتاب -بيان الوعي المستريب- إلياس ...
- المقدس الفني
- الضياع الادبي في رواية -أوديستي- أحمد سليمان العمري
- رواية السماء قريبة جدا (كاملة) مشهور البطران
- النص الملحمي في قصيدة -صدى الإنسان- منصور الريكان-
- القبيلة والتنوع في رواية -السماء قريبة جدا-
- جمالية النص في رواية -السماء قريبة جدا- مشهور البطران
- حيوية النص في ديوان -خربشات على جدار ميت- منصور الريكان
- حضور المرأة في ديوان -88- خالد درويش
- الكتابة النادرة -سيرة مدينة- عبد الرحمن منيف
- القيامة في المنطقة العربية


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الحيرة في قصيدة -حرف على الهامش- وجدي مصطفى