|
نقد الموروث
منعم بن دائخة
الحوار المتمدن-العدد: 5331 - 2016 / 11 / 2 - 23:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إنّ ما يمرّ به العالم عامة والوطن العربي خاصة يختم علينا مراجعة تاريخ دياناتنا وناريخنا إجتماعنا ، فالذي يجري في الأقطار العربية ما هو إلا تراكم لأفكار تراثية وجب إعادة النظر فيها سواءا تاريخا أم فقها أم حتى الديانة ، وعلى القارئ أن يهدئ من روعه قليلا قبل نطق الحكم ، في الديانات الثلاث ( اليهودية ، المسيحية ، الإسلام ) هناك تطرف وإرهاب يمارسه من يسمون أنفسهم الكهنة والرهبان ورجال الدّين والمشائخ الذين يمارسون الإرهاب الفكري بقسوة عبر إصدار الفتاوى وشتم المخالف والدعاء عليه بالهلاك والتوعد بالثبور والويل ، ويكأن الله خلّفهم لحكمنا وسلطهم علينا لجز رقابنا وقطع أيدينا وأوصالنا .. إن انتقادي للموروث يشمل ثلاثة هذه الدينات فهي لم تخل من عنف مسلح ومن قتل وإرهاب وإغتيالات ، فنجد في الديانة المسيحية بمصر قتلوا الفيلسوفة وعالمة الرياضيات عام 415 " هيباتيا " بأوامر من بطريرك الإسكندرية " سيريل " التي استخدموا ضدها أبشع أساليب القتل وتفننوا في تعذيبها ونحن نعلم كيف قتلت وكيف جرى ذلك ولا مجال لذكره هنا واستمرت جرائم رجال دينها أمدا من الزمن حتى وصل لها نور العقل ومنهج التنوير الذي هو سبيل لتحرير العقول من قيود الأوهام وتجارة الدين ، وأيضا ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 385 ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻷﻭّﻝ ﻣﺮّﺓ، ﻳﺼﺪﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺤﺮﻕ ﺷﺨﺺ " ﺯﻧﺪﻳﻖ" ﺣﻴّﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺬﻳﺒﻪ لع ى مرأى ومسمع الجميع ومن خلال رجال الدين .. وفي عام 804 ﻣﻴﻼﺩﻱ أدﺧﻞ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺷﺎﺭﻟﻤﺎﻥ العدﻳﺪ من ﺍﻟﺴﺎﻛﺴﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ، ﻣﻘﺘﺮﺣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ: ﺇﻣّﺎ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺤﻮﺍ ﻣﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻭﺇﻣّﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻄﻊ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ، ﻭﺗﻢّ ﻗﻄﻊ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺴﺎﻛﺴﻮﻥ ﺑﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟتي تطبق شريعة الله حسب فهم رجال دينها .. وفي الديانة اليهودية ارتكب رجال دينها أبشع الجرائم بحقّ الإنسانية حيث ارتكبت في بولندا ضدّ فتاة تسمى أجنيس هوروزا تبلغ من العمر تسعة عشر عاما قتلها مجموعة من اليهود بأوامر دينية عام تقرّبا إلى الله حسب فهم رجال الدين لشعائرهم ، وفي بور سعيد المصرية عام ١٨٨١ ارتكبت أبشع مجزرة في تاريخ الإنسانية ارتكبها رجل يهودي بحق فتاة حيث مثل بجثتها وقطع حنجرتها وفي عام ١٠١٤ وجد بضاحية نوريش جثة لطفل بريطاني قد ذبحه رجل يهودي تقربا إلى الله عبر دمه بعيد الفصح اليهودي ، وما أكثر الدماء بعيد الفصح عند اليهود فهم يتقربون فيه إلى الله عبر ذبح الأطفال الذين لم يبلغوا العاشرة وحتى النساء وأكثرهن من كُنّ من غير ديانتهم .. أما في الديانة الإسلام فحدّث ولا حرج عن المجازر التي اقترفها رجال الدين وأتباعهم منذ زمن معاوية وابنه يزيد الذي قطع رأس أول ثائر ضد الظلم في الإسلام الحسين بن علي مرورا بالفيلسوف بن رشد والحلاج والجاحظ وبن الهيثم والبيروني والتوحيدي وبن عربي والمعري وأشهر فلاسفة الإسلام حوكموا بالقتل والحرق واتهموا بالزندقة والهرطقة شأنهم شأن رحال الديناتين - المسيحية واليهودية - ، وصولا إلى نصر أبوزيد حامد المفكر المصري الشهير الذي نفاه رجال الدين من بوابة الأزهر إلى أرض غير أرض وطنه حتى إنه مات بالغربة وسبب موته لازالت عليه علامات استفهام وحتى الكاتبة فاطمة ناعوت والمفكر الكبير سيد القمني الذين حوكموا بتهمة إزدراء الأديان ، ولا تهمة لهم إلا أنهم رفضوا رقابة ووصاية رجال الدين ، ورجال الدين في مصر على فرقتين - اخوان وأزاهرة - . فالأزهر الذي يدعى البعض أنهم حام حمى الإسلام ما هو إلا مستنقع يفيض بجموع المتطرفين بالنسبة للمناهج التي تُدرس فيه والتي تخرج لنا أجيالا من المتطرفين والإرهابيين ، ومن ثم نتساءل من أين أتت داعش وأخواتها ؟! علينا جميع نقد الموروث وتفحصه وتمحيصه ووضعه تحت نور العقل الحر والعلم وألا نجعل لرجال الدين سبيلا على أجيال المستقبل وننشأ بذلك كونا يعيشون معنى الحب والحياة بعيدا ررقاالجديد وصناعة بة ارجال الدي وأوصياؤه ، ولقد وقعنا في فخ تقديس الشأخاص أيضا ، فنحن أمة مقدّسة لموتاها وهم في نهاية المطاف بشر لهم آراء لم تصلح لعصرنا ولا تقدم ولاحتى تؤخر .. وهكذا هو الفكر الديني عبر رجاله يمارسون الفظائع ويركبون أشنع الجرائم في قتل المخالف لآرائهم وخلق العداوات مع الآخرين .. ولا سبيل لتجفيف منابع الارهاب أو التقدم مع الأمم المتقدّمة إلا بنقد الموروث ومراجعة التاريخ والفقه الذي يحمل دما وإرهابا وفكر متطرفا .فأوروبا وأسرائيل رزخت فترة من الزمن تحت وطأة رجال الدين وفكرهم وثم إنقشع ظلام هذا الفكر واستبدل بالفكر التنويري الذي قادهم نحو التطور والعلم واكتشاف التكنولوجيا وتطورها على عدة مستويات ، فمتى ستتقدم الأمة التي أخرجت خير أمة للناس ونرى نور العقل والعلم يسود مجتمعاته ودوله التي وصلت لحد لا يطاق في قاع الجهل والتخلف والتطرف !؟
#منعم_بن_دائخة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات
...
-
أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم.
...
-
كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك
...
-
الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق
...
-
فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ
...
-
نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
-
عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع
...
-
كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
-
آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
-
العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|