جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5343 - 2016 / 11 / 14 - 17:30
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
صوت العلك من فم البنت - احتداد السمع Hyperacusis
قالت لي مرة سيدة المانية زرناها (زوجتي و انا) في مدينتها و اقمنا في بيتها ثلاثة ايام بدعوة منها بانها و كلما تقدم بها العمر اصبحت حساسة اكثر للاصوات سواء كانت الاصوات ضجيجا او كلاما عاديا او اصوات اقدام و كانما ارادت ان تعتذر منى بسبب شكواها باني اسبب لها هذه الاصوات (المزعجة) باقدامي عند المشي في الطابق الاول في الصباح. هنا تذكرت الصوت المزعج الذي كان يصاحب اخي و هو يأكل الخيار او التفاح في المساء لدرجة كنت احس بطول الفترة و باخر قطعه في فمه و هي تنزل الى معدته بالتدريج و هو يبتعد عنى على الاقل خمسة امتار و لكني و بالمقارنة لازلت اريد التقرب لصوت العلك من فم البنت و اعتبرها سمفونية موسيقية جميلة و دواء للاذن خاصة عندما تنفخ فيه لتفجره في فمها و تضحك.
شخصيا اعتقد ان هذه الاصوات مهمة لانها تدل على ان هناك لا تزال حياة تدب في البيت و الشارع و الا فهناك الموت و لكني اعتقد ايضا بان نسبة الضجيج ازدادت بشكل رهيب بسبب الموبايلات و موسيقى اغانيها القبيحة و السيارات و قلة الادب في السنوات الاخيرة لدرجة بدأت اشعر باني على وشك الاصابة باحتداد السمع. الضجيج اليومي و صوت ابواب السيارات التى تنفتح و تنسد في الشارع لا تنتهي و ترى الطابق الاعلى يكبرها في اذانك خاصة عندما يحاول البعض مسح الجليد من زجاج السيارة في الصباح الباكر في الشتاء الى ان يتحول الضجيج الى الم او ما يسمى طبيا بـ Hyperacusis.
طبعا تستطيع ان تسجل هذه الاصوات خاصة اذا ضعف بصرك او اصبت بالعمى او الصم كنوع من الموسيقى و تسجلها في القطع الموسيقية مثل بيتهوفن و لكني اجد صعوبة في تسجيل ضجيج الاذان و صيحات الله اكبر في قطع موسيقية لربما لاني لست موسيقيا و لا رساما لاسجلها في الواح زيتية. لذا لم يبق الا ان اكتب عنها خاصة و ان الحد الذي يفصل الضجيج من الموسيقى بدأ يتلاشى و ان الاغاني العصرية تحولت ايضا الى ضجيج لا يطاق.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟