أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - صحوُ القصيدة














المزيد.....

صحوُ القصيدة


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1417 - 2006 / 1 / 1 - 05:54
المحور: الادب والفن
    


نام المغني والقصيدة صاحيةْ
قطفت أصابعها النجومْ
وهوت على أعتابها شهبٌ تعرّيها
فأيقظني بريقُ العريِ
ألبستُ الهواء دمي
وجاورت الجهات النائيةْ
ما كان أعلى من سياجِ الليل غيرُ يدٍ
تفتش عن يد الأنثى, وكانت عاليةْ
منذ انبلاج الكون كانت عاليةْ
منذ انفصال الأرض عن أطرافها
منذ اقتتال الأنبياء على دم الشعراءِ
كانت عاليةْ
فتأمّلي منفايَ يا أنثاي
لولاي استقال الأنبياءْ
وتفرَّق الحكماء عن محرابهم لولايَ
لولا أن خلف نوافذي جسداً يشقُّ الريح
بالشهواتِ, في جنبيه نارٌ حاميةْ
يَصْلى بها يومَ الإناثِ العابراتِ على ضلوع لذائذي
لولاي أقفرت الكؤوس من الرنينِ المخمليِّ
أنا اكتشاف العاشقينْ
ينمو على أسوار قلبي حبّ كلّ العالمينْ
لكنها أسوارُ قلبي صدَّعتها الريحُ في فصل الجليدِ
فنمتُ... لكن القصيدة صاحيةْ
*
حنّ الهواءُ إلى خطاكِ فلا تغيبي
يا لعنة الذكرى تطاردني خيالاتٌ
وينقبض الفؤاد مع المغيب
وتكونُ ذاكرة معبَّأة بأجيالٍ من العشاقِ
ترتعش الخلايا عندما أفق النهار
يردُّ شبَّاك العذارى
ويخبِّىء الخوف القديمُ أصابعي في زهرة الأحزانِ
يا... يا لعنة الذكرى تلين حجارة الوادي عليَّ
وأنتِ في حجرٍ تدقِّينَ الضلوعَ الخاويةْ
كم كنتُ خالقَك الرّحيمَ
وكنتُ شيطاناً سأغوي جوقة الإيقاع في
الأجساد تغزو جنّة الشهواتِ,
يا... يا لعنة الذكرى
يطلُّ الوجه من عشب الغيوبِ
ويشدّني وجعٌ فأشرب خمرتي
وأنام في وجه الحبيبِ
أنام...لكن القصيدة صاحيةْ
*
عودي إلى أهدابِ أمِّكِ واحرسيها
واتركي قلبي على كفيكِ مختلفَ الحضور
سأشتهي نهديكِ حتى آخر العمرِ القصير
ولو طواكِ الموتُ أطلقُ رقصتي من قمقمي
وأقول للكفن المشيعِ أشتهيها أشتهيها
هي قبَّتي العليا, بها رمَّمت أشلائي,
ترفَّق بالحبيبة يا كفنْ
عودي إلى أهدابِ أمك
إذ أعود لوحدة الرؤيا
أعرِّي صدرَ أغنيتي وألهجُ:
زمِّليني زمِّليني يا فروضَ الأغنيةْ
وأنامُ لكنَّ القصيدة صاحيةْ
ويشدُّني وجع القصيدةْ
وتراً من الرغباتِ قبل النومِ
يا ربَّ الفراغِ أعنْ بصيرتيَ الوحيدةْ
وحدي وأهل القلب ناموا
ناموا لتنهشني الوسائد والظلامُ
والظل يأكل خبزَ قلبي حين يوقد
وجهكِ الأقصى كواكب غرفتي
ما كنتِ قربي عندما بكت السماء الداخليَّةُ
من ضعفيَ الكونيِّ,
أرمي كلَّ أسلحتي وأفتح نبضتي
لشعاعِ طيفكِ... يا قصيدةُ... يا غنائي البكرَ...
يا امرأة شهيَّةْ
وأنام لكن القصيدة صاحيةْ
*
باركتُ من سمّيتها جبلَ الدعاءِ وباركتْني
أسريتُُ في وديانها العذراءِ
شاهدتُ السَّرائرَ تنجلي وتفيضُ مني
هذا براقُ دمي يطيِّره الهواءُ الأنثويُّ الشاعرُ
يطوي مداراتِ المدى فأرى مكامنَ كلِّ شيء
وأذوب في شلاَّلِ ضوءِ
تتواثبُ النيرانُ في رئتيَّ
حين أمرُّ قربَ ديارِ سيدتي
وأسهر تحت دالية المواجدِ
أقطف العنقودَ من نهدٍ
وأسكرُ في ذرى نجدٍ ويصحو في دمائي الساحرُ
يا وجهيَ الثاني أغثني
غرقتْ مرايا موجتي في قاعِ أنثى فاجأتني
وأنا أهرِّبُ دمعتي قالت: وجدتُك يا مغنِّي
فارقص معي
رتَّبتٌ إيقاعي وقلت لها:ارضعي
من غصني المطريِّ ينهضْ سرُّكِ الشجريُّ
قالت: آه منك وآه مني
كلّمتها سراًّ وسراًّ كلمتني
ثم نمتُ ولم تزل تلك القصيدة صاحيةْ
*
سأعودُ من حيث انتهى الجسد الجديدُ
جسدٌ:كتابٌ أم
لطائفُ أم
يمامٌ أم
منامٌ أم
هواءٌ ينحني فيه النشيدُ
جسدٌ يثقِّفُ صدره
تتلو قصائديَ الأثيمةُ طهره
يصحو, ويصحو ما كتبتُ
يعيدُ ترتيب الجنونِ وينتشي قربي
فأشهق حين شيطانُ الرؤى يكتظُّ بي
ويقول: يا ليت القصيدةَ مرأةٌ
بعرائها الفضِّيِّ أعبثُ
يستفيضُ الدمعُ من شبقٍ
وينفطر الوريدُ
يا وجهها النائي ألا تدنو
لتذكرني الطفولةُ والورودُ
فتعالَ يا شيطان راودني تلبَّسني
سأصعدُ في العراء وبالعراء
وسوف يُسقطني الصعودُ
وأنام...لكنَّ القصيدة صاحيةْ

28 – 3 – 1992



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حِوَارٌ مع المفكّر السّوري د. برهان غليون


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - صحوُ القصيدة