أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد الهدهد - المال ..... والعلاقات الزوجية














المزيد.....

المال ..... والعلاقات الزوجية


أحمد الهدهد

الحوار المتمدن-العدد: 5334 - 2016 / 11 / 5 - 01:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لأن المال في كثير من الأحيان يكون سبباً في تصدع العلاقة الزوجية، وقد يكون أيضاً الفأس الذي يكسرها، فقد طالب خبراء في العلاقات الزوجية بضرورة التحدث بعقلانية وببرود شديد عن القضايا المالية منذ بداية العلاقة، بحيث يعرف كل طرف ما له وما عليه في هذه القضية، التي تتحول في كثير من الحالات إلى سبب الخلاف الأول.
وقال مايكل ماري، الذي أصدر أكثر من 30 كتاباً عن العلاقات الزوجية وله برامج تلفزيونية عالمية، إنه لا يطالب الرجل والمرأة بأن يتحدثا في القضايا المالية في أول لقاء بينهما، بل حين يقرران الارتباط رسمياً. وقال إن الغالبية العظمى من الأزواج تعتبر أنه أمر غير رومانسي ولا عاطفي أن يتحدثوا عن المال، لكن ذلك تصرف ساذج ويدل على قصور النظر، وأوضح وجهة نظره قائلاً: إن أي إنسان يوقع عقد تأمين على الحياة أو ضد العجز عن العمل فإنه يفكر في أسوأ الاحتمالات منذ البداية، وكيف يتعامل معها، وما يحققه له هذا العقد من ضمانات في حال وقوع الشرور.
ومن هذا المنطلق يرى ماري ضرورة أن يتفق الرجل والمرأة على القضايا المالية، بل ويحبذ أن يحددا نصيب كل منهما في حال وقوع الطلاق بينهما، ويرى أن ذلك لا يتعارض مع الحب بينهما. وشدد على أن هناك مستويات متعددة للحديث عن المال، المستوى الأول يعتبر مثل الصفقة التجارية، أنت تشتغل وتكسب المال، وأنا أقوم بأعمال البيت والاهتمام بالأطفال، فإذا قصّر الرجل في كسب المال، وطلب من زوجته أن تساعده في توفير حاجات المنزل، فلا يحق له عندئذ أن يطالبها بأن تقوم بأعمال البيت أيضاً، بل لا بد من أن يقتسم معها هذا العمل، كما تقتسم معه كسب المال، ويشترط في هذه الصفقة أن يلتزم كل طرف بواجباته، أي أن تكون هناك صدقية والتزام.
والمستوى الثاني من التعامل مع المال، هو إنفاق المال بدافع الحب من دون انتظار مقابل، مثل أن يتحمل الزوج القسط الأكبر من تكاليف رحلة إلى الخارج، انطلاقاً من حبه لزوجته، واستمتاعه بقضاء الوقت معها، واقتسام سعادة الترفيه والاستجمام بجانبها، بشرط ألا تكون مصدراً في تكدير عطلته، وألا تطالبه بما يفوق طاقته، بل تتقبل ما يوفره لها عن طيب نفس. والمستوى الثالث هو أن يقوم الزوج مثلاً بتقديم هدية لزوجته، انطلاقاً من حبه للعطاء، وهنا لا يجوز له أن يطلب منها شيئاً في مقابل هذه الهدية.
ويوضح الخبير في العلاقات الزوجية أن الخلط بين هذه المستويات هو الذي يجعل الرجل - مثلاً - يشعر بخيبة أمل وإحباط عندما يهدي زوجته ساعة ثمينة، ثم لا يجدها تكون رهن إشارته لتلبي طلباته، اعتقاداً منه أن ذلك أمر بديهي، لأنه عندئذ يفكر فيها باعتبارها صفقة، ويخلط بين المستويات المتعددة للعلاقات المالية.
وأوضح أن غالبية النساء يسعين إلى الحفاظ على علاقة الزواج، ولذلك يصمتن على استغلال الأزواج لهن، مع أن عملهن في المنزل يفوق في غالبية الحالات عدد ساعات العمل التي يؤديها الرجل والجهد الذي يبذله. وقال إن غالبية الرجال لا يشعرون بقيمة ما تقوم به النساء من تشجيع لهم وتخفيف عنهم وإنصاتهن إلى شكواهم من صعوبات العمل، وهي مهمات تفوق قيمة المال.
وقال إن الأغنياء يعانون في العلاقات العاطفية أكثر من غيرهم، لأنهم يعتقدون دوماً أن كل من يقترب منهم إنما يطمع في أموالهم، مما يفسد عليهم الكثير من العلاقات العاطفية، ولذلك فإنهم في غالبية علاقاتهم يفكرون بطريقة الصفقات التجارية، ولا يتورعون عن مطالبة شريك حياتهم مثلاً بأن يدفع ثمن طعامه بنفسه إذا تناولا وجبة في مطعم!
وذكر أن الطرف الأكثر ثراء ليس بالضرورة الأقوى في العلاقة، مضيفاً بقوله إن الشخص الأكثر حاجة إلى الآخر هو الأضعف في العلاقة العاطفية، مشدداً على أن ذلك ليس دعوة للاستغناء على الآخر، بل لعدم السماح لطرف أن يستغل حاجة الآخر له، وهو ما تفعله معظم النساء في العصر الحاضر، بحيث يقبلن العيش على المساعدات الاجتماعية، في مستوى متواضع للغاية، بدلاً من تحمل حياة كلها رفاهية مع إنسان لا يشعرن تجاهه بالحب.
طبعاً في مجتمعاتنا الإسلامية الشرقية الوضع يختلف، ولكن يبقى المال «شيطان» الخلاف في غالب قصص الطلاق، على رغم أن الإسلام نظم آلية العلاقة المالية بين الزوجين، ولكن ظروف الحياة ومتاعبها الاقتصادية أبعدتنا كثيراً عن الضوابط الضامنة لسلامة العلاقة، فهل نعود إليها ونحذر التفريط بها لنسلم؟



#أحمد_الهدهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظرية النسوية في العلاقات الدولية
- تقاطع عدم المساواة بين الجنسين والتمييز العنصري
- قد يختلف الارباب لكن العبيد دائما هم القرابين
- التدافع والصراع السياسي
- المرأة في الدول الاسلامية والتوجهات السياسية
- الليبرالية النسوية ( المساواة بين الجنسين )
- قطيع الوطن لا يعرف اين تكمن سعادته
- نضال المرأة لاكتساب الحقوق داخل المجتمع الليبرالي
- التناوب على البلادة والغباوة
- المجتمعات العربية ومرحلة تفكيك الانظمة الشمولية التسلطية
- مصير اخر الدول الثيوقراطية في العالم
- التحالف مع الشيطان ..... اسقاط اول جمهورية للشعب العراقي
- مرجعيات النجف والصمت التأريخي عن السياسة
- يا زناة الليل .... أن حضيرة خنزير اطهر من اطهركم
- رجال الدين والتجارة بأوراق التين
- فقدان البوصلة الاخلاقية
- لا تنتظر ظهور ملائكة في دنيا السياسة
- العراق ..... واللعبة القذرة
- الليبرالية والتطرف الديني
- الديمقراطية التي يريدها الشرق الاوسط


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد الهدهد - المال ..... والعلاقات الزوجية