بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 5335 - 2016 / 11 / 6 - 12:23
المحور:
الادب والفن
أقصوصة
الحدود / إلى القاصة الراحلة مليكة مستظرف
قال لزوجته : (( لوأمطرت السماء هذا العام ، أو وجدت عملا هنا ، لما ذهبت إلى
مغنية ، الجوع كافريا حَدْهُمْ .))
قبل وجنتي ولده النائم في مهده الخشبي ، وزوجـته على فمها ، طالـبا منها ألا تقلق
عليه كثيرا ، هي ليلة واحدة ، ويعـود إليها مرفـوع الرأس ، كمحـارب مغوار،عـاد
منتصرا من معركة حربية ، أمام رجال ونساء الدَّوَّار.
عند عتبة الباب الخشبي الكبير، قالت له :
- اِحذروآحترس يا أُوسْمانْ في الطريق ،إن حراس الحدود وقطاع الطرق ، في كل
شِعب ووراء كل سدرة وأكمة ، قلوبهم قاسية كالصخرلايرحمون .
- أعلم يازوجتي العزيزة ، إنهم كلاب ، أولاد كلاب ، الرب يبعدهم عن طريقي .
- رافقتك السلامة ، عد لنا سالما ، غانما .
- إن شاء الرب .
قبلها مرة أخرى على فمها ، ووضع جراب الزاد ، على كتفه الأيسر ، ولكزبعصاه
الحمارالمحمل بقارورات العطر، ولفائف الكتان ، متجها صوب الحدود .
- إلى اللقاء : ( قالت زوجته .)
- إلى اللقاء : ( قال أُوسْمانْ. )
الظلام شديد والبرد قارس ، والطريق الترابي الضيق ، طويل ، طويل ، .............
..............................................................................................
- قف ، قف ، مكانك ، وإلا أطلقنا عليك النار.
- من ؟ من ؟ حراس الحدود !!
ألقى العصا وجراب الزاد على الأرض ، وأطلـق ساقـيه للريـح ، لايلوي على شيء
عائدا من حيث جاء، تاركا الحماربما حمل، تعثرت قدمه اليسرى بحجر كبير، سقط
أحس بكسر في ذراعه الأيسر، وآنسلاخ في راحـة يـده اليمنى ، قام ، جرى وهو يئن
أنـيـنا ، حراس الحدود يركضون خلفه ، بـدأ جريه يخفـت وأنـفاسـه تـنـقطع ، توقــف
لـيـلـتـقط أنـفـاسه قلـيلا . قـبل أن يعـبر الحـدود إلى بلـده ، أصابـوه برصــاصــات في
مؤخرالرأس والظهر .
بويعلا وي عبد الرحما ن ( بُويَا رَحْمَا نْ )
وجدة - المغرب
مغنية : مدينة جزائرية على الحدود الجزائرية -المغربية
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟