أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد الخميسي - اعتذار للشعب السوداني ، واستنكار لما جرى














المزيد.....

اعتذار للشعب السوداني ، واستنكار لما جرى


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 1417 - 2006 / 1 / 1 - 05:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يروع الشعب المصري مؤخرا بحدث مثلما روعته مذبحة السودانيين التي ارتكبها النظام المصري – من أكبر رأس في البلاد إلي أصغر جندي في الداخلية - فجر الجمعة 30 ديسمبر 2005 ليختتم بها عاما آخر من سنوات حكمه السوداء . وكانت المشاهد التي بثتها القنوات الفضائية لأخوتنا السودانيين تحت العصي والركلات أمرا فوق احتمال ضمير أي كائن بشري. لقد انتهت المذبحة بانتصار جديد للنظام المصري نجحت فيه قواته في قتل أكثر من عشرين مواطنا سودانيا مسالما أعزل وطفلين صغيرين . وتناثرت مع دماء السودانيين على أسفلت الشوارع كتب وحياة وصور ووثائق وعذاب وأحذية وملابس وأحلام بعام جديد سعيد . ولا يمكن وصف هذه الجريمة بغير أنها " جريمة ضد الإنسانية" و عملية " إبادة جماعية " لم تشهد لها مصر مثيلا .
هل يمكن للاعتذار أن يهون عن أسر الضحايا ؟ وأن يخفف من شعور الشعب السوداني بالألم ؟ وهل يمكن للاستنكار أن يصلح ما أسالته قوى الطغيان من دم ؟ . لقد استنكرت كل القوى الحية في المجتمع المصري تلك المذبحة ، المجزرة ، وتداعت لمظاهرة احتجاج يوم السبت 31 ديسمبر في ميدان مصطفى محمود بمنطقة المهندسين في الثانية عشرة ظهرا ، لتعرب عن احتجاجها وغضبها واستنكارها للمجزرة ، ولكي تطالب بمحاكمة السفاحين الذين ارتكبوا المجزرة . كما تم التخطيط لمظاهرة أخرى يوم الأحد الساعة الخامسة عصرا أمام مقر المفوضية السامية لشئون اللاجئين في منطقة المهندسين بالقاهرة . وتوالت عبر مواقع الانترنت كل أشكال التعبير الذي يعرب المصريون من خلاله عن احتجاجهم واستنكارهم للمذبحة وإدانتهم للقتلة وسياسات النظام المصري العامة .
لقد أظهرت " قواتنا المصرية " شجاعة منقطعة النظير أمام السودانيين العزل ، لم تستطع أن تظهر مثلها حين قتل العدو الإسرائيلي أبناء الشعب المصري عند معبر رفح منذ نحو عام ، فقد هبطت عليها في حينه حكمة التأني والتمهل ، ثم هبطت عليها نعمة النسيان .
إن أبشع المذابح التي تعرض لها الشعب المصري في تاريخه الحديث لا تصل لبشاعة المذبحة الأخيرة ، ومازال الشعب المصري يذكر حتى الآن ، في كتبه ، وفي ضميره ، وبألم بالغ ، مذبحة دنشواي عام 1906 باعتبارها دليلا على البربرية ، وذلك حين أعدم الإنجليز ستة من فلاحي قرية دنشواي في 28 يونيو 1906 . وظل ذلك الحكم في ضمير الحركة الوطنية باعتباره عملا وحشيا . الآن قتل أكثر من عشرين مواطن سوداني أعزل ، ومن دون سبب على الإطلاق ، فكيف تسمى هذه المذبحة ؟ . مازالت مصر تذكر مذبحة الإسماعيلية في16 أكتوبر 1951 حين أطلقت المدرعات البريطانية النار على متظاهرين فقتلت منهم سبعة أفراد !! وظلت تلك المذبحة في ضمير المصريين وتاريخهم باعتبارها هي الأخرى عملا بربريا لا ينسى . فكيف الحال مع قتل وسحل أكثر من عشرين مواطنا سودانيا وطفلين صغيرين ؟ هل تفارق هذه المذبحة ذاكرة مصر ؟ وهل ينسى المصريون أسماء القتلة والسفاحين ؟
أتساءل هل يمكن للاعتذار أن يهون عن أسر الضحايا ؟ وأن يخفف من شعور الشعب السوداني بالألم ؟ وهل يمكن للاستنكار أن يصلح ما أسالته قوى الطغيان من دم ؟. فقط على الشعب السوداني أن يعلم أننا شركاؤه في الهم ، وشركاؤه في المذابح ، بدءا من جريمة قطار كفر الدوار في أكتوبر 1998 ، مرورا بحادثة قطار الصعيد في 20 فبراير عام 2002 حيث احترق أكثر من ألف وخمسمائة مواطن مصري فقير داخل عربات القطار الشعبي الذي يستخدمه نحو 80% من فقراء مصر . احترقوا أحياء وهم في طريقهم لقضاء العيد بين أهاليهم ، بسبب إهمال النظام المصري لأبسط واجبات الصيانة واستهانته بأصغر حقوق مواطنيه . وفي يوم الاثنين 5 سبتمبر عام 2005 في أحد مسارح مدينة بني سويف بالصعيد شب حريق في المسرح أدى إلي وفاة ما يربو على 47 قتيلا من أفضل شباب الحركة المسرحية والثقافية ، لا لشئ ، إلا لأن الصيانة معدومة .
إن الجريمة البشعة التي وقعت لن تفارق ضميرنا أبدا . وأعتقد أنني بذلك لا أتحدث بصوتي وحدي ، ولا بضميري وحدي ، وأنني لست وحدي حين أتقدم بأحر التعازي للشعب السوداني في أخوتنا ضحايا المجزرة الإجرامية التي ارتكبها النظام المصري فجر الجمعة 30 ديسمبر عام 2005 . وحين أعلن معهم عن استنكاري لما جرى ، ومطالبتي بتقديم التعويضات لأهالي الضحايا ، ومحاكمة المسئولين عن الجريمة ، بل الجرائم التي ترتكب في حق الشعبين السوداني والمصري .

***
أحمد الخميسي . كاتب مصري
[email protected]



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروزاك .. صديق المبدعين
- ألفريد فرج .. في وداع الخيال
- الوجه الآخر لفوز الإخوان في مصر
- يوميات جندي أمريكي في العراق
- من أين يأتي الحزن ؟
- أقباط مصر .. هل يريدون الكثير ؟
- أحداث باريس وكلمات ألبير كامي
- الثقافة والطائرات
- المسألة القبطية وماجرى في الاسكندرية
- اللحظة الحرجة
- علاء الأسواني وروايته التي أثارت ضجة
- هي وأخواتها علماء العراق
- الرواية اليوم
- الانهيار الاقتصادي عصر مبارك
- الثورة مع الاستعمار
- فاجعة مسرح بني سويف
- نجم .. من الذاكرة !
- جغرافيا الفكر والثقافة
- رواية الصحن لسميحة خريس
- أقلام وأوراق


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد الخميسي - اعتذار للشعب السوداني ، واستنكار لما جرى