فاطمة البرجي
الحوار المتمدن-العدد: 5341 - 2016 / 11 / 12 - 07:17
المحور:
الادب والفن
نحن عائلة منسية و يحدث أن نشعر بالملل والوحدة..
دخلنا هذا البيت منذ أربع سنين..
بالتحديد في تاريخ 12. 12. 2012 في تمام الساعة 12:00.. ومنذ ذاك اليوم, ذاك الشهر, ذاك العام ومنذ تلك الساعة لم نغادر المكان..
ذات ليلة, قام فستان صاحبة البيت بمغامرة خطيرة كادت تودي بحياته القصيرة..
إذ أمسك بشريط أسود من الستان كان يزين الجانب الأيمن من حذاء السهرة بكعبه العالي.. فتحا معاً باب الشقة ونزلا السلالم بكل الصمت الممكن.. فتحا بوابة المبنى وتنشقا هواء الليل المنعش وركضا بكل ما أوتيا من سرعة, لكن ما أن وصلا الى النهاية حتى لفحهما هواء الشمال البارد فنتبها الى حقيقة أن الشارع انتهى هناك.. عادا على الفور.. كادا يتجمدان من البرد على حافة الدرج الخارجي, لولا أن " مارتن" جار صاحبة البيت السكّير فتح الباب وكان عائداً من احدى حانات المدينة.. كان يشبه قنديلاً مطفأ وكان يترنح من كثرة الشرب, فلم ينتبه لهما وهما يصعدان ثم يهبطان خلفه.. الى ان وصلا الى الطابق الثاني فتحا الباب ودخلا الى الدفء.. وتركا مارتن يصعد ويهبط الدرج يحاول ان يتذكر في أي طابق يسكن..
نحن إذن عائلة منسية وضعتنا صاحبة البيت هنا ونسيتنا..
وها نحن من قسوة النسيان نتحول الى نباتات طرية.. تخترق الثقوب الضيقة من كيس أخضر من الشمع كُتب عليه: تفاح نروجي قطاف هذا الموسم.. نفتح باب الخزانة قرب المجلى نتسلل بصمت وهدوء نتنشق رائحة الدفء والطعام نتسلق الطاولة ثم نتوزع على الكراسي الأربعة.. نجلس هناك فيما تحوم فوق رؤوسنا نجوم صغيرة وفراشات..
هكذا.. حتى إذا ما انبثق ضوء خافت من خلف الستارة أدركنا ان الوقت قد انتهى..
ننزل من الكراسي ونعود كما أتينا .. بهدوء وصمت الى الكيس الأخضر بثقوبه الحزينة الضيقة....
في خزانة الطعام قرب المجلى..
#فاطمة_البرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟