|
الدمار قادم
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5333 - 2016 / 11 / 4 - 20:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما صرخت زرقاء اليمامة محذرة قومها من خطر يداهمهم ، وقالت أن الأشجار قادمة ، ضحكوا عليها وإستغربوا كيف تسير الأشجار، وسخروا منها متندرين عليها ، ومسخفين لقولها ، لكنهم فوجئوا لاحقا بأن السيوف فوق رقابهم ، وهذا هو حال العرب هذه الأيام. منذ نحو خمسين عاما ، ونحن نصرخ في هذه الأمة مترامية الأطراف ومستباحتها ، بأن اليهود قادمون بتلمود بابل ، وأنهم سيسوموننا سوء العذاب والإذلال ، لم يسمعنا أحد ، وإن سمع فلا يصدق ، وقالوا :"أمجاد يا عرب امجاد"، وغنوا" ويلك يللي تعادينا يا ويلك ويل .... شوف النار تلاقينا بظلام اللييييييييل ، حنا للسيف للسيف ..صح يارجال؟ " و "دبابات الجنزير ..لما ع العدو تغير " ، وهم في حقيقة أمرهم ، تجرهم مستدمرة إسرائيل من هزيمة إلى هزيمة منكرة أخرى ، إلى أن ضاعت كل فلسطين وأراض عربية اخرى. لم تنفعهم أغاني التخدير هذه ، لأن صوت مغنيها فهد بلان لم يقم سوى بتلويث الأثير فقط ، وقادتهم ممارساتهم إلى الإستسلام ليهود بحر الخزر المتصهينين ، الذين لن يقبلوا بسيادة أي عقيدة غير عقيدتهم ، ويريدون جاهدين إبطال كلام الله جل في علاه بأنه غضب عليهم ، ولذلك قاموا بخلق المسيحية الصهيوينة لتهويد المسيحيين والمسيحية في الغرب ، وإدخالهم في المنظومة الصهيونية وهذا ما حصل ، كما انهم خلقوا لنا الإسلام السياسي ، وجاؤوا لنا بداعش لتشويه صورة الإسلام والمسلمين ، وقد نجحوا مع شديد الأسف ، وهام يحضرون أنفسهم للإنطلاق مجددا ، ولكن بدولة يهودية خالصة ، بعد شطبنا من على الخارطة وتحويلنا إلى ركام بشري. سيطروا على فلسطين والقدس ، وهاهم يضعون أيديهم على القدس القديمة ومساحتها 400 متر ، ومن يسيطر على هذه المساحة إمتلك القرار العالمي ، ونحن لم نعد نملك شيئا من إرادتنا ، وسقنا شعوبنا إلى المقاصل ، وها بشار الوحش اليهودي الأصفهاني يدعو روسيا لذبح " شعبه" ، وتدمير "بلده" ، والآخرون ليسوا بأقل منه سوءا ، فهناك حاجة ملحة لعلماء الأنساب كي يفتحوا هذا الملف لنعرف من لنا ومن ليس منا.
سلمنا أمرنا لعدونا ، وانشغلنا ببعضنا ، وفرزنا أنفسنا دولا تقدمية ثورية وأخرى رجعية ، ودارت بين الجانبين حرب ضروس ، وتبين أن سوء سوسة الدول التقدمية والشبهات التي تدور حولها وتغرقها باليقين ، لا تقل عن سوء سوسة الدول الرجعية ، كما أننا تحالفنا مع روسيا وامريكا ، وكنا نحن الأدنى في سلّم التحالف لأننا ضعفاء ولم نفرض أنفسنا ولا ماذا نريد على خارطة التحالف ، وهذا ما جعل موسكو "حليفة الدول الثورجية " ، وأمريكا حليفة الدول الرجعية ، يعرضاننا في سوق النخاسة ، ويتمسكان بمستدمرة إسرائيل الخزرية ، حليفا قويا مع انها تستغلهما وتبتزهما ووظفتهما لصالحها وهما القوتان الأعظم. جنحنا للسلم وليتنا تمسكنا بحقوقنا ، ووقعنا المعاهدات والإتفاقيات ، ولم نقرأ ما نوقع عليه ، وطلبنا بنشر كافة الوثائق على الرأي العام ، لكننا قدمنا الأرض والمياه والقدس والقدس وكنيسة القيامة والسيادة عربونا للسلام الذي لن يتحقق ، وباتت سجوننا ملآى بالمناضلين ومناهجنا خاوية من كل فكر ، وحياتنا تشكو من فقدان الكرامة وانعدام السيادة ، لأن المطلوب تحقيقه هو إستسلامنا وهذا ما حصل. رغم ذلك طبّعنا مع العدو ومنحناه مياهنا وإشترينا المياه منه وأهملنا أراضينا وإستوردنا ما نأكله منه ، دون ان نعلم أن هناك "آية" في تلمود بابل تقول:"أرسل لجارك الأمراض"، وضحكوا علينا وقالوا في البداية :" الأرض مقابل السلام فوافقنا وهرولنا زاحفين على بطوننا إلى مدريد وعدنا بخفي حنين ، وقالوا أن المستعمرات مقابل السلام ولم نعترض ، وقالوا بعد ذلك أن المياه مقابل السلام وسلمنا بالأمر ، وقالوا أن النفط والغاز مقابل السلام ولم نبد أي مقاومة ، وقالوا ان السيادة والكرامة مقابل السلام فلعقنا أحذيتهم ولم نحصل على هذا السلام ، وهاهم يقولون أن يهودية الدولة مقابل السلام ، ونحن موافقون . ورغم كل ما فعلناه من جرائم بحق انفسنا ، وكثرة الأختام العربية على صك بيع فلسطين لليهود ، الذي وثق عام 1916 ، وتسلمه مؤسس الصهيو نية د.ثيودور هيرتزيل بيده إرضاء لبريطانيا العظمى آنذاك ، ورغبة بعدم الخروج عن طوعها، ركلتنا بريطانيا وأمريكا من بعدها ، وها هي أمريكا تعانق إيران مؤقتا ، وتلفظنا بالثلاث بقانون " الجاستا " الذي سيلحق الضرر البالغ بالسعودية التي كانت يوما ضمن المنظومة الأمريكية.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ختام فعاليات ندوة القانون الإنساني الدولي والمشترك الحضاري ب
...
-
انطلاق فعاليات ندوة -القانون الإنساني الدولي والمشترك الحضار
...
-
العرب والأعاجم ..النار تأكل بعضها
-
-إسرائيل- لن تسمح لعون بأن يهنأ بالرئاسة
-
اليمن ضحية عربية بإمتياز
-
البوركيني والبكيني... جسد المراة هو المحور
-
معركة الموصل لعبة تتسم بالغموض
-
-إسرائيل-دولة مارقة .. مصدر رسمي أردني
-
إبعد يا ترامب
-
هل نحن مؤهلون للدولة المدنية
-
الصندوق الدولي للتنمية الزراعية يبدأ استثماراته بالعراق للتص
...
-
من ينفذ درر أوراق الملك النقاشية
-
سوريا تحت الإحتلال الروسي
-
تغيير المناهج التربوية ..عبث على طريق التهويد
-
يخربون بيوتهم بأيديهم
-
جامعة إيدن العربية
-
إبعدي يا هند
-
للأردن ضفتان
-
زيارة القدس تطبيع
-
المستدمر البولندي بيريز ..صديق العرب
المزيد.....
-
إسرائيل.. إعلان وزارة الدفاع عن إنشاء مستشفى ميداني للأطفال
...
-
استطلاع: 80% من الأمريكيين متشائمون عقب محاولة اغتيال ترامب
...
-
شاهد: بوتين يقود -لادا أورا- الجديدة ويفتتح بها الطريق السري
...
-
ألمانيا تعلن مبادرة لتعليم مليوني طفل بمنطقة الساحل الأفريقي
...
-
تقرير يتحدث عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب وطهران تنفي
-
البنتاغون: نعتزم تسريع تطوير واختبار الصواريخ فرط الصوتية
-
تدمير تسع مسيرات أوكرانية فوق مقاطعة كورسك الروسية
-
-نيوزويك-: أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية تشل فعالية الأسلح
...
-
انقلاب حافلة عند دخولها نفقا بالقرب من برشلونة
-
صيادون يرصدون تحليق صواريخ روسية فوق بحر قزوين
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|