أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - صانع الاحذية














المزيد.....

صانع الاحذية


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 20 - 16:59
المحور: الادب والفن
    


صانع الاحذية
محمد الذهبي
كان يعدد آلاء الحصار ويتغزل بتلك السنين العجاف، حيث الحاجة أم الاختراع، لقد قطعنا شوطا كبيرا في الاعتماد على المنتج الوطني، حتى ان بعض البيوت صارت مصانع للكثير من الاحتياجات، ودخل بعض الصناعيين في قلب الحدث وصار الابداع على اوجه مختلطا ببعض اعمال الغش والخداع، الورش تبتكر الكثير وتقلد المستورد بعمر اقل نوعما، وهذا لايعني ان الزيت سواء زيت المحركات او زيت الطعام لم تدخله اعمال الغش، فكان هذا يخلط بالنفط الاسود وذاك يصنع من البطاطا، ومع هذا درجت عجلة الزمن، وبقيت البراسيتول قرصا عراقيا بامتياز يهدىء الصداع ويخفي الآلام خلافا للبندول الصيني، لقد كنت اهتم كثيرا بقوالب الاحذية، اما ( الطركات) فكانت تدخل من منافذ مختلفة، وكنت اضارع في صناعة الحذاء الشركات الكبرى، امتهن صناعة الاحذية وهو صغير، لم يتعلم القراءة والكتابة، قضى حياته بين الجلود، وصارت رائحتها لاتفارقه ابدا، حتى انه يستطيع تمييز الحذاء من رائحة الجلد، ينام في المعمل وهو صانع بسيط، هروبه من الخدمة الالزامية تبخر بين معامل (عكد النصارى)، ابدع كثيرا في عمله وامتلك معملا لصناعة الاحذية مع بيت وسيارة فارهة نوعما، كانت الكارثة قد حلت به بعد سنة واحدة من سقوط بغداد بيد الاميركان، بدأ الاستيراد من قبل التجار المحمومين ، وصارت الدولة الجديدة تفتح جميع الابواب.
صار يصنع ويأتي بأنتاجه الى البيت يعرضه على ابناء مدينته، مهما يخفض الاسعار يكون المستورد اقل بكثير، سئم من البطالة المقنعة التي يعيشها بتفاصيل مملة، التجأ اخيرا الى التطوع في صفوف الجيش العراقي الجديد، لكنه كان يقابل بالرفض في كل مرة، لانه كان اميا، ولكنه تغلب اخيرا على هذا العائق بواسطة بسيطة عن طريق احد المعارف، ترهله وعمره الكبير كان عائقا مضافا، لكن نشاطه غطى على الاثنين، وراح يدخل في الدورات تباعا، لم تزل رائحة الجلود وطريقة تلميع الحذاء تراوده، فيمسك البندقية ويلمعها بفرشاة خاصة يجلبها معه، لايمل من صبغ حذائه وتلميعه، تلك الموهبة التي رافقته حتى وهو جندي لايعتني بعتاده قدر عنايته بتلميع البندقية، الواجبات التي خرج بها كانت واجبات بسيطة لاتستدعي اطلاق النار، الشباب كانوا مرشحين اكثر منه للدخول في المواقف الخطرة، حاول عدة مرات ان يري الناس طريقة تدريباته العسكرية، حتى انه جازف في بعضها ودخل مرتديا زيه العسكري مع مسدس اميركي يزين خاصرته اليمنى على طريقة افلام الكاوبوي الاميركية القديمة، التمارين التي كان يشرحها للمتجمهرين حوله لاتتعدى وضع البروك والاختباء خلف الجدران، مع النظر بكل الاتجاهات، او القفز على الجدران، لم ير تدريب الجيش العراقي في السابق، فقد كان يجابه بالسخرية لهشاشة التدريبات الاميركية امام تدريبات القوات الخاصة العراقية ايام زمان، لكنه غير مقتنع ان التدريب وحده لايكسب معركة، وانما العلم وتطور الاسلحة هو الذي قصم ظهر العراق في حربه مع اميركا، الجيش القوي الذي لايمتلك وسيلة او وسائل للدفاع (يضيع بالرجلين) كما قال احمد الذي كان معلما في احد مراكز التدريب اثناء الحرب مع ايران ، لكنه مصر على ان التدريبات الاميركية التي يراها شاقة كانت مفيدة جدا، في احدى المرات اصطحب حسن بندقيته معه ومسدسه الاميركي، كان الاثنان يلمعان كانهما جلد اجنبي كما عبر هو عنهما، وكانت النتيجة التي وضعها له ابناء المنطقة، ان الاثنين نظيفان جدا ويبرقان، لكنهما لم يطلقا اطلاقة واحدة.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سائق الكيّا
- ذهول القديس
- الحصان الاعمى
- الحمقى لايرقصون
- سليمهْ
- في الثورة
- الدور الثالث ضربة قاضية للتعليم في العراق
- عيد في العراق
- البحث عن صلاة الفجر
- الجثث لم تقل شيئاً
- الرجل الكلب
- خربها ابن الكلب
- تقاعد في بسماية
- الطيور تقع ميتة
- رأس الرئيس كان كبيرا
- فياغرا
- دفاعا عن النفس
- الساعة الخامسة عصرا
- لماذا لم انسحبْ
- آلة موسيقية


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - صانع الاحذية