قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5341 - 2016 / 11 / 12 - 18:18
المحور:
حقوق الانسان
دفاعا عن حرية المُعتقد ..
كتبَ الزميل جهاد علاونة مقالين متتابعين ، يُعلنُ في أحدهما تبرؤه من كتاباته السابقة "حول الإسلام"، ويُكرس الثاني لنبي الاسلام محمد .
قوبل مقالاه المذكورين بفيض من اللايكات، ومجموعة من التعليقات الناقدة لتحوله من مهاجمة الاسلام وتمجيد المسيحية ، إلى التوبة من النقد . بحيث حاول البعضُ أن يُعطي تفسيرات لتحوله هذا .
وهناك تفسيران لا ثالث لهما، حسب رأي المعلقين . فالأول يرى بأن الزميل جهاد يتعرض لتهديدات على حياته من قبل أطراف متطرفة.. لذا فّضل الزميل أن يُنقذ روحه ..
وعلى فرض بأن دوافع التحول هي الحفاظ على النفس .. فما الغضاضة في ذلك؟؟ فمثلنا يقول "يا روح ما بعدك روح"..!! وأعتقد بأن من حق كل إنسان أن يفعل المستحيل للحفاظ على نفسه وروحه .. فلا أحد "يعتلي" المشنقة راغبا ..
وينطبق هذا القول على من اغتالتهم يد الغدر ، كفرج فودة وناهض حتر.. فكلي ثقة بأنهما لم يرغبا بأن يُغتالا .. وبالتأكيد فهما وغيرهم من شهداء حرية الفكر ،كانوا يرغبون بالحياة ويحبونها ..
أما التفسير الثاني ، وعلى رأي المعلقين الكرام، فهو دافع الجوع .. إذ يُعاني الزميل جهاد وعائلته من ضنك العيش كما كتب هو أكثر من مرة .. والأولاد يكبرون ويحتاجون الى مصروف مادي كبير ، وخصوصا، إذا أرادوا إكمال دراستهم العليا .
ولنفترض بأن الزميل جهاد ، يبحث عن زيادة مدخوله ، فما العيب في ذلك؟ فربما يُشكل المسلمون غالبية زبائنه ، لذا من المحبذ أن يتوقف عن مهاجمة دينهم ، حتى يحصل على فرص عمل مجزية ..!!
كُل إنسان "يتنازل" في ظروف معينة عن بعض من قناعاته الشخصية والتي كان يعتقد بأنها الاساس التي يقوم عليها مبناه الفكري .. ولو من باب المجاملة والحفاظ على الود بين أفراد المجتمع الواحد ..!
فمن منّا لم يُشارك في بيت عزاء ،على سبيل المثال ، واستمع من شيخ الى محاضرة لا يستسيغها .. يستمع اليها منصتا دون ان يقاطع .. إحتراما للفقيد ولأهل الفقيد .. وعلى هذا قِس..
لكنني لن أدخل في الدوافع وراء تحول الزميل جهاد ، وليس من شأني أو شأن غيري أن "نُحاسبه" على معتقداته ، فهو حرٌ فيما يعتقد ، بشرط أن لا يفرض رأيه على الآخرين .
حرية المعتقد واحترام الرأي المخالف، هو أصل من الأصول وليس فرعا ..
وفي النهاية ، فأنا شخصيا وددتُ لو تقاضيت أجرا على ما أكتب .. فهذا ليس عيبا أو حراما..
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟